التنافس مع نفسك أفضل تنافس في حياتك بقلم : حسين الشاعر – شفاعمرو
2012-06-15 10:38:54

كان طاووساً يوماً من الأيام في ساحة المعركة حاول التسلق نحو قمة الجبل والتهرب من الواقع الأليم  إلا أنه فشل في جميع محاولاته، وكان صوته عالياً ولكنه لعب دوراً فقدته المصداقية والإنسانية، وكان يفكر بذاته انه العلم الأعلى ولن تمسه شعرة ، ولكن جاءت الأيام حتى كشف هذا الطاووس على حقيقته ومعروفاً ان الطاووس لا يسير إلا وأمامه جمع وخلفه مثله ! كان لا يريد إلا أن يكون وحده ! لكن السماء لم تخلق لغيمة واحدة أو لكوكب واحد، بل لملايين الكواكب التي حجبته! وبالرغم من فقدان الطاووس شرعيته بين مجتمعه، الا انه حظي بثقة عمياء لم يتوقعها في احلامه.

وفي يوم من الأيام حاول صديق الطاووس طمس معالم زميله بالرغم من الصداقة المثلى بينهما ولكن سرعان ما تحول الصديق الى عدو في ليلة وضحاها، بعد أن دهس ودفن القيم الاعتبارية والاجتماعية وانتهاج نهج الأنانية والتفتيش عن المكانة والنجاح ونسيان القيمة، فهنا أقول لذلك الطاووس  يجب على المرء ألا يحاول أن يكون إنسانا ناجحًا دائماً، إنما أن يحاول أن يكون إنسانًا له قيمة وبعدها يأتي النجاح تلقائيًا.

وبعد تجارب صغيرة في حديقة العمل تبين ان أسد الغابة أقوى من الغزال، ولكن بإمكانك أن تبني طموحات لا حدود لها اذا قررت ذلك، تذكرت مقولة  الكاتب الكبير باولو كويلو في احد روياته  قال : " عندما تطمح في شيء وتسعى جاداً في الحصول عليه  فإن العالم بأسره في صفك".

وإن هناك طريقتين ليكون لديك أعلى مبنى.. إما أن تدمر كل المباني من حولك، أو أن تبني أعلى من غيرك.. اختر دائمًا أن تبني أعلى من غيرك.

وكما أرددها دائماً " خلي كعبك عال" وثقتك بنفسك عالية حتى تستطيع ان تعيش في غابة فيها اسود وأفاعي وغزلان..  .

التجدد في الحياة يومياً أفضل وسيلة لقتل الإفلاس المعنوي وفراغ الوقت، والتنافس نحو التقدم بالعمل والعلم يعطيك بريق من الأمل كي تثبت لنفسك أنك موجود ذات قيمة شخصية واجتماعية وليست زهرة ذليلة بين باقة من الورود اليانعة.

عزيزي القارئ لست بصدد ان أغير نفسك بلحظة وتصبح إنساناً أخراً في ساعات وأيام معدودة، ولكن تذكر إن التنافس مع الذات هو أفضل تنافس في العالم، وكلما تنافس الإنسان مع ذاته، تطور بحيث لا يكون اليوم كما كان بالأمس، ولا يكون الغد كما هو اليوم.

لأنني أؤمن أن كل شيء كبير في العالم، أو أي منصب عال بدأ بفكرة صغيرة، ولكن تتعلق تلك الفكرة بالنظرة السليمة للأشياء والرؤية الشمولية للواقع وللظروف،مع العلم بإمكاننا أن نصنع الظروف بأنفسنا.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق