من الطبيعي أن يحلم الإنسان وأن يتفكر في حياته وعمله وسعادته وأمله وحتى يأسه من حظه في الدنيا، فكم مرة نحلم ونسأل أنفسنا هل سيتحقق ذلك الحلم أم سيبقى مجرد حلم لن يتحقق ولن تراه العين.
 الدراسات تؤكد ان كل البشر تحلم، ولكن يختلف الحلم من إنسان الى أخر، ولسان حالنا يقول هل سيتحقق اليوم حلمنا ، هل سنربح سيارة، طيارة ،أموال ،عروس، محبوبة ... وبالتالي نحقق السعادة حتى لو كانت حلم أو من نسيج الخيال.
وهنالك فئة تحلم كي يفرح قلبها المحروم من فرحة الأيام، فالأحلام منها وردية وتشعر أنك اسعد إنسان على الكرة الأرضية، وخاصة أن العقل بتفكيره يطلق نفسه للعنان مخترقا كل الغيوم الزرقاء والسوداء.
 ولكن سرعان ما يستيقظ الواحد منا ويلتفت حوله في الصباح، ويرى الواقع الحقيقي وما حلم به كان شعور خاطف وسريع بمجرد خيال ليس أكثر.
ولكن أجمل ما في الحلم أن تحقق حلماً راودك سنوات، بل طيلة عمرك وأنت تنتظر ذلك الحلم، والأجمل أن يأتيك صدفة من غير معاد وبدون سابق إنذار، وبعكس كل الأحلام أن يستحضرك في وضح النهار.
كأنك تنتظره بفارغ الصبر وعندها يتحقق الحلم الذي لم تحلم به ولم تراه العين من قبل، فيصبح حقيقة بين يديك ويحول حياتك من حياة بلا معنى، الى حياة لها معنى كبير وتغمرك السعادة كأنك ولدت مع بداية هذا الحلم.
يعتبر الحلم هبة من الله وهو الأقوى بين البشر بإنتماءه الروحي، حتى للحلم هنالك قواعد للنجاح، وهو التواضع في الحلم وعدم الكبرياء، والبعد عن الحسد والإخلاص والمحافظة عليه كي يبقى حلماً تراه العين.
فهذه الأقدار في الحياة البعض يشرب المر ويتذوق العلقم والبعض يتذوق الحلو والعسل، ولكن تذكر أنك ليس وحيداً جريح في هذه الدنيا فهنالك عظماء جراحهم أكبر وأعظم.
فكل إنسان خلق بمقدار في هذه الدنيا ولكن عزيزي القارئ تذكر أن ربك الأعلى لن ينساك حتى لو نسيته، فأدعوه وأشكو إليه لأنه يفرج الهموم وييسر الكروب وعندها تضيء أمامك منارة الحياة فعندها ستحلم بكل ما هو جميل.
وأخيراً لا تدع الحلم أن يقودك للهلاك، عندها ستغلق أمامك الحياة، فكن واقعياً وايجابياً حتى في  أحلك الأحلام، وأتمنى أن يحقق كل إنسان حلمه في الحياة التعليمية والمهنية والعاطفية والاجتماعية، وأن يرى الحلم الذي لم تراه العين من قبل.
واذا قررت ان تحلم عليك ان تكون يقظاً.