كتبت كثيراً في المقالات السابقة عن سر السعادة  كيف نبنيها ونتعاطى معها ونتحدى فيها أقصى الظروف ونستبدل مرها بحلوها وعسلها،ونغرس بذور التفاؤل فينا، والحب جزء من مكونات السعادة وهي جزء من إحساس ومشاعر كل واحد فينا ومن لا يحب فهو إنسان غير طبيعي على الأقل كما تقول الدراسات.
 
 الحب أنواع ومقامات ودرجات، ابتداءً من حب الله وحب الرسول "صلى الله عليه وسلم" وحب الأم والأب والعائلة والأولاد وحبيبة الروح والدهر وغيرها من أنواع الحب...
 
 ليس من السهل ان يُحَب الإنسان أو يحب، بمروره في ظروف غير إعتادية وحتى خيالية وأحياناً يعيش حباً وهمياً، وللأسف هنالك الكثير في مجتمعنا بحاجة الى "واسطة " حتى تصل الى أهدافك، ولكن الحب لا يتم شراؤه بالمال ولا بأي مبلغ كان ولا بأكبر "واسطة" كانت، إنما الحب هو شعور داخلي نابع من العقل والقلب معاً ويضخ عبر الأوردة الى أنحاء الجسم وينطق به اللسان، فالمحبة ليست سلعة إنما المحبة من الله،  فالأخلاق والأدب أغلى من الذهب وهي التي تجذب الآخرين إليك فتكون حقا الشخصية المغناطيسية الحقيقية والشخصية المحبوبة، فهذه نعمة لا يملكها الجميع، فقال تعالى في كتابه العزيز: (ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله) سورة [البقرة: 165]. وقال صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين" متفق عليه. وهذه المحبة تستلزم طاعة المحبوب، إذ من أحب أحداً سارع في رضاه.
 
كثيرٌ منا لا يعرف معنى الحب، البعض يحب بالكلمات والهمسات دون مشاعر والبعض يكون أنانياً بحبه، فعزيزي القارئ اجعل حبك لنفسك يتضاءل أمام حبك لغيرك لأن المحبة من الأمور القلبية التي ليس للإنسان فيها خيار، ولا قدرة له على التحكم فيها، فإن الحب بمثابة الميل إلى الشيء يرغبه القلب ويترجمه العقل.
فعلينا معرفة تحدي أنفسنا، وأن نعرف كيف نقدر الآخرين وكيف نحب ولا نكره، نزرع المحبة ونطرد الحسد والنميمة،  حيث انه لا يمكن أن تصدُر من الإنسان الرقيق ولا من الإنسان ذي الأخلاق والعاطفة الناعمة سوى كلمات نابعة فيها روح المحبة للآخرين، وهذه واحدة من أسرار السعادة.
وأخيراً تخيلوا إنساناَ بدون إحساس ولا مشاعر ولا ضمير كيف سيعيش  في دائرة الحب لله وللرسول صلى الله عليه وسلم ولعائلته ولمحبوبته ، فهذا  الإنسان في الواقع لا يمتلك قلب،  بل يمتلك صخرة ملتهبة من الكراهية والحقد سعياً منه لتحقيق أهداف ذاتية  فمثل هذا الإنسان في الحقيقة هو ليس أنسانا وإنما في صورة إنسان فقط.