العبرية على خلفية العربية - لقاء لغتين شقيقتين
2012-05-17 20:48:17

هدف المؤلف من هذا الكتاب، كما يفصح في المقدمة،  مساعدة مدرّسي اللغتين العبرية والعربية في المرحلة الإعدادية عن طريق  مقارنة هاتين اللغتين السامي 8 ?ين الشقيقتين، والمقصود هنا اللغة العبرية الحديثة واللغة العربية الأدبية المعاصرة. في حالات قليلة يتطرق المؤلف إلى سمات معينة في المحكية العربي  577 ? الفلسطينية وإلى العبرية التوراتية. ومن الملاحظات الصائبة التي لاحظها المؤلف في موضوع المثنى الواسع في العربية الأدبية مقارنة بالعبرية أن المحكية العربي ?ة في البلاد تستخدم صيغة المثنى الواحدة “قرشين” ، “كلمتين” …لقمتين” للتعبير عن كمية صغيرة (ص. ٣١).

 انبثق هذا الكتاب عن دوسية “العبرية والعربية - لقاء اللغتين” صدرت عام ١٩٨٩، وكان المؤلف قد طبّق تلك المقارنة في تدريسه اللغة العبرية للطلاب العرب   01 ?ي كلية التربية العربية في حيفا. تتجلى هذه المقارنة اللغوية في مجالات خمسة: الصوت والصيغة، الاسم، ا 7لفعل، قائمة كلمات، النحو. ويذكر أن وحدات هذا الكتاب لا تمثل منهاج مقارنة شاملا وكاملا بين اللغتين بل اختي edرت بعض المواضيع اللغوية مثل الحركة الثنائية وأل التعريف وضمير الإشارة والمثنى والجمع السالم بشقي! ه وياء النسبة والعدد واسم الفاعل والجذر والفعل المتعدي واللازم وأوزان الفعل والإعراب. وهذا يعني أن وحدات!  الكتاب أو فصوله قائمة بذاتها ولا وجود لتسلسل معين في عرض المادة وشرحها. وقد أضيفت بعض التمارين في   نهاية كل فصل (ص. ٦٠ مثال جيّد لتمرينين) والتشكيل جزئي في كلتا اللغتين.

القرابة بين العربية والعبرية واضحة المعالم أصواتا وصرفا ونحوا ومعجما، ولكن هناك اختلافات كثيرة ف  610 ي الوقت ذاته. ومن البدهي أن معرفة واحدة منهما تشكل أرضية هامة في تعلم اللغة الثانية ولكن في بعض الح  1575 الات يجب الانتباه لأوجه الاختلاف وعدم الوقوع في البلبلة والإفراط في التصحيح. فعلى الصعيد المعجمي يرى الب  1575 احث أن كلمات مثل צורה, מדרשה, ספר, נזף, ענה, קיץ, שפה, כבש, גלד, לב, ענק, עקב, חיה ومقابلاتها العربية ليست متساوية م  1606 ن حيث المعنى والاستعمال: صورة (وردت ثلاث مرات، ص. ٨-٩)، مدرسة، سفر، نزف، غنى، قيظ، شفة، كبش، جلد، قلب والمقا  76 بل التأثيلي: لبّ، كعب والصحيح عقب، حية (ص. ٨-١٠، ٥١، ٩٢-٩٣، ٩٧). وهنالك كما يعلم الكثيرون قائمة من الكلما! ت المتماثلة تأثيليا في العبرية والعربية إلا أن مدلولاتها على طرفي نقيض أو مختلفة منها: אבָה, אהֶל, בא, הלַך, הרה  512 ?, חלֶד, חלָּש, טרַח, יצב, ישָב, לחֶם, לקַח, מרֶץ, הכּיר, סרַק, עני, שֶבח = أبى، أهل، باء، هلك، هرهر، خُلد،  خلّاس، طرح  48 ، وصب، وثب، لحم، لقح، مرض، أنكر، سرق، غني، سباخ.
الكتاب خالٍ من الإحالة لأية مصادر وعليه يستهجن المتصفح تعميمات مثل: في العربية نصف الكلمات تقريبا  u1580 جمعها جمع تكسير (ص. ٣٣، وقارن ما ورد في ص. ٦٩)، وفي بعض الأحيان نرى أن الترجمة غير دقيقة مثل شمّاس = שומ u1512 ? ראש (ص. ٣٧) وكناس = מטאטא רחובות (ص. ٣٨)، צוללת = غطاسة (ص. ٤٢ وينظر ص. ٤٣، ٥٥، ٥٨، ٧٨، ٧٩، ). وفي موضوع ياء النسبة يلاحظ ن e4قص ما، على الأقل، بصدد التنويه بالفرق الدلالي بين مثلا “بيتي” بدون شدّة و”بيتيّ” بشدة (ص. ٤٤ ولا حا  580 جة لذكر “شدّة قوية” بالنسبة للعربية التي لا تعرف غيرها ومن الأفضل تسمية “ياء النسبة” بـ יוד היחס في العبرية u32  بدلا من יוד השייכות. ويُذكر أن المحكية العربية الفلسطينية كالعبرية لا تميز بين الصيغتين مثل “بلدي” و e6”بلديّ”. كما وأخطأ المؤلف في ملاحظته التي يقول فيها إن لا علاقة بين معنى الفعل ووزنه في المضارعة (ص. ٦٩). من!  المعروف أن للفعل المجرد الثلاثي في العربية ستّة أوزان يتذكرها الكثيرون من العرب على هذا النحو:
فتحُ كسرٍ فتحُ ضمّ فتحتان                       كسرُ فتحٍ كسرُ كسرٍ ضمّتان
ولا بدّ من الرجوع لكتب اللغة لمعرفة هذه الأوزان، وهذا فصل شائك من فصول قواعد العربية. وقد يكون لفعل  ل ما وزنان أو ثلاثة والمعنى واحد. ولكن في بعض الأحيان يؤدي اختلاف الوزن، أي حركة عين الفعل المضارع،!  إلى معنى مختلف مثل هزل، يهزُل بضم العين أو فتحها والمعنى صار مهزولا أمّا هزل يهزِل بكسر العين فالمعنى مز  81 ح، يمزح (ينظر في كتب اللغة والقواعد) وفي اللهجة العربية الفلسطينية الجليلية (كفرياسيف) نشير إلى الف ddعل “شك” بشِك أي عنده ريبة وشك أما إذا قلنا شكّ بشُكّ بالضم فالمعنى يغرز مثلا الميبر بضلوع ورق التبغ؛ رقّ ب برِق أي يصبح رقيقا أما رق برُق فهو فعل متعد ويستعمل عادة في عملية رق العجين؛ قرّ بقُر أي ثرثر يثرثر ! أما قرّ بقِرّ فمعناه اعترف يعترف. وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى أن الفعل العبري חָרַש يأتي بوزن יַחֲרֹש بمع عنى حرث يحرُث وחָרַש, יֶחֱרַש بمعنى خَرِس ، يخرس، وأمامنا في الواقع جذران مختلفان في الأصل لاندثار صوت a الخاء في العبرية، فأصل السنخ الأول كما أشرنا “حرث” والثاني “خرس”. وفي السياق ذاته (ص. ٦٩) كان من المفروض ال لتدقيق والقول إن الأفعال الثلاثية المجردة المشتملة على حرف حلقي في عينها أو في لامها تكون حركة عين  1607 ها في الغالب الأعم في صيغة المضارعة الفتحة في كلتا اللغتين مثل: سأل، يسأَل، فتح، يفتَح، שאל, ישאַל, פתח, יפתַּח  5 الخ.

وقعت بعض الأخطاء اللغوية مثل ضفضع  وظأن (ص. ١٠، ٩٨، وأنظر ص. ٧١، ٧٩، ٨٠، ٨٥ حيث لا تمييز بين الجانب التأث  ثيلي والجانب الدلالي، ٩٠، ينبغي التمييز بين اللغة الأدبية واللهجة المحكية: قنّبيط وقرنبيط، وهل الل  1601 فظة الحديثة المشتقة من العربية חמצה مستعملة، ص. ٩٠؟ فالكل يستخدم الكلمة العربية “حمّص” مثل: فول، فلافل، لبن  1577 ة، وبلبل وشحرور وشرقرق وحلاوه (وليس חלבה ، ص. ١٠٥) ووو،  أنظر: Haseeb Shehadeh,  Arabic Loanwords in Hebrew. Studia Orientalia 111 (Helsinki, 2011), pp. 327-344 ) والمطبعية مثل בעברית  بدلا من בערבית (ص. ١٢ وأنظر ص. ٢٢، ٢٥، ٣٣، ٥٤، ٥٧، ٦٢، ٦٣، ٧١، ٧٤) والتأثيل! ية مثل רציני أي رصين (ص. ٩) والحقيقة أن اللفظة العبرية كان إليعزر بن يهوذا (١٨٥٨-١٩٢٢) قد اقترضها من العر! بية مثل: أديب ورسمي الخ. وينسحب الأمر  نفسه  بالنسبة لألفاظ أخرى (أنظر بلبل، ص. ١٩، أنظر: حسيب شحادة، إليعزر ب  بن يهودا وإحياء اللغة العبرية، على الشبكة العنكبوتية) وأحيانا كثيرة يلاحظ الباحث نقصا في إيراد الأ أمثلة (أنظر ص. ٤٧، ٤٩، ) أو تعبيرات غير دقيقة مثل القول إن الشدّة في שתּים هي النون في “اثنتان” (ص. ٤٧، وينظر من  u1581 حيث المنطق ص. ٥٢)، ولا بدّ من التفريق بين كاتب والجمع كاتبون أو كتّاب (ص. ٥٤) وحبذا لو ذكرت لفظة “أنيت! lquote  الملخصة لحروف المضارعة أسوة بما ذكر في العبرية איתן (ص. ٦٧). والقول إن في العربية عشرة أوزان فعلية شائعة في  1607 ه نظر، هل إفعلّ الذي لا يدرّس في المدارس والمعاهد العليا الأجنبية شائع في العربية؟ هذا الوزن منصب   1603 كما يعلم الجميع على الألوان والعاهات.  وفي موضوع النحو يذكر الكاتب باختصار شديد جدا مسألة المطابقة  (أكلون  ني البراغيث) أو عدم المطابقة بين ركني الجملة الاسمية والفعلية من جهة ومسألة الإعراب والتنوين من جه u1577 ة أخرى. في هذه العجالة لا أرى أيّ مسوغ لإقحام تعميمات مثل: من الممكن مبدئيا فهم اللغة بدون الحركات والتنوي  06 ن (ص. ١٠٩) والسؤال أي فهم سيكون هذا في حالات معينة مثل: ما أجمل السماء بإعراب وبدون إعراب. في العبرية ا c7لقديمة، لغة العهد القديم، بقايا إعرابية كما ورد في בנו בעור أي ابن بعور في سفر العدد ٢٤: ٣ وينظر المزامير ٦٣: ٣š 8 ، التكوين ٤٩: ١١). في اللهجات المحكية العربية الحديثة لم يبق للإعراب ذكر إلا فيما ندر مثل: أهلاً وسهلا  611 ً، نعيماً، ولا أمرٍ عليك، بعيدٍ عنك، غصبٍ عنّك.
 أمامنا بذرة في الأرض وهي بحاجة لشمس وماء وهواء !

 


المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق