مختار البلدة,ظاهرة جغرافية تاريخية بقلم :طارق بصول
2012-05-08 17:31:32

نحمد الله على نعمة التى لا تعد ولا تحصى نعمة  ونصلي على سيدنا محمد
احدى المناصب التراثية بالبلدة العربية هي مختار البلدة,هذا المنصب انتشر بجميع البلاد والقرى العربية حتى نهاية الحكم العسكري (1966-1948) وبموجب قانون السلطات المحلية  1965 الذي سن الانتخابات بالسلطات المحلية استبدل  رئيس السلطة بدلا من منصب المختار.
رغم زوال هذا المنصب التاريخي الهام ما زال سكان البلدات العربية تستعمل هذا المصطلح للتمسك بتاريخنا العريق حتى انة سميت بعض العائلات باسم المختار. هنا نريد ان نقف على نقطة  مهمة   وهي معرفة جغرافية وتاريخ بلادنا  تعد من اهم العوامل للحفاظ على حضارتنا التي تترك وتتلاشى مع الوقت.
سوف نبحث بهذا المقال بكيف ومتى نشأ منصب المختار بالبلدة العربية  من الجانب الجغرافي التاريخي.
تعود ظاهرة مختار البلدة لأواخر العهد العثماني وبالتحديد  عام 1864 (قانون الولايات)  هذا  القانون  من مجمل قوانين الدولة العثمانية . بموجب هذا القانون تم تقسيم الدولة العثمانية الى ولايات جغرافية  (سوريا-بيروت-صيدا وغيرها) كان يدير الولاية الوالي والولايات  قسمت  الى الوية كلواء عكا ولواء غزة. الالوية  تدار على يد متصرف يعين من قبل الباب العالي في اسطنبول,كل لواء يقسم الى اقضية  كقضاء الناصرة طبريا صفد, كان يترأس القضاء قائمقام.

اما الاقضية فقسمت الى ناحية (مديرية) وتدار على يد مدير الناحية.النواحي  والمديريات قسمت الى قرى صغيرة تدار على يد المختار.
اذن المختار يتم تعينه من قبل سكان  القرية بإشراف القائمقام,يطلب قائمام القضاء  من سكان القرية ترشيح اشخاص يبلغون من العمر الثامنة عشر ويتم اختيار واحد منهم, من هنا جاءت كلمة مختار. مخاتير البلاد كانت كبيرة بالسن رغم ان  القانون كان يسمع لعمر الثامنة عشر وما فوق الترشيح لهذا المنصب. ولكن كان يتم اختيار كبار بالسن وبالأخص من اصحاب الاملاك من اجل دفع الضرائب لبعض الاشخاص الذين لم يستطيعون دفع الضرائب لمدير الناحية. اضف الى ذلك كان من اهم وظائف المختار هو حل النازعات وتمثيل البلدة امام جهات عليا في الدولة. هذه الامور كان من الصعب على صبي او غلام  بجيل العشرين البث بها.

للختام : ظاهرة اخرى من  حضارتنا تم الاجابة عليها من خلال علم الجغرافيا التاريخية.منصب المختار الذي بقي لدى القليل من ابناء شعبنا هو ظاهرة جغرافية  وضعت عبر التاريخ في عهد الدولة العثمانية وتحولت فيما بعد الى تراث يفتخر بة.نختم بما يختم بة كل حديث صادق الحمد لله.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق