هل أنت شخصية حساسة؟ لا تقرأ المقال !
2012-05-05 22:13:44

بقلم : حسين الشاعر 
طبيعة البشر والإنسانية  تختلف وتتميز من إنسان الى آخر ، الإنسان  بحد ذاته لغز مركب، من مشاعر وأحاسيس  ومشاعرنا هي سبيلنا للتعبير عن أنفسنا وأفكارنا ، وهي الجسر الذي نتواصل به مع الآخرين، ولكن تختلف الرؤية والتعبير من شخصية الى أخرى من خلال طبعنا الذي يجري في عروقنا وأفكارنا وقلبنا و لساننا.
حتى التعبير الشفهي والعملي مع الأهل والأصدقاء له بصماته وأثاره الإيجابية والسلبية، وكلمتك عزيزي القارئ التي تنطق بها، هي قدر انفعالك الذي يظهر أمام الآخرين، وكما ذكرت في مقالات سابقة " اللسان بدون عظام ولكن بنطقه للكلام قد يكسر العظام".
تطرقت في الماضي لشخصيات متعددة الأهداف ومتعددة النشاطات ولكن مصيرها  احياناً يضيع بين حبات المطر وحبات القمح، دون حصد الثمار.
ما يميز عملي هو اللقاءات الدورية واليومية مع المواطنين بمختلف أطباعهم ، عندما كتبت مقالاً عن الإنسان المزاجي والذي لم يتقبله مزاجي، تلقيت ردود فعل كثيرة، وبصراحة  إذا كنت شخصية حساسة لا تقرأ بقية المقال!.
كل واحد فينا يتميز عن غيره بالتصرفات، وردة الفعل   تعتبر المرآة الحقيقية التي تبدو فيها شخصيتك بمميزاتها وعيوبها، من خلال مواقف،وبصحتها ومرضها، بضعفها وقوتها.
سأتطرق خلال بقية الأسطر عن الشخصية شديدة الحساسية، منها المعتدلة، ومنها زائدة إلى حد كبير.
 فالأسباب التي تجعل الشخص حساساً جداً هي كثرة تفكيره بكل ما يقال وأخذه لما يقال على محمل الهجوم وربما تعرض هذا  الشخص لإساءة شديدة في حياته مما يؤدي إلى فقدان ثقته بالآخرين واعتبارهم مسيئين في كل ما ينطقون به.
الحساسية الزائدة في غير مكانها قد تؤدي إلى اضطرابات شخصية ، طبعاً ليست عند الجميع لكن عند من يغالي ويهول الأمور ويعطيها أكبر من حجمها الطبيعي.
لا شعورياً هذه الشخصية تشعر كأنه تم طعنها من الآخرين، مع أن عمل الآخرين لم يكن بقصد الإساءة ، والمشكلة تكمن في عدم وضوح الرسالة من الطرف الثاني، وهنا الحساسية تلعب دورها السلبي من حيث لا تدري ، ولكن أن زادت عن حدها الطبيعي فممكن أن تهدم ما بناه خلال فترة طويلة، وأما الحساسية ضمن المنطق والمعقول فتكون مقبولة فلا إشكال عليها لأنها جزء من طبيعة كل إنسان.
ولكن الإنسان هو ملك نفسه بإمكانه أن يقرر لنفسه ، في حالة استعمل العقل قبل القلب، وتبدأ مرحلة العلاج من خلال أخذ الأمور ببساطة أكثر، التفكير بنية حسنة، وتحويل القصد من سالب إلى موجب، وهنا يشعر الشخص بمزيد من الثقة بالنفس، وهذه الشخصية تعتبر مرنة وتستطيع أن تعيش بسعادة ورضا.
وهنالك شخصيات يجب أن تعرف كيف تتعامل معهم، بحذر تام حتى تبقى شعرة معاوية قوية في أحلك الحالات ولكن المصيبة إذا كانت تلك الشخصيات من فئة الذين ليس لهم هم في هذه الحياة سوى توجيه الانتقادات والملاحظات واللوم والعتاب ويعتقدون أنهم وحدهم على هذه الأرض، عندها لا ينفع الدواء تبقى حساسية الأنانية مستشرية في عروقهم ولن يتقدموا شبراً في حياتهم.
أما الشخصية الحساسة المعتدلة والمنطقية ، فتتمتع بقدر من الثبات في النفس، و تتمتع بعلاقات اجتماعية مقبولة، وتتصرف بروية وتعقل أمام ما يحدث أمامها، وهذه من الشخصيات المميزة التي تعتبر جسراُ بين كافة الشخصيات ، وقناعتك بنفسك وما ترتاديه لهو أجمل ما تفعله فأنت معتدل الحساسية والمشاعر وردود الأفعال. وما يحدث حولك بصورة عقلانية كرد الفعل بقدر حجم الفعل، فعلاقتك بالآخرين بها قدر كبير من الهدوء والسكينة والصدق، فأنت اخترت
فأحسنت ولكن فجأة تتحول بعض هذه الشخصيات الحساسة إلى حساسة جداً عندها يقع الامتحان في التصرفات وفهم الأمور، نظراً لحجم الموضوع.
وأخيراً باعتقادي من الرائع والممتاز أن يتمتع الإنسان بحساسية تمده بحالة من الحذر والترقب أمام أي خطر يوجه إليه، أو عبارات براقة تحمل من النفاق والرياء أكثر ما تعنيه من مديح، في كل الحالات حساسيتك سترشدك إلى الأفضل في حالة أحسنت التصرف بعقلانية، وعدم الانزلاق والوقوع في فخ صيادي النفوس في المياه العكرة.
شخصياً دائماً أقول: أن من عنده بستان في صدره من الإيمان والذكر ولديه حديقة في ذهنه من العلم والتجارب فلا يأسف على ما فاته من الدنيا بإمكانه أن ينطلق اليوم ويترك الحساسية جانباً، ومن مجمل ما  قرأت هنالك مقولة تقول : " من الجميل أن تزرع وردة في البستان ولكن من الأجمل أن تزرع المحبة والتسامح في قلب إنسان".

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق