كل واحد منا له إحساس وشعور وكيان، وكثيراً ما نعيش بين الآلام والفرح والأحزان، احياناً لشدة الفرح نبكي، ولشدة الفراق والحزن نبكي، ولظروف قاسية نبكي.
 الأسبوع الماضي كنت شاهداً على مواقف محزنة وأخرى مفرحة وكلها احتاجت للبكاء، فحاولت أن أبحث عن سر البكاء، تبين أن البكاء نعمة من الله، فإذا أحسست برغبة في البكاء فلا تحبس دموعك، فان كثيرا من الآلام والأحزان والغضب تسيل مع هذه الدموع.
باعتقادي، البعض يبكون لأنهم بحاجة الى عطف من حولهم ويبكون لأنهم لا يجدون وسيلة للتنفيس عن الضغط النفسي الا بالدموع، ويبكون حزنا وقهرا وفرحا في آن واحد.
والبكاء بالنسبة للرجل والمرأة أسلم طريقة لتحسين الحالة الصحية وليس دليلا على الضعف أو عدم النضج، وهو أسلوب طبيعي لإزالة المواد الضارة من الجسم التي يفرزها عندما يكون الإنسان تعسا أو قلقا أو في حالة نفسية سيئة، والدموع تساعد على التخلص منها. ويقوم المخ بفرز مواد كيميائية للدموع مسكنة للألم.
اما من الناحية الطبية ، فالبكاء يزيد من عدد ضربات القلب، ويعتبر تمرينا مفيدا للحجاب الحاجز وعضلات الصدر والكتفين، وبعد الانتهاء من البكاء تعود سرعة ضربات القلب إلى معدلها الطبيعي وتسترخي العضلات مرة آخري وتحدث حالة شعور بالراحة، فتكون نظرة الشخص إلى المشاكل التي تؤرقه وتقلقه أكثر وضوحا، بعكس كبت البكاء والدموع الذي يؤدي إلى الإحساس بالضغط والتوتر المؤدي إلى الإصابة ببعض الأمراض مثل الصداع والقرحة.
فكبت الدموع ربما يعرض الإنسان رجلا كان أو امرأة للخطر فقد يصيب بأزمات القلب والصداع وآلام المفاصل.
وأفضل البكاء ..البكاء من خشية الله ..وأثناء الاستغفار والتوبة من الذنوب.. والدعاء، ومن يبكي من خشية الله فهو في ظل عرش الرحمن يوم لا ظل الا ظله.
 
عزيزي القارئ اذا كسرتك الأيام يوماً فحــــاول  أن ترمم نفسك بنفسك ولا تمنع نفسك من البكاء، عند إحساسك برغبة البكاء فقدرتك على البكاء "نعمة".
 كل واحد منا يسأل نفسه: كم من مرة كان البكاء بمثابة الدواء والشفاء للقلق والأحزان؟ تخيل ان البعض  يحسدك عليها.
من خلال البكاء ممكن أن نطرق كل أبواب النسيــان، فالبعض، يبــكي كي ينسى، والبعض يضحـــك كي ينسى، والبعض الأخر ينـــام كي ينسى، والبعض يصمــت كي ينسى، فأين أنت؟ هل كسرتك الأيام؟...أم لا زلت ترمم نفسك لتكسر الأيام التي مضت وتبدأ أيام جديدة متجددة ؟ فقل يا الله واسأل الله فوالله لو سألتم الله لكفاكم.
فكل مأساة تصيبك فهي درس وعبر، من رضي عن الله ملأ قلبه نوراً وإيماناً، فلا تمنع نفسك من البكاء.