كلام في كلام عَ الفاضي... لماذا؟؟؟بقلم: د. نجيب صعب – أبوسنان
2012-04-23 08:58:45

منذ ألأزل تعوّد ألأجداد ومن بعدهم الآباء وعموم السالفين ان يحترموا الكلمة التي يتفوّهون بها حتى ولو كانت تكلّفهم ثمناً باهضاً، أو حتى لو كلّفتهم غالياً حتى في النفس، الممتلكات والثروات والمواشي والارض وغير ذلك.. هذا ما يعرفه القاصي والداني ، وما يقر به كل من عايش الفترات السابقة وكذلك كل من وعى ذلك في العقود الاخيرة، كل هذا لماذا؟؟ الجواب صريح وبسيط ويتمشى مع العادات والمبادئ الانسانية التي كانت تسير بموجبها الناس، اي الحفاظ على الكرامة، على الوعد، على الالتزام، على الوفاء بالوعود التي قطعها هذا او ذاك على نفسه، فالكلمة والالتزام والوعد كلها كانت ذات معانٍ انسانية، معاني خلاّقة كانت تصدر لتنفيذها، الامر الذي حافظ على مدى العصور على أصول التعامل بين الناس، حافظ على المبادئ والعادات والتقاليد التي تمشّى بموجبها السلف.
 فمن يدرك عمق هذه السطور ومعناها يتيقن تماماً حتى قبل ان اسبر غمار البحث والاستعراض لا بل يدرك تماماً ان الاحوال تغيّرت، والامور تبدّلت، والكلمات ليست كلمات زمان، والوعد ليس وعد زمان، والالتزام ايضاً ليس التزام زمان، والكرامة والاحترام ليسا كما هما اليوم، فالعادات والتقاليد وثبات الرجال تغيّر كثيراً والتعامل يستغيث والاستقامة في إجازة، والضمير يشكو الخيانة والتأنيب اذا صح التعبير، والصراحة تكاد تكون معدومة ، والتعامل السليم والصحيح لا وجود له تقريباً بين الناس، اما عن الوفاء والالتزام بالوعود والبر بها فحدث ولا حرج، وعلى الغالب نرى  اناساً بعيدين كل البعد عما ذكر ولا يزالون يتمسّكون بالجذور فهؤلاء كانوا وسيبقون عماد القوم والمجتمع وبارك الله فيهم .. اما الاكثرية الساحقة تنهج منهجاً مغايراً، نهجاً مبنياً على الغاية المادية، مبنياً على الحسد، مبنياً على الغيرة والكراهية في كثير من الاحيان.. مبنياً على الصلف واللغو والتاريخ والعهود التي لا رصيد لها الخ.. .
 وقد تطلق العبارات تقريباً في كل حين وتكون على الغالب عبارات رنانة تدخل الآذان وربما يتقبلها الكثيرون ويصدقونها، وسرعان ما تنجلي الامور وتوضح المقاصد  الخبيثة ، يمكن للمرء ان يستنتج بأن كل ما أطلق من عبارات رنانة ما هو الا كلام في كلام عَ الفاضي.. يمكن ان يكون لها رونق الا انها بدون رصيد ويمكنها ان تكون مغرية وتصدق الا انها سرعان ما تنكشف لتكون كلمات اغراء لتحقيق هدف آني وربما لا تستند الى واقع او الى حقيقة، وكذلك لا تستند الى مصداقية وللأسف هذا النهج يصدر عن الكثيرين من مختلف ألأطر الفاعلة وكذلك من شرائح كثيرة ومتنوعة في ثنايا المجتمع، وكذلك من العديد من الرجالات الذين يعتبرون أنفسهم أنهم  من كبار القوم من أطياف عدّة، ومن مستويات كثيرة وربما يتبوأون مناصب ومراتب اجتماعية وفي الحقيقة هم بلاء على منصبهم والكلام عندهم كلام في كلام عَ الفاضي، وبهذا لا يحترمون أنفسهم ولا مناصبهم ووجودهم فيه عبث في عبث لا رجاء فيه ولا جدوى .
 فبربكم يا هؤلاء اتّقوا الله وحاسبوا أنفسكم وكذلك ضمائركم اذا وجدت ، فالكلام الصادر من أجل الكلام، والكلام الصادر من أجل النفاق والرياء، والكلام الصادر من أجل ارضاء هذا أو ذاك او ارضاء ً للضمير الذي لا يعتبر حياً، نعم ترووا قليلاً ولا تبطشوا، لان الله يعي ويمهل ولا يهمل.. فيجب ان يكون الكلام مليئاً بالصدق، بالامانة، بالوفاء بالوعد وبالاستقامة والالتزام واتقاء الله في كل خطوة ، وكذلك يترتب التعامل بضمير حي والاكتراث بالاصوليات والنظم الانسانية والاجتماعية الصحيحة التي من شأنها توطيد اواصر  وأركان المجتمع وتحول دون طباعة والوقوف في وجه كل المغريات واللامسؤليات تجاه المجتمع وأبنائه.
 وأخيراً.. على الكلام لن يكون مليئاً بالصحيح وبالواقع وبالموضوعية من أجل تنفيذ الامانة بكل مجال اذا أمكن ذلك لا ان يكون كلام في كلام عَ الفاضي دون جدوى لان في ذلك ضياع صاحبه وتجني على المجتمع وأفراده فبربكم قفوا مع أنفسكم وحكّموا ضمائركم الحرة وطلّقوا الانانية الى الابد.  

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق