ايها الربيع الأخضر..ايها الزائر الكريم الذي حل ضيفا عزيزا على بلادنا.. ما اعظم صنيعك !!. لقد نثرت روحك على الارض وملأت الطبيعة بنفحاتك الحلوة ولامست يداك كل بقعة منها حتى بدت بأنضر حلاها وأبهى ثيابها كما تبدو العرائس يوم زفافها..فكيف لي ان امر بقرب هذه التلال الخضراء العالية وفوق تلك الربى وعند هذه السهول المنبسطة التي تموج من عليها الاعشاب والأزهار والرياحين كلما قبلها الندى وحيّاها النسيم كل صباح دون ان القي التحية عليها وأبدي وقارا وإجلالا لرواءها وجمالها؟
نعم .. لشدة ما يٌسعد نفسي ويٌثلج فؤادي جمال طبيعتنا الراقدة بين أحضان الربيع الطلق...ولكم تبتهج ذاتي من بهاء تلك الاغصان المتعانقة ذات الالوان الزاهية.. فلا يمر يوم ولا تنقضي ساعة دون ان أنعم النظر وأمتّع قلبي الهائج بجمال تلك المملكة الريانة الوادعة فان جمالها في الربيع لا يدركه وصف وان بيني وبينها جسورا متينة من المحبة الخالدة والمودة الصادقة.