من ساعة الى ساعة فرج فابتسم عندما... !بقلم حسين الشاعر – شفاعمرو
2012-04-06 18:17:01

حدثني احد الزملاء أن صديقه الصياد كان متشائماً طيلة الوقت في بيته وإثناء قيادته السيارة  وفي عمله وفي صيده، وتجلى حظه عندما اصطاد حمامة غريبة وعجيبة قلما يصطادون منها فوضع الصياد الحمامة في قفص فأخذت تغني فقال الصياد أهذا وقت الغناء؟ فالسان حالها تقول من ساعة الى ساعة فرج.
كم واحد منا تضيق الدنيا في وجهه وكم واحد منا يصل الى طريق مسدود وكم واحد منا يعيش لأنه يعيش يتنفس كبقية البشر،  فلا تظنوا ان الحياة كملت لأحد  من عنده بيت قد يكون بدون سيارة، ومن عنده زوجة ليس عنده وظيفة، ومن عنده شهية قد لا يجد ما يطلبه ومن عنده المأكولات منع من الأكل.
التقيت هذا الأسبوع بمجموعة من المكفوفين في مركز المارشال في شفاعمرو، سمعت صوت أحدهم يناديني لم أتردد فقلت كيف عرفت إنني حسين فقال صحيح انني لا أراك ولكن من صوتك وابتسامتك عرفت انك أنت ، فطال الحديث وقال بعض الحكم منها: " الأعمى يتمنى أن يشاهد العالم وما يدور من حوله، والأصم يتمنى سماع الأصوات، والمقعد يتمنى المشي خطوات، والأبكم يتمنى أن يقول كلمات وأنت يا فلان بشكل عام  تشاهد وتسمع وتمشي وتتكلم ولكنك غير راض ولا تشكر الباري عز وجل على هذه النعم فنحن حرمنا من البصر ولكن قلوبنا بصيرة وعقولنا منيرة.
 تلقيت اتصالاً من احد الأصدقاء في بحر الأسبوع  ومن صوته عرفت انه في هم وكما قلت في  مقالات سابقة  ان الهم شقيق السم، ومن نبرت صوته استطعت ان اكتشف حاله فكان مهموماً من مشكلة معينة وكان متشائماً لدرجة كبيرة فقال كيف عرفت؟ قلت : ان من يسمع الصوت بإمكانه أن يميز ان كنت عابساً أو مبتسماً فلذلك حتى على الهاتف ابتسم لأن المتصل سيسمعها في صوتك.
فكانت الابتسامة جزء من الحل بدون وصفة طبية وبدون ثمن ولن يكلفك شيء، لأن الابتسامة هي شعور بالسعادة و الشعور بالأمل والابتسامة تعلمك كيف تزرع الحب في القلوب والشعور بالثقة والوجود.
عزيزي القارئ اقنع بصورتك وموهبتك ودخلك وأهلك وبيتك لأنك ملك لمن حولك وحلم كبير لغيرك وتوجها بالراحة والسعادة لأننا بإمكاننا نحن أن نصنع الظروف ونتكيف معها.
ومن وقع في بلاء عليه الاستغفار والتفاؤل ،لأن البلاء يقرب بينك وبين الله ويعلمك الدعاء حتى لو كنت بعيداً عن الدين والإيمان وتذهب عنك الكبر والعجب وستفتش عن الحياة المتواضعة الجميلة النظيفة لأنك عزيزي القارئ أحياناً لا تعرف مصلحتك أين ولا تدري بالمصلحة الطيبة فقد تكون الشدة لك امتحانا وفيه خير لك وأفضل من الرخاء والعناء واستمع الى نصيحة العقلاء.
الحكمة : إن الله لا يساعدنا بطرق خرافية ووهمية ، إنما هو يجعل لكل شيء سبباً وعلى الإنسان الاجتهاد كي ينال مساعدة رب العالمين !!.ومن ساعة الى ساعة فرج.

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق