حتى اذا ما خيم الحزن على ظلمة الدهر وعجز نور الشمس من اختراق ظلام البيت والعثور على كبرياء الموت الذي اختبأ خوفا من العقاب, هبت حينها عاصفة هوجاء فرحل الدفء الى هناك حيث ترقدين ومن حولك ترقد ذكريات الانسان الطيبة الصالحة حيث انطفأت شموع الحياة التي كانت تتلألأ وتضيء نفوسنا بعد ان أطفأتها جرائم القدر.
تحياتي لكنّ انتنّ أيتها الأمهات اللواتي رحلن فلكم اشتاق إلى سذاجتكن البريئة وأمومتكن الدافئة. كما اشتاق الى آدابكن الاصيل فلترافقكن اسراب الملائكة وهن يحملن لكم هدية عيد الام الشهيرة التي توجتها اكاليل العاطفة بقبلة دافئة أمطرتها دموع ساخنة فانني لم اجد في مجمع اللغة سوى كلمات مرهقة ملت التعبير لتشرح ما يجري في قلوب الاولاد التي لا تختفي اصواتكن في قلوبهم فتستيقظ أصوات ضعفهم حتى ينفجر الهدوء في داخلهم.
اما تعلمن ايتها الامهات ان الموت ثروة كبرى فهو كنز عاطفي رهيب صنع الشوق العنيد وملأ النسيم دموع تهب من اعالي القمم كما صنع الأغنية التي تختفي بين احضان الامومة وترك الحنان يحكي الحنين عن اولئك الموتى اللذين رحلوا عنا يخبرون ذويهم عن آلامنا التي لا تهدأ فعليك انت ايها الصمت ان تخرس تماما وتترك الموكب يصل الى هناك سليما مثقلا بقبلات عيد الام الشهيرة.