أُهدي هذه الكلمات الى جميع الأمهات بمناسبة عيدهن القادم وأرجو من الله العلي القدير ان يحفظ جميع الأمهات لما يبذلنه من جهود عظيمة في تربية الأجيال الصالحة. الأم هي المدرسة الأولى للطفل حيث يتلقى على يديها أول دروسه، تعلمه اللغة حرفًا حرفًا وتعلمه المشي وتكسبه الأخلاق، ولولا الأخلاق لما اختلف الإنسان عن الحيوان، وهي المشرفة على شؤون البيت وهي المدبّرة لأمور العائلة. ومنذ القدم اعترف بفضل الأم عظماء التاريخ فقد قال نابليون "ان التي تهز المهد بيمينها تهز العالم بيسارها" ويعني هذا ان الطفل الموجود في السرير الذي يتخلّق بأخلاق أمه سوف يكون رجل المستقبل الذي يؤثر على مجرى التاريخ.
"أكرم أباك وأمك لكي تطول أيامك على الأرض" وهذا القول من أسس الديانة اليهودية وقد تأثر السيد المسيح بذلك أيضًا وجاء في القرآن الكريم "ولا تقل لهما أفٍّ ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربِّ ارحمهما كما ربياني صغيرا" وهنالك حديث نبوي شريف يقول: " الجنة تحت أقدام الأمهات" فكثيرة هي القصائد والمقالات حول هذا الموضوع والتي لا تعد ولا تحصى.
وقد قال الشاعر حافظ إبراهيم: الأم مدرسة إذا أعددتها   أعددت شعبًا طيب الأخلاق وقال الشاعر معروف الوصافي: أوجب الواجبات إكرام أمي  إن أمي أحق بالإكرام
ومن هنا نرى ان من واجباتنا الدينية والاجتماعية احترام أمهاتنا ولا يحق لنا ان ننسى فضل أمهاتنا علينا صغارًا وتربيتها لنا كبارًا، فألم الطفل يؤلم أمه وفرحه يفرحها. وقد تضحي الأم بأعز ما تملك، بصحتها في سبيل سعادة طفلها. فهل يعترف الابن لامه بهذا الجميل وهل يحمل لها في قلبه من المحبة مثلما تحمل له من الحنو، وأوصيكم يا أحبائي باحترام أمهاتكم والى اللقاء في عيد الأم القادم. (منشية عكا – المكر)