امّي اهذي سنّةُ الارحامِ تتعذّبين لراحتي وسلامي
تشقين ان اشقى وتنحبين ان ابكي وتشتركين في الامي
هذا حنوّك فوق وجهك طافحٌ متدفّقٌ حبّا كنهر طامي
هذا فؤادُكِ صفحةٌ مصقولةٌ أبداً تشفُ عن الشعور السامي
في كل شكلٍ تظهرين به ارى فيك الهُدى والرّشدُ للاقوامِ
يا امُّ يا امُّ الكيانِ باسره وبشيرةِ الاصلاح في الانام
يا فجر امالي ومغربَ شقوتي يا طيب مبتداي ومسكَ ختامي
يا شمسَ ارشادي وبريق مهجتي وضياءَ افكاري ونورَ ظلامي
يا قطبَ افراحي وأُفقَ تصوّري وتخيّلي في يقظتي ومنامي
ارضعتني لبن الفضيلة سائغاً فشببْتُ في الاداب قبل فطامي
وسكبتِ فيَّ ندى الهدى فتفتّحتْ عن زهرةٍ فتانةٍ اكمامي
ما كان اسعدني صغيراً هادئاً في حظنك المملوءُ بالانغام
ابكي فتبتسمين منشدةً على سمعي الصغير اطايب الانغام
يا صدر امّي كنت متكاى اذا هوج المصائبِ ضعضعت احلام
يا ثغرها قد كنتَ اعذبَ موردٍ بِلماك كم ارويْتَ حرَّ أُوامي
يا مقلتيها كنت انظر فيكما نورٌ السّدادِ ومَبعثُ الالهام
يا لفظها العذب المعزّي طالما ضَمَدتْ جرحَ تألمي وكلامي
الوردُ تنثرُهُ الرياحُ عواطفا ً فيبيد ُ تحت مواطئ الاقدامِ
المجدُ يفنى والاماني تنقضي ويد الردى تسطو على الاجسام
لكنَّ حبِّكِ سوف يبقى خالداً يا أم رغم تواتر الايامِ