" رُوي ان جبريل عليه السلام قال ل نوح عليه السلام :" يا اطول الانبياء عمرا , كيف وجدت الدنيا ؟ فقال: " كدار لها بابان , دخلت من احدهما وخرجت من الاخر".

**على الغمام القريب من السماء---- وقفتُ تائها, خائفا, وحيدا…
لا ارض تحملُني, ولا كوكب يحرسُني---- ولا نجم يضيء دربي…
خائفا من الرمادي الموحش الممتد----ومن كائنات اللازورد…

** افتش عن دليل يرشدني اليً ----عن انسيً او جنيً يصرخ عليً…
 لا مكان في الًلامكان --- لا احد سواي--- لا احد سواي …

**من ركلني الى اقاصي السحاب؟؟----- من اوقعني في هذا الغياب؟؟
كأني ما لفظت الريح من سفينة نوح...

** انظر يمينا, شمالاً, بساط لا حدود له من الرمادي الغامق تحتي وامامي...
لا شفق ولا افق---- سحاب فوقي وكل ما تحتي سحاب—ولا احد سواي...

**لا ادوس بقدمي على صلب ولا ارض---- لا اضواء ولا ضوضاء...
لا احس بالبرد ولا الدفء ----- لا وجع في القلب ولا الم في النفس...
بحرٌ من الرمادي الازرق – بحر لا يشبه البحر--- وسحر غير السحر...
وانا وحدي ... لا احد سواي... لا احد سواي.

** هل زُلزلت الارض زلزالها وأخرجت الارض اثقالها؟؟
 هل نُفخ في الصور العظيم واحيا الله العظام وهي رميم؟؟

** استدرج ذاكرتي –-- اتيقن اني خامس اخوتي ...
لوالدة عجوز --– تقيم الليالي زادا لاخرتها--- ووالد بين يدي الله ينتظرها....

** وانا في حيرتي وجزعي---- ينقشع اللازوردي الكثيف--- يرتفع غطاء السماء---- تنكشف الارض تحتي... اشرف عليها وعلى ما ملك ايمانها من مدنها—سلاطينها—طغاتها –وعبيدها...

**ابصر ارض الكنانة .....
على ضفاف نيلها---- حطًت قوافل الرسل  والانبياء----
موسى , هرون , ويوسف---
لم تسعفهم من الطغاة,  لا اسفار الانجيل ولا التوراة...

**أحملقُ, أحدًقُ--------- كأني ابصر طيف هولاكو...
خيول تفًرُ وتكًرُُ--------- ودجلة يزبد والفرات يرغد...
خيول ألتتار تطحن الحجر والبشر---- ولا اثر تحت نظري للشجر...
لا حدائق في الزوراء ---- ولا اقحوان في الحدباء ولا ياسمين في الفيحاء...

**" أزفت الساعة وانشقً القمر"**

**هناك ترقد ادلب-- ---- حمص ودمشق...
القاصيون مرفوع الهامة كفارس اشوري منتصب...
يناطح نجمها---- ليحسن حراسة عشاقها....
السماء تتقيؤ جحيمها----امواج البحر تدفع لهيبها...

**تنحني أم على جثمان طفلها--- لماذا اشهرت سلاحك على الجندي يا بني؟؟
كنت الهو يا أمي  بطائرتي الورقية من صنع يديً...
ولماذا تُزاحم طائراتهم يا بني؟؟؟
الم يحذًًروك ويتوعدوك؟؟؟
لم اسمعهم يا امي ---- السماء لم تكن صافية—والريح على حيًنا كانت عاتية....

** وتؤنب أمٌ رضيعها----
الم انبًهك يا بنيً من صخب زفراتك بين نهدي؟؟
كان عليك ان تحبو على مهل -– وترضع ثدي الجاف على عجل...
لئًلا توقظ الحراس من نومهم...

**اشخصُ على حلب...
أُصغي لحوارالنائمين على ارصفة المعادن والدخان...
يهمس الولد القتيل في أذن والده القتيل....
خذني معك يا ابي --- فاني اخشى الصعود الى السماء وحدي...
لا تخف--- لا تخف يا بني--- طريقنا الى الله سهلة ....
كيف لنا الصعود يا ابي الى السماء ---وطائراتهم ترعد الفضاء؟؟؟

**في حماة**

 **من ألامام والخلف- --- من اليمين واليسار يفًرون من حماة الديار...
يعشقون ألطيران الى السماء--- بلا وداع وملابس بيضاء....
يخبئون ما تبقى من اجساد قتلاهم بين الركام والمعادن والدخان...
كي لا يعبث بها حراس المكان...

**أطل على حمص**

**في سمائها---- تتزاحم حيازيم الطائرات مع الارواح...
ويقول الولد لابيه : خذني معك يا ابي ....
عد يا بني الى اخوتك  هناك مأمن لك....
لم اجدهم يا ابي ولم اعثر على المكان....
الارض ركام كلها ركام....
خذني معك يا ابي....
السماء امتلأت بنا يا بني ----- لا تتعجل ستلحق بي بعد يوم او يومين...
أحدًق--- أحملق--- أرقب--- اسمع.....
وانا فوق الغمام القريب من السماء.....
لم أعد وحيدا- لي من ألارواح جيران-- روح روحان--- مئة –مئتان-ألف- ألفان...
لم أعد وحيدا--- لا خائفا  ولا مذعورا...
لم يعد ألرمادي موحشا....
لا اريد النزول الى الارض--- لا أريد النزول الى الارض...
سأبقى سابحا في فضاء اللازورد---- سأبقى سابحا في فضاء اللازورد.....