التجربة اكبر برهان بقلم د.نجيب صعب– أبو سنان
2012-02-27 19:07:27

هذا المثل كثيرا ما يردده الناس في المجالسات والمجالس العائلية الأجتماعية والجماهيرية , في اللقاءات الخاصة والعامة , وفي كل اطار ما يلتقي فيه الناس ويتحدثون بشؤون خاصة أو شؤون الساعة التي تخطر ببالهم أو مجالات أخرى تشغل الجمهور,  وقد تكون في بعض الأحيان هامة وعلى الغالب تهم بعضا من المتواجدين .
التجربة اكبر برهان : هذا دليل قاطع , دليل نابع عن خبرة , عن تجارب جّمة في الحياة , والتجارب في الحياة هي مدرسة تعلم الأنسان ما لا يمكن ان يتعلمه في المدارس , في المعاهد التعليمية على اختلاف انواعها واختلاف مستوياتها, حيث يمكن  البدء في حياته القصيرة والطويلة أن يكتب بعض الأمور في كيفية التصرف حيال امور قد تحدث معه وتستوجب حلاً سريعاً , حلاً مناسباً , حلاً مقبولاً ومعقولاً , حلاً يؤدي الى الطمأنينة والأرتياح من مشكلة قد
تكون  عويصة  في بعض الأحيان .
التجربة عزيزي القاريء ليست مجرد كلمة عابرة , فهذه الكلمة عميقة في معناها وفي مضمونها ولا يمكن ان تحدث في يوم او يومين , او بين عشية وضحاها بل تستوجب  الدراية , تستوجب القدرة على التعلم , على استخلاص العبر , تستوجب الصراحة مع الاخرين , التجربة بالأحرى معهد اجتماعي ُيكتسب خلال حياة الإنسان , وقد يكون لهذا المعهد القدرة على توجيه صاحبه توجيهاً صحيحاً وربما العكس ,  فأن كانت تجربة المرء  غنية  بمختلف الشؤون الذاتية , الجماعية , الأجتماعية , العملية ونجدها في الصعود  والأنحدار , في الأنجاز والنجاح والفشل , في  الأرتياح  وخيبة الأمل , في الوفاء والأنخداع , في الصدق والكذب , في الأمانة والخيانة ,في البِر والوفاء بالوعد والعهد او في النكث به ,في الأعتراف والنكران , في الاستقامة والاعوجاج , في الصراحة وقول الحق أو في الاحتيال والنصب الكلامي  وربما المادي , وكذلك في التروي  والتأني والحماقة  , هذه الأمور وغيرها يمكنها مع الأيام ان تبلور في حياة المرء نمط ونهج الأنسان خلال تصرفاته الخاصة مع ذاته , مع ذويه , مع أصدقائه وكذلك مع المحيطين به في العمل الاجتماعي وفي المجتمع بشكل عام .
فحتى يمر الأنسان في كل ما ذكر وفي امور اخرى في حياته يبذل جهداً ووقتاً كبيراً وكذلك يصرف ويضيع كثيراً من امكانياته في هذا المجال .
  اذن التجربة اكبر برهان للمرء في التعرف على الناس وأختيار الأصدقاء , فعندما  تكتنز نفسه بالتجارب , عندها يمكن التمييز بين هذا وذاك , يمكن اتخاذ القرار الصواب تجاه من ومع من , فكثيراً ما يسمع المرء في حياته , كلاماً معسولاً ,  ووعوداً  برّاقةً , وجملاً منمقةً , وعبارات  مؤثرة في النفس ,  وتعهدات بالأمانة والأخلاص وبذل المستحيل من اجل هذا وذاك , ومع الأيام تثبت التجارب للأنسان , أنّ كثيراً مما سمعه ولمسه من اناس اخرين لا يستند الى حقيقة , وكثيراً ما خابت اماله , وكثيراً ما سخّر  نشاطه على امور  لا رصيد لها  سوى الأنانية القاتلة , وكذلك الأحتيال لغرض ما يوّد هذا او ذاك تنفيذه  أو لهدف يرنو الوصول اليه . .
وخلاصة القول ايها الأنسان تروى , تروى  , نعم تروى ولا تتهوّر في تصرفك لأن المثل البسيط قال:" في التأني السلامة وفي العجلة الندامة " وكذلك "التجربة اكبر برهان "  كي لا  تقع في مكايد ومصايد أنت بعيداً عنها ولا تعنيك , , وخاصةً اذا كانت تجاربك لا تزال ضحلة كي لا تقع ايضا في شباك  الغيرلأن المثل قال الحكمة ليست ان نجبّر المكسورة , الحكمة  ان نجّبرها قبل الأنكسار اي لا ندعها تنكسر . .واللبيب بألاشارة يفهم .     

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق