أيّها الإنسان كُن على حذَر... !!!بقلم: د.نجيب سلمان صعب أبو سنان
2012-01-16 09:22:39

هذه الدنيا تعجّ ببني البشر من الجنسين، وفيها ما يكفيها من ألامثلة العديدة والكثيرة والمتنوعة من المخلوقات، وقد خصّ المولى عز وجل الانسان بما خصّه به من الادراك والعقل وكل حسب ما هو فيه، كما أن الله سبحانه وتعالى وضع في هذا السياق أسساً لا يدري بها سواه، فنرى من الناس العبقري، الحكيم ، صاحب السمات الخلاقة، المتواضع، المؤمن ودمث الخلق والخ... من هذه الصفات التي تعتبر ركيزة ايجابية في نقاوة المجتمع وسلامته.
    ومن ناحية أخرى نرى أيضا بين الناس الغبي، الخبيث، الحاسد، والمتملك في الإغراء والافتراء، الكذاب، والذي يلعب على أكثر من حبل، وكذلك من يتخذ نهجاً سلبياً في حياته للإيقاع بهذا وذاك، الأمر الذي يترتب على كل صاحب ضمير حي وتهمه كرامته وكرامة ذويه ومن حوله وحتى المجتمع بأسره، نعم يترتب العمل وبكل استقامة للحفاظ على الأصوليات والأنماط الايجابية في حياة الناس والمجتمع.
    وهنا أود أن أشير الى بعضٍ من ألأمور التي ينبغي الحذر فيها لدى معظم الناس، معظم الفاعلين من أفراد ومجموعات وأطر إجتماعية رسمية وشعبية وجماهرية في التصرفات والمعاملات اليومية مع بعضنا البعض كأفراد مجتمع واحد ومن كل الأطياف وألأتجاهات والفئات والطوائف والديانات.
    وفي مقدمة ذلك من الواجب أخذ الحذر من الانسان الكريم صاحب النفس الابيّة وصاحب اليد الطولى في العمل الاجتماعي وصاحب النخوة الاصيلة النظيفة، يجب الحذر واليقظة اذا أهنته.. لأن أمثال هذه الرجال الاهانة لديهم مؤثرة جداً ويجب العمل دائماً على الأحترام في هذا المجال، كي لا تفسد الامور وتنقلب من ايجاب الى سلب.
    وكذلك يترتب الحذر أيضا من العاقل إذا جرحته، فالإنسان العاقل الذي يعتبر ذروة في الآداب والتعامل الصحيح من أجل الحفاظ على أسس وأركان المجتمع من الممنوعات في نظري التعدي عليه والإساءة إليه حتى ولو كانت هناك أخطاء يمكن تداركها بالعقلانية والاحترام المتبادل , دون اللجوء إلى التجريح هنا وهناك، لأن العاقل قد يصفح وقد يتجاوز في كثير من الأحيان مثل هذه الأمور طبعاً لعقلانيته، إلا أن الإساءة إليه مرفوضة كليّاً.
    أما الحذر المستوجب والمطلوب جداً هو من اللئيم اذا أكرمته ايها ألأنسان ، فاللئيم لا يوجد للكرامة عنده مكان , وكذلك لا يوجد تقدير ولا احترام، وقد لا يفقه معنى تصرف انساني لائق، فيظن في بعض الاحيان نوعاً من ألأكرام ضعفاً وربما خوفاً وربما واجباً فيتمرّد ويتخذ ذلك نهجاً قد يسيء ليس له فقط وانما للمجتمع بأسره، فحذار ثم حذار ثم حذار.. لان ما يخبئه اللئيم في ذاته يعجز القلم عن وصفه او التعبير عنه.


    أما الأحمق فالحذر منه اذا مازحته لأنه أحمق , ولا يعرف حدود المزاح والاخذ والعطاء، فربما يؤدي المزاح معه الى صدام فوري دون ذنب أو دون سبب معين لأنه أحمق , وعليك أيها الإنسان أن تكون في مثل هذه الظروف محنكاً ولا تمكّنه من النيل منك بحكمتك لان في ذلك صلاح الفرد والمجموعة، ويكون تصرفك هذا نابعاً عن الارادة وقوة الشخصية.
    والحذر والنباهة والانتباه من الفاجر إذا عاشرته، فسلفاً يجب الحذر وان لم تحذر أيها المرء بعشرتك مع الإنسان الفاجر، فلا حدود لتصرفاته , وقد يؤدي الأمر إلى نتائج وخيمة في حياتك لم تتوقعها من قبل.
وعليه أيها المرء كن على حذر في الحالات التي سبق ذكرها ليس من دوافع الجبن والخوف وإنما من دواعي الحكمة والتروي واللباقة الإنسانية النابعة من العقل السليم والتواضع والدراية والإدراك , والمقومات الشخصية لا حصر لها في هذا السياق، والمسؤولية الذاتية والاجتماعية هي أكبر بكثير من بعض التصرفات السخيفة والدنيئة.
    كل هذا عزيزي القارئ عزيزتي القارئة من أجل حياة أفضل،  حياة ملؤها التعامل الايجابي والإنساني بين الأفراد والمجموعات وعدم الانشغال بأمور قد لا تحمد عقباها، لأن الحذر منها لا يمكنه إلا قيادة المجتمع إلى التفكير والعمل في الإصلاح والتطور والنمو بعيداً عن القشور والشوائب والرواسب التي قد تعطل التقدم والانجاز في كثير من الأحيان، وتكون على الغالب مَضَيعة للوقت وظلماً للمستقبل وذويه بدون ريب.  

 

 

 

 

 

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق