لم يعلو في تصوري وحصرياُ في ليلة الميلاد المجيد أن نفتقد نحن أبناء كفرياسيف رجلاً صابراً متواضعاً ، أحب الناس وعمل كل ما بوسعه لخدمة مجتمعه بل كان أبو نمر شخصية شعبية أممية برزت خدماته في ميادين الخدمة الإجتماعية  وأعمال البـِرّ والخير . فكان إبناً  بارّاُ  لشعبه ومجتمعه !!
زاملتُ وصادقتُ المرحوم لسنوات طوال فما عرفت فيه سوى الطيبة التلقائية في التعامل مع الآخرين والبسمة وبشاشة المحيا التي وزعها على كافة معارفه ، أقاربه وأهل بلده . فكان الرجل المعطاء والخادم الأمين لكل معارفه . تمتّع بحضور جميل ولافت حيث كنا نتمتّع بالإستماع لأحاديثه الجميلة التي لم تخلُ من النكات الظريفة  الباعثة ، فاستحق بجدارة لقب الرجل صاحب الرشد والنصيحة !
لقد حمل أبو نمر هموم الشباب  الطامحين والرائدين في كافة الميادين وخاصة الإجتماعية  فسعى لتفعيل هذه النشاطات الإجتماعية  من أجل ازدهار هذا المجتمع ورفعة  شأنه  .
كما أنه أعدّ وربّى عائلة كريمة عاملة متفانية في الخدمة والعطاء . فترك  وراءه  أبناءه  نمراً ونادر  وزوجه  ثاكلة  وكريمات أوفياء لذكراه .
وإذ لا أنسى كونك الساعد الأمين لكل من قصدك . وقد عملت لفترة كعضو في المجلس المحلي
فرأيناك تتواجد يومياً في ساحات العين التي أحببتها منذ نعومة أظافرك ، فتواجدت في مكاتب المجلس المحلي بجميع أقسامه ، تنقـّلت من مكتب لآخر ساعياً في الخدمة والعطاء .
اتبع المرحوم النهج التنويري في العمل فكـَرِه الإنغلاق والتقوقع ، كان سديد الرأي  فأكسبته الحياة خبرة كبيرة في إدارة الأمور ومعالجتها بتروّ ٍ وحكمة .
آمن بأن كل مواطن يستحق ضمانات إجتماعية ويجب على كل سلطة إيفاء حقها تجاه مواطنيها.
ناهيك عن إيمانه بالتعـددية وحرية الرأي التي كان أبداً من نصرائها .
كما سعى لمجتمع بعيد كل البعد عن التشقق الطائفي والعائلي  ، فكان المرحوم صاحب حلم ورؤيا ، حيث كره الشعارات الضبابية التي لا تجدي نفعاً !!
بالإضافة الى كل ما ذكر عرفت بك أخي العزيز رجلاً مؤمناً بالله عزّ وجل فتميزت بدماثة الأخلاق وبحضور إجتماعي يستحق كل الإحترام والتقدير .
رحمك الله وأسكنك فسيح جناته .. فقد انتقلت الى أحضان ربك نقي القلب والضمير فكانت أياديك  بيضاء دلالة على الطهر والطهارة التي ميّزت فقيدنا الغالي .
إنّا لله وإنا إليه راجعون