(حزنت؛ وقلت:" أين غابة الخّرّوب مع عجيج عصافيرها، ورقاطيها في جبل الخّروب؟!". وفرحت؛ حين شممت هواءه المنعش، وسمعت أغرودة الوديان التي تتعطّفه صائكة بالبرقوق، والزّقوقو، وزهور البِلّان، والقندول، والبيلسان!. هذه القصيدة مهداة إلى بلدتي الغالية بوسنان؛ وأخصّ بالذّكرأهلنا حبايبنا سكّان جبل الخّرّوب الشّامخ!)
اُغرسوا في الجبل أشتال خرُّوبِ وازرعوا حناياه بألوان الورودِ كي تعود إليه الرّقاطي برغَد هديلها الرّتيب الخَلوبِ وتشدو العنادلُ على الشِّعاف، وكلُّ ذي جناح غَرودِ وتبسم خضرة السّنديان، والسَّرّيس للعيون والقلوبِ تَميس لها الدّوالي على ألحان حسّون وعنقود كي ترجع الفِرّ والزّراعي شوقًا؛ لالتقاط الحُبوبِ وتقفز الحُملان ثاغيةً على العشب، وتربض في ظلّ جُلمودِ واسقُوا الفيْجن واليَرْنحين؛ يفرفح فوحُها قمحَ السّهوبِ واسمَعوا صَدى ألْحان الفُؤوس من غابر كدّ الجُدودِ قد امتاحوا منَ الغدران، والوديان كَوْثر ماء الحياة الصَّبيبِ مَن أخنَى الزّمان عليهم، ناغَوُا الطّبيعة، أحيوْا بَوارها بالزّنودِ شُوفوا من قمّته عقيق، وعَسجد الشّمس عند الغروبِ وكيف تناجي الأصيلََ فسيفساءُ المَغاني ورديّةِ البُرودِ!