تأدية الرسالة والغاية الشخصية بقلم د.نجيب صعب- أبو سنان
2011-12-15 00:13:01

الرسالة ليس المقصود بها كتاب قد يرسل الى صديق او قريب , وأنما المقصود بالرسالة في هذا السياق هو ما يشغل به المرء من مناصب على اختلافها , او مهام قد يقوم بها ويترتب عليه من خلال تأدية عمله او ما اسند اليه بأمان وموضوعية ,  والأمر قد ينطبق على كل انسان اختير او عيّن  أو فاز بعطاء  كان قد تقدم اليه , ويمكن ان يكون لهذا المنصب تأثيره الكبير على مجريات الأمور في المجتمع ,أي أن هذا الإنسان  او ذاك قد تقلّد مهام تحتم عليه ان كان صاحب ضمير حي ويعي معنى تأدية هذه الرسالة التي من اجلها عيّن او اختير او فاز , نعم تحتّم  عليه ان يكون موضوعياً اميناً  في قوله  وفي فعله مستقيماً في تعامله مع الاخرين وخاصةً اذا كانت لديه الأمكانيات في التأثير ايجابياً أم سلبياً ,وكذلك إذا كان لديه ادراكاً وافياً ودراية كافية , ونراه بدون شك يقوّم الاعوجاج وينهج نهجاً وسلوكاً إنسانيا يقرّب الناس منه , ويدعهم يثنون عليه في كل حين , وما من شك ان هذا الأنسان ان كان متواضعاً  ايضاً  يفقه مركزه , ويدري جيداً ما له وما عليه ويحاسب ضميره الحي , لا يمكن إلا أن يؤدي هذه الرسالة على اصولها , ومما لا ريب فيه ان كان هذا المرء دمثاً في اخلاقه صادقاً في أقواله بعيداً كل البعد عن التلفيق والكذب والأحتيال , عندها حقاً  يكون  نزيهاً  في سلوكه مكرّماً بين ذويه وأقاربه وأصدقائه ويثنى عليه دائماً , او قد يعلو شأنه بين الناس وترتفع منزلته من جراء ما صنعت يداه , وربما تزول عنه كل الشبهات وكل ما كان قد اشيع عنه ,  حيث أن التصرف هو الذي يبرز الأمور على حقائقها  , وعندها يذوب الثلج  ويظهر المرج . 
   الأمثلة في هذا المضمار كثيرة ولا حصر لها الا ان العملة لها وجهان فالوجه الحسن والناصع هو ذلك الذي اشرنا اليه حتى الان من خلال ذكر بعض من الحالات في تأدية الرسالة , أما الوجه الأخر فهو عكس ما ذكر تماماً , فهناك الكثيرون عندما يصلون الى منصب معين في معظم الحالات الرسمية وغير الرسمبة على الصعيد القطري ,الأقليمي والمحلي , مثلاً نراهم يبدأون بممارسة عملهم ومهامهم تماماً عكس ما كانوا قد تفوهوا به في الماضي, نراهم ينكثون كل الوعود والعهود التي كانوا قد قطعوها على انفسهم , نراهم ايضاً يستغلون مكانتهم او منصبهم أو وظيفتهم لتحقيق غايات شخصية , وتنفيذ مآرب بالية يمكن ان تضر الغير , اما هم فلا فائدة لهم فيها سوى الإساءة لهذا وذاك , ونراهم أيضا يتصرفون بكبرياء , وبعنجهية  وكأن الله سبحانه وتعالى قد منحهم طابو في   مناصبهم , متناسين ان الأيام تدور والأحوال تتغيّر , ويتناسون ايضاً انهم بمثابة نواطير في هذا العمل  وعليهم حسن الأداء من منطلق انهم غير مخلدين لا هم ولا من سبقهم ولا من يأتي بعدهم , ومن خلال تصرفاتهم تخالهم يستفرسون  في بعض الأمور لينكلوا بهذا وذاك دون اي ذنب اقترفوه , وكذلك نخالهم من خلال تصرفاتهم يخاطبون الناس , انا ربكم فاعبدوني وألى اخره من هذه العبارات واشكال وأنواع التصرفات , وفي كثير من الأحيان يضعون الضمير في ثلاجة , ويهمشونه لينفذوا أمور لا يقبل بها أي ضمير ولا حاجة لتنفيذها .

 

 

 

   والنصيحة التي تفرض نفسها على هؤلاء تقول: رويداً رويداً أيها الإنسان ,تعقل,تروى,
 قيّم نفسك من جديد , واعط هذه النفس كما  هي ليس اكثر وبنفس حجمها فقط , تحدث معها بصراحة ولا تجعل هذه النفس تغريك لأن النفس غرورة  جداً ويترتب لجمها ومصارحتها , لأن العمل الطيب المبني على السلوكيات الطيبة والمعاملة الحسنة وكذلك على صدق اللسان والموضوعية والمساعدة النظيفة المنزهة عن  كل شائبة , وتأدية الرسالة بأمانة وصدق اياً كانت هذه الرسالة  رغم تأديتها بأستقامة , وبدون مواربة , وكذلك  بدون افتعال اسباب ملفقة , لا رصيد لها قد لا تجدي نفعاً ابداً , الأمر الذي يتطلب التمشي  بموجب الأخلاقيات لأنها في الرصيد الأول  لكل انسان في كل مكان  وفي  كل مكانة في حياة هذا المرء أو ذاك وربما في مماته ايضاً  .
   فالأفضل في كل الحالات ان يكون المرء وأن كان مسؤولاً ان يتخذ الأستقامة والأمانة ويضرب عرض الحائط كل السلبيات البالية التي قد تجره الى تصرفات دنيئة من أدرك  الدرجات لأن  في ذلك يكون قد أحسن التصرف مع ربّه ومع نفسه ومع الناس .
 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق