قصيدة لذكرى المرحومة سلوى خوري من أبوسنان
2011-07-20 11:07:44

ريهام سمعان خوري- ابوسنان

إهداء الى روح خالتي المرحومة سلوى خوري من أبوسنان 1.6.2011


مِرْآةُ أَيَامِنَا قَدْ تَعْكِسُ أَحْيَانــــــــــــــــًا

  صُورَةً حَقِيقِيَّةً وَأُخْرَى وَهْمِـــــــــــــيـــَّةً


فَعِنْدَ إِلْتِقَاءِ اُلْأَشِعَةِ بِزَوَايـــــــَا مُخْــــــتَلِفَةٍ

تَتَدَاخَلُ اُلْإِنْكِسَارَاتُ وَتُطْمَسُ اُلْهَوِيــــــَّةُ 


بِأَيِّ حَقٍّ تَفـــْتَرِي اُلدُّنْيَا وَتَرْشِـــيـِــــــهَا؟

وَبِأَيِّ حَقٍّ يُحْكَمُ اُلْكَوْنُ بِمُجَرَدِ نَظَرِيَّةٍ؟ 


قَدْ يُرْزَقُ اُلْبَعْضُ مِنَّا بِمَوْلُوُدٍ جَدِيِدٍ

وَهَذَا مَا نُلَقِّبُهُ بِهِبةِ ُاللهِ هَــــــــــدِيَّةً


فَتَغْمُرُ إِنْشِرَاحَاتُ صُدُورِنَا اُلبِحَارَ وَاُلْمُحِيطَاتَ

حَتَّى تَعْبُرَ أَقْصَى اُلمِيـَـــــــاهَ اُلْإِقْلِيـِــــــــــــمِيَّةَ 


فَقَلَّمَا نَذْكُرُ فِيٍ ذَلِكَ اُلْيَوْمِ أَنَّهُ قَدْ يُنَغِّــــصَ

حَيَاتَنَا أَحَدٌ وَيَقْتَحِمَ مُلَـثَّــــمٌ أَحْلَامَنَا بِبُنْدُقِيَّةٍ 


وَلَا نُدْرِكُ أَنَّهُ قَدْ تُنْتَزَعُ مِنَّا يَاسَمِينَةٌ فِيِ

مُقْتَبَلِ عُمْرِهَا وَقَدْ أَوْدَعَتْ لَنا أَمَانَةً بَشَرِيَةً 


هُمْ أُؤلَئِكَ قِطْعَةٌ مِنْ فُؤَادِي أَسْمَــــــعُهُمْ

يُرَدِّدُونَ فِي أُذُنِي:" أُمِّي يَا مَمْلَكَةَ اُلْحِنِّيَةِ" 


لَا أُنْكِرُ أَنِّي قَدْ َتذَوَّقْتُ اُلْحُزْنَ مُسْبَقًا

لَكِنَّ فُرَاقَكِ صَعْبٌ وَمُرُّ ُالْجِنْسِـــــــيَّةِ 
 


أَرَاكِيِ فِي ذَاتِي فِي خُطُوَاتِي فِي تَخَــــــيُّلَاتِي

  شَبَحُكِ يُلَازِمُنِيِ وَيَقْطُنُ أَطْرَافِي اُلْجَسَدِيَّةَ 


كَيْفَ أُصَدِّقُ خَبَرًا َكَاذِبـــــــــــــًا ...

إِخْتَطَفَكِ مِنَّا عَلَى يَدِ شَاحِنَةٍ جِهَنَمِيَّةٍ


وَشَيَّدَ لَنَا بَيْنَ شَرَايِـــــيـِنِنَا وَرِيدًا

يَضُخُّ لِلْقَلْبِ أَوْجَاعًا لَا نِهَائــــــــِيَّةً 


فَعَادَةً نُصْغِي إِلَى دَفَقَاتِ قُلُوبِنَا فِي صَمْتٍ

وَنَلْمِسُ فِيِها صَدًى.. وَكَأَنَّ ُالأَلَمَ فِيِها خَلْفِيَّةً


زَرَعْتُ َلِك فِي فُؤَادِي ضَرِيحًا

سَيَّجْتُهُ بِقُضْبَانٍ حَدِيِدِيَّـــــــةٍ


ذَاكِرَةُ النِّسْيَانِ قَدْ تَلْعَبُ أَدْوَارًا مُتَنَوِّعَةً

لَكِنْ فِي ذِكْرَاكِ إِتَّخَذَتْ ُالشَّخْصِيَّةَ اُلْمَرْكَزِيَّةَ 


تَسْرُقُنِي إِلَيْكِ لَحَظَاتٌ قَدْ أَمْضَيْنَاهَا

مَعًا عَلَى ضِفَافِ اُلْبِحَارِ اُلْمَنْــــــسِيَّةِ 


لَا أَذْكُرُ مِنْكِ إِلاَّ خَيَالاً- لَمْحَةً- لَمْسَةً

إِبْتِسَامَةً- وَإِسْتِقَامَةَ إِمْرَأَةٍ شَرْقِــــيَّةٍ 


سَأَنْسُجُ لَكِ بَيْنَ بَصَمَاتِ أَصَابِعِي تِذْكَـــــارًا

ذَهَبِيًّا وَسَأَضَعُكِ فِي عُيُونِي كَدُمُوعٍ مِلْحِيَّةٍ 
 


غَرَسْتُكِ فَوْقَ وِسَادَتِي كَأُمْنِــــــيَةٍ

كَصَلَاةٍ بِكُلِ لَيْلَةٍ حَالِكَةٍ سَوْدَاوِيَةٍ 


أَشْتَاقُ إِلَيْكِ إِلَى طُفُولَتِي بِقُرْبِكِ إِلَى حَدِيثِكِ

  أَلْمُتَنَاغِمِ تَتَلُوهُ رَشَفَاتٌ مِنْ قَهْوَةٍ عَرَبِيــــــــــــَةٍ


تَسْرُدِينَ لَنَا قِصَصًا قَدْ لَوَنَتْها

خَامَةُ صَوْتُكِ أَلْمُخْــــــــــــــمَلِيَّةِ 


يَدَّعُونَ أَنَّ أَلْجِرَاحَ تَلْتَئِمُ مَعَ مُــــــــــــرُورِ

  ألزَّمَانِ.. لَنْ أَنْسَاكِ يَا كَنَارَ أَلسَّمَوَاتِ أَلْعِلِّيَةِ

 

وَهَلْ يَنْسَى أَلطِّفْلُ دُمْيَتَهُ أَلْأَوُلَى

.....هَلْ يَنْسَى طَائِرَتَهُ أَلوَرَقِيَّةَ؟


سُبْحَانَ أَللهِ أَلَّذِي حَرَمَنَا مِنْ أِحْيَاءِ

ذِكْرَى مَوْلِدِكِ اُلْخَمْسِينَ بِشُمُوعٍ بُرُونْزِيَةٍ 


ثُمَّ مَاذَا ...أَأَنْتَظِرُ قُدُومَـــــــــــــكِ

أَمْ تُرَانِي أَخَافُ اُلنَّوْمَ خِشْيَةَ ُاللَّقِيَةِ ؟؟


سَأَعْزُفُكِ بَيْنَ أَوْتَارِي كَلَحْنًا قَانُونِـــــــيًا

كَشِعْرٍ مِنْ أَشْعَارٍ قَـــــــــــــــــبَّانِيّـــــــَةٍ 


سَأَرْسُمُكِ بِأَقْلَامٍ سَوْدَاءَ فَـــــــــــحْمِيَّةٍ

وَأُعَلِّقُكِ عَلَى رُمُوشِي كَلَوْحَةٍ أَنْدَلُسِيَّةٍ 
 


سَأَنْشُرُكِ عَلَى اُلصَّفَحَاتِ ُالأُوُلَى

كَمَقَالٍ يُغَطِّي اُلْجَرَاِئدَ اُلْيَــــــــــوْمِيَّةَ 


سَأَجْعَلُ مِنْكِ حَالَةً إِسْتِــــــــــثْنَائِيَّةً ...

وَإِنْ صَحَّ اُلْقَوْلُ سَأَجْعَلُكِ قَضِيَّةً وَطَنِيَّةً 


أَرَاكِ تَزُفِينَ إِبْنَكِ بِلِبَاسٍ أَبْيَضَ حَرِيرٍ

وَبَيْنَ أَجْفَانِكِ تَنْثُريِنَ غِبْطَةً فِرْدَوْسِيَّةً


أُمَّاهُ لَا تَدْمَعِي... فَاُلدَّمْعَةُ مِـــــــنْكِ

بِقَدْرِ شَلَالِ تَرَانِيـــــــــــمٍ إِنْجِيلِــــــيَّةٍ 


فَأَنْتِ اُلْوَحِيدَةُ أَلَّتِي حَاكَتْ لَهـَـــــــــا

سِوَارَ وَدَاعٍ صَاغَتْهُ بِعِبَارَاتٍ سُكَّرِيَّةٍ 


بَاسِمْ.. لَا تَكْتُمْ أَسَاكَ فَفِيكَ هِيَ سُرَتْ

وَأَبَاحَتْ بِأِسْمِكَ مَعَانٍ تَفَاؤُلِيَّــــــــــــــةٍ 


فِي غُرُوبِكِ نَزَفَتْ اُلشَّمْسُ فِي شَفَقٍ وَفِي إِنْزِوَاءٍ

وَتَحَوَّلَتْ أَلْأَقْــــــــــــــــــــمَارُ إِلَى إِصْطِنَاعِـــــــــــيَّةٍ 


سَلْوَى يَا خَيْلًا أَصِيلًا لَا يَشْكُو مِنْ عَوَرٍ

غـَـــــــــــــــيْرَ أَنَّ مَسَارَهُ زُهُورٌ شَــــــــوْكِيَّةٌ


حَبِيبَتِي سَلْوَى أَنَا عَلَى يَقِينٍ بـِــــــأَنَّ لِي

مِيعَادٌ مَعَكِ.. فَأَيْنَ تَهْرُبِينَ بِسِريَّــَــــــةٍ ؟؟
 


أَقْتَنِصُ اُلدَّقَائِقَ فِي غِيَابِكِ إِقْتِنَاصًا

فَحَيَاتُنَا سِوَاكِ لَيْـــــــــسَتْ بِأَبَدِّيَّةٍ!!


فِي فُرَاقُكِ عَابَتِ اُلنَّفْــــــــــــــــسُ ذَاتَهَا

وَمَالَتْ كُؤُوسُ اُلْخَمْرِ عَلَى نَغَمَاتٍ كُلْثُومِيَّةٍ 


يَا حُبًّا إِسْتَهْوَتْــــــــــــــهُ رُوحِــــي

وَيَا مَلَاكًا يُحَلِّقُ فِي اُلسَّمَوَاتِ بِحُرِيَّةٍ 


أُنْشُرِي عَبِيرَكِ بَيْنَنَا... كَجِلْنَارٍ وَرْدِيٍّ

يُلْهِمُ اُلشَّاعِرَ بِقَصِيدَةٍ عَـــــــــــامُودِيَّةٍ 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق