حَلِيلاتُكمْ قادَتْ زِمامَ المُلْكِ بِخُيَلاءَ طائشةٍ، وأَغْرَقَتْ في الرِّياشِ والبَذْخِ  ،يا أَقْيالَ يَعْرُبِ
عِزٌّ، وخَزٌّ، وغارٌ، وعارٌ،وما لم يُسَطَّرْ في خَوافي الكتبِ
أعْمىً هو حُبُّ العَشيقاتِ مُغْدَقاتٍ بعُقودِ الجواهرِ، والعَقيقِ، بعرَقِ الكادِحينَ،المُخَضَّبِ
حَقّاً ،استبدَدْتُمُ على المُرْغَميِنَ بالهَوَانِ سَنِيِّينَ مُستَأْثِرِينَ بالنَّفيسِ، ولامِعِ اليَشْبِ
ولِكلٍّ مخالبُ النَّسرِ السّاكِنِ قِمّةَ َالطُّغيانِ، مُطلَقِ العِنانِ، مَأسورٍ بجيشِهِ اللّجِبِ  
مُستَصْغِرينَ البائِسينَ بالبُهْتانِ، مُستَنبِتِينَ على حِرمانِهم عوادِيَ الحِقَبِ
تُلوِّحونَ للشُّعوبِ بغِبطَةٍ،لا مغبوطينَ بها، والأحرارُ حُرِموا النّورَ،حينَ زُجُّوا في سَراديبِ الغَيْهَبِ
تجاوزَ الناسُ بكمْ حدَّ إعوازِهمْ،وسَجنْتُمْ شَذَا مُتَيَّمِ الأوطانِ المُحَبَّبِّ دامعةٌ هيَ العصافيرُ

 على الخَضراءِ ،ونَشاوَى بالضَّيْمِ أنتمْ حالِمينَ بِراقصاتِ القصورِالمُشَنشَلاتِِ بِالذّهبِ
أعداءُ حقٍّ نِبراسِ الخليقةِ ،إذا صَحَتْ (أغْنامُكم) من تَخديرِها قُلتُمْ :"ويلٌ لَكمْ مِنَ الشّغَبِ"
(رَمزُ) الاستِبدادِ، تُحَكِّم ُبه الأغلالَ َسوافي الشرقِ، وإعصارُ خِضَمٍّ منَ الغَربِ
بَكى ضَوءُ النّهارِ،غاضَتْ ينابيعُ الأفراحِ،واتُّهِمَ المَحرومونَ المُعْدَمونَ بمغمورِيّةِ النَّسَبِ
نَفشَ الغَطاريسُ سَوادَ ريشِهِمِ،وأَيْقظوا نَزوةَ ذئابِ الفِتَنِ ،وحناجرُالحريةِ لاشَتْهُمْ،           
   حُفاةً شَمَّروا للهَرَبِ
أينَ مَكادِيسُ القصورِ، وغِنواتُ القِيانِ،وزوجاتُ المليكِ؟
ألا يخاف على جلده كلُّ جبّارٍ ومُتَنَمرِدٍ مُغتَصِبِ؟
والجائعونَ المُضطَهَدونَ في الأرضِ سَيُفصِّلونَ برودَهم من صَدْحِ فَجْرِ هَزارِ النّهارِ المُستَعْذَبِ
ويُجارُونَ الرّياحَ مُكَفكِفِينَ راقِئِينَ دموعَ طفلٍ هائمٍ ظمآنٍ للحنانِ خَميصِ البطنِ مِنَ السَّغَبِ

 ربيع/2011