كلمة لذكرى المرحومة سلوى داود خوري
2011-07-09 23:16:07

  بقلم:ريهام سمعان خوري من أبوسنان.


سَوْسَنَةٌ فَوَّاحَةٌ , نَشَرَتْ عَبِيرَهَا بَيْنَ آلنَّاسْ

قُطِفَتْ مَا بَيْنَ لَوْعَةِ آلْعُيُونِ وَأَنِينِ آلْأَجْرَاسْ

فِي آلْقَلْبِ ذِكْرَاكِ إِلَى آلْأَبَــــــدْ يَا أُمَّ فِــرَاسْ

(2011-1961)


الأول من حزيران تجتاح عائلتنا عاصفة من الألم, الحزن والكآبة, لم أكن على علم بأن 


بمثل هذا اليوم سترحل عنا نفسٌ أحببناها حباً جماً وأعتقنا عينانا لرؤياها, وهوت 


أيادينا معانقتها وشفاهنا تقبيلها... لم أدرِ ما مذاق الفراق... ما معنى أن تفقد شخصاً 


عشت معه دهرًا وتداخلت أناملك بين فراغات أنامله... مذ ولدتَ. 


عهدتها إمرأةً جبّارةً.... إمرأةً تشتدُّ إبتسامتُها كلّما ضاقت بها الدنيا..... تختارُ من أصعبَ 


الأوقاتِ ما يسلّس لها درباً منيراً... دربًا يشقُّ الدُّروبَ بشموعٍ كنائسية... عهدتها 


أبيّة... كنورسٍ يجتاحُ السماءَ بأجنحةِ مِروحية.  "سلوى"... وبين الحروف لحن من 


ألحان فيروزية... عهدتها أبيّة... كالنّيروز يُضفي على الكون ملمسًا من الإخضرار 


والإنتعاش.... عهدتها أبيّة... وخلف أنَفَتِها إمرأةٌ...لابلْ صبية... إمرأةٌ تُزيح الشَّوك من


سبلٍ شوكية... وتقتصر لغةً سُقراطية... بإبتسامةٍ عفويةٍ ورشفةً من قهوةٍ عربيةٍ.


عهدتها أبية... وما الفائدة... فأمك الآن تبكيك...  وزوجك يعدُّ الدقائق لملقىً أخير...


يسْتصبح ويُمسي على أملِ عودَتك... تشعّين بإبتسامتك وعفوتيك الشّفافة...وحَسْرَةُ 


أبنائك فيك إختصرت لحظاتٍ كان من المفروض أن تقضيها مع شقيقاتك.... اختصرت


وقتاً جميلاً مع من أحبك...إختصرتها دونَ سابق إنذار... دون أن تودعينا. أنا متأكدةٌ 


بأنه بالرّغم من أنك لست أمامي الآن, الاّ أنّ معانيّ ستصلك عبر صلوات ترتلها أناس


طيبة قد حضرت لتصلي لأجلك... لتركع لأطيب وأعذب إنسانة في الوجود.... 


سأختم كلماتي بفقرة شعرية قصيرة لكني أعدك أنك ستكونين موضوع قصيدتي الآتية


على أملِ أن تتدفق روحُك بيننا وأن تُحيينا إبتسامتُك ورَنيم صوتُك من جديد. 


سلوى في القلب وبين الضلــــــوعْ

سأرثك بقصائدي كأجملَ موضــوعْ

سلوى:أيَا نفسًا تأْبَى الخشـــــــــوعْ

ويا جسدًا من غَيْرِ رُجـــــــــــــــوعْ

ولحداً كَسوناه لوعةً وشمــــــــــــــوعْ

فعينٌ تصبُّ نهراً من دمــــــــــــــوعْ

أَصْبحنا بصبحٍ من غيرِ طلــــــــــوعْ

في ذكراكِ تعْلو الأَيَادي في رُكـــــوعْ

خالتي: يَحْفظكِ الرَّبُ ويرعاكِ يسوعْ!!


ريهام سمعان خوري - أبوسنان

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق