آداب المجالسة بقلم د. نجيب صعب
2011-05-31 08:31:36

في الحياة المتواليه يوماً بعد يوم وشهراً بعد شهر وسنه تلو الاخرى ومنذ العصور الغابرة وحتى اليوم , راى السالفون من بني البشر ان هناك اداب يترتب على الانسان مراعاتها في دروب عديده ومتنوعه في مجرى هذه الحياة , ذلك من اجل ان تكون الحياة سهله اكثر , منظمة اكثر , حيوية اكثر, وكذلك روابط اجتماعية وعلاقات انسانيه تسود المجتمع ليتمكن من مراجعة نفسه اذا اقتضت الحاجة والضرورة لاعادة الاعتبار من جديد بغية التجديد والنجاعة والسير بقدر الامكان في الطريق الصحيح .

           ومع كل النواهي والعرف الاجتماعي السائد , ومع كل التحفظات التي قد يتقيد بها الانسان الا ان هناك امور كثيرة بحاجة الى التقويم والتصحيح لا يزال المجتمع يحتضنها وربما تكون سبباً في توليد مشاكل ومشاحنات وربما تصرفات غير لائقه وغير مناسبة للمجتمع بالذات في العصر الحاضر.

          واود هنا ان اتطرق الى نوع خاص من الاداب وهي اداب المجالسة , لانها تشمل الكثير من الامور التي هي بحاجة الى الانتباه , بحاجة الى الصراحة وكذلك بحاجة الى التأني .

   وفي هذا الصدد الكثيرون يتجالسون يومياً وفي ظروف ومناسبات عديدة لا حصر لها, فعلى الانسان ان يقبل على جلسائه بالبشر والطلاقه , يعني ان يكون بشوشاً ويبشر بحيوية وديناميكيه صحيحه وكذلك ان يكون طلق اللسان وكلامه مهذباً  ودمث الاخلاق .

           وكذلك المجالسه يجب ان تكون هادئه تحتوي على كلام وحديث مرتبين يليقان بالحضور في نطاق حفظ اللسان من الاخطاء او الاساءة للغير بقصد او بغير قصد , حيث يتطلب الامر ان تكون الالفاظ صادرة عن أدب وعن روح احترام الغير .

   وامر هام جداً في نظري خلال المجالسة هو ان يبتعد المرء عن الغيبه , ويترك القدح والتشهير بالغير وخاصةً في غيابه , لان هذا النهج ليس من شيم الرجال .

   ولا يغيب عن احد ان هناك مرض فتاك ينبغي تجنبه وبكل جرأة وصدق وهو الكذب لانه اقصر الطرق الى الفشل , وكذلك اقصر الطرق الى الخلافات والى اختلاق مشاكل, الكل لا شك انه في غنى عنها .

           ولا بد من التنويه هنا الى ان الجلساء بدون استثناء عليهم عدم الالتفات او العوده الى الوراء , لان هذه العوده والبقاء في الماضي قد يجعل المرء " في مكانك عد " وهذا الامر قد يعيده الى الوراء في كثير من الاحيان .

           وما ذكر حتى الان وامور عديده ايضاً لم  تذكر في هذا السياق والتي من شأنها ان تعمل على رفع مكانة الانسان وزيادة تقدير الناس له شريطه ان تراعي هذه الامور ألآنفة ألذكر أو لم تذكر.

          وعليه ان من حسنت اداب مجالسته في شتى النواحي ثبتث مودته في افئدة الجمهور من القريبين منه والبعيدين عنه في القرابه او المسكن, وكذلك حسنت عشرته واحبه الناس وارتاحوا لمجالسته ربما في كل حين , وعندها قد تكتمل مروءته، الامر الذي يرفع من مكانته الانسانيه والاجتماعية, وقد يصبح عنواناً في الاداب , ومحط انظار الاخرين يثني عليه الناس ويعتبروه مرجعاً في كثير من امور الحياة التي يعيشونها , فبارك الله في هؤلاء وكثّر من امثالهم في صفوف المجتمع .

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق