ابُ آلْحُرِّيَةِ...
عُذْرًا...عُذْرًا مِنْكِ يَا أَرْضَ آلْقَدَاسَةِ لِأَنِّي لَمْ أَذْكُـــــــــــرْكِ قَبْــــــــلُ ضِمْنَ قَصَائِدِي آلْعَمْيَـــــــــاءْ
إِنَّمَا آلنَّفْسُ تَرْعَاكِ وَفِي آلْجَوْهَرِ لَكِ مَقَـــــــــامٌ أَرْفَعُ وَأَسْمَــــــــــى مِنْ مَقَامِ آلنُّبَــــــــــــــــــــلَاءْ
وَفِي كَادِرِ حَيَاتِنَا جُوعٌ وَعَطَشٌ لِآسْتِــــــرْجَاعَكِ كَامِـــــــــــــلَةً مُقَابِلَ رَهْنٍ أَوْ سَبَــــــــــــــــــــاءْ
كُنَّا وَكَانَتْ كَآلْفَتَاةِ آلْيَانِعَةِ تَرْضَى بِآبْتِسَامَةٍ عَابـــــِرَةٍ وَبِنَــــــــــظْرَةِ حــــُبٍ وَوَفَـــــــــــــــــــــــاءْ
كَآلزَّهْرُةِ تُرْسِلُ أَرِيجَهَا مَمْزُوجًا بِآلْعَطْفِ وَآلدِّفْيءِ وَتَبْعَثُ فِي آلنُّفُوسِ رَاحَةً وَصَـــــــــــــــــــفَاءْ
لَمْ تَبْخَلْ عَلَى مَنْ عَرَفَهَا فَغَمَرَتْنَا بِمِيَاهِهَا وَأَطْعَمَتْنَا مِنْ تُرَابِهَا وَمِنْ زُرْقَةِ عَيْنَيْهَا حَاكَتْ لَنَا سَمَاءْ
هِيَ أَرْضُنَا خُلِقَتْ لَنَا وَمِنْ أَجْلِنَا وَلَا نَرْضَ لِغَيْرِنَا أَنْ يُسَـــــــــــــــــــــلّطَ عَلَيْهـــــــا آلإِسْتِيْـــــلَاءْ
نَحْنُ آلْبِرُ وَآلْأَصْلُ وَمِنْ رَحْمِهَا آلْعُذْرِيِ وُلِدَتِ آلْعُرُوبَـــــــةُ , آلْعَـــــــرَبُ وَآلْفُقَهَـــــــــــــــــــــــاءْ
كَمْ إِكْتَنَفَ آلْحُبُ جَسَدَهَا حَتَى تُبْصِرَ فِي تَضَاريسِهَا مٌنْعَطَفَاتَ عَطْفٍ وَمُنْـــــــــحَدَرَاتَ ثــــــــــَرَاءْ
فِي عَيْنَيْهَا قُدْسٌ:تَسْمَعُ مِنْهُ أَصْدَاءَ مَآذِنَ مَسَاجِدٍ وَأَجْرَاسَ كَنَائِسٍ وَصَرَخَـــاتَ شُـــــــــــــــهَدَاءْ
إِغْتَصَبُوهَا بَتُولَةً وَفَضُّوا بَكَارَتَهَا بِسِكِــــــينٍ جَـــــــــــارِحٍ فَنَزَفَتْ بِأَحْـــــــــــــــمَرَ دِمَـــــــــــــاءْ
كَآلسَّرَطَانِ تَفَشُّوا وَفِي آلْأَرْضِ إِتَّخَذُوا لِأَنْفُسِهُمْ وَكْــــــــــــــــــــــــرًا , مَلْــــــــــــبَسًا وَغَـــــــذَاءْ
أَلْعَالَمُ مِنْ حَوْلِنَا تَلَوَّنَ وَتَغَيَّرْ,أَلْجَوُّ مِنْ حُزْنِهِ تَكَدَّرْ ,أَلْزَمُونَا مَا أَرَادُوا حَتَّى بِتْنَا فِي بَيْتِنَا غُرَبَـــاءْ
كَمْ عَانَيْتِ لِأَجْلِنَا وَكَمْ آلْتَزَمْنَا آلصَّمْتْ ,إِنَّمَا مِنَ آلآنْ لَنْ نَخْضَعَ لِــــــــــــــــــرَئِيسِ آلْــــــــوُزَرَاءْ
أَنْتِ هِيَ آلْأُمُّ ذَاتَ آلصَّدْرِ آلرَّحِبْ فَلَوْ لَمْ تَكُونِي كَذَلِكَ لَمَا إِحْتَمَلْتِنَا فِي آلسَّــــــــــرَاءِ وَآلضَّـــــرَاءْ
تَثُورُ فِينَا ثَوْرَةُ حَقٍّ,ثَوْرَةُ مَاضٍ,ثَوْرَةُ نَفْسٍ,جُرْحُهَا هُوَ حَافِزُهَا وَعَلَمـــــــــــــــــُهَا آلْكِــــــبْرِيَاءْ
وَلَا نَجِدُ فِي آلسُّكُوتِ مَهْرَبًا مِنْ جَرِيمَةٍ وَمِنْ مُــــــــــجْرِمٍ يَسْتَهْوِيــــــــــــــهِ آلْبَيْعُ وَآلشِّـــــــرَاءْ
لَا تَسْتَرِيحُ لَهُ آلرُّوحُ وَلَا آلْعَقْـــــــــــــــــــلُ وَلَا يَطْمَئِنُ لَهُ آلْقَـــــــــــــلْبُ آبِيًا كـــَانَ أَمْ شَـــــــــاءْ
أَجْدَادُنَا زَرَعُوا آلْأَمَلْ ,وَآبَاؤُنَا حَصَدُوهُ بِآلْمَنْجَلْ, فَبِتْنَا نَـــــــحْنُ لِأَرْضِــــــــــنَا سُـــــــــــــــــُفَرَاءْ
لَمْ نَنْسَ مَجْدَكِ وَعِزَّكِ ,فَلَوْلَا حَفَاوَتَكِ وَإِجْهَادَكِ لَمَا صِــــــــــــــغْنَا آلْأَلــــــِفَ وَآلْبَــــــــــاءَ وَآلتَّاءْ
أَوْرَثْتِنَا مَعْنَى آلْعُرُوبَـــــــةِ, مَعْنَى آلْأُمُومَةِ وَكَيْفَ نُضْــــــــــــــحِي لِأَبْنَائــــــــــــِنَا آبَــــــــــــــــاءْ
فَفِي عُرُوبَتِنَا سِمَةٌ وَرُقِيٌّ وَعَلَى حِجَارِ مَبَــــــانِينَا نَقَشْـــــــــــــــــــــتِ مُرَادِفَــــــــاتَ ســـَخَــــــاءْ
مَنْ نَحْنُ ؟! حَتَّى نَرْضَ أَنْ يَعْتَمِرَ أَبْنَاءُ عَمِّنَا أَرْضَنَا , فَهُمُ لَيْسُـــــــــــــوُا مِنَّا بِأَذْكِيَــــــــــــــــــاءْ
نَحْنُ آلْأَبْجَدِيَّةُ وَآلْكَرَمُ وَآلْإِخَاءْ , نَحْنُ آلشَّمْسُ وَنُوُرٌ يَشُقُّ آلظُّلْمَــــةَ بِمِصْبَــــــــاحِ كَهْرُبَــــــــــاءْ
وَإِنِّي لَأَهْوَى آلْأَكْلَ آلْعَرَبِيَّ عَلَى أَنْ أَجْلِسَ عَلَى كُرْسِيٍّ مِنْ ذَهَبٍ فِي مَطْعَمٍ تَتَصَدَّرُهُ آلْأَضْــــــــْوَاءْ
غَيْرُنَا يَحْسِدُنَا لِتُرَاثِنَا آلَّذِي نَحْفَظُـــــهُ لِمِعْوَلِ فَلَّاحٍ لَا يَنْحَنِي لِحَرِّ صَيْــــــــــــفٍ وَمَطَر ِشِتَــــــــاءْ
أَكْرَهُ أُنَاسًا صَنَعَهَا آلْوَرَقُ ,فَنَاسُ آلْمَعَانِي تَكْتُبُ وَتُخَلِّدُ مَحْمُودَ دَرْوِيشٍ بِقَصِــــــــــيدَةِ رَثَــــــــاءْ
أَكْتُبُ عَنْ وَاقِعِ مُعْجِزَةٍ ...عَنْ تُرَابِ حُرِّيَةٍ ..عَنْ وِلَادَةِ عِلْــــــــــــــــــــــــم ٍوَإِنْجَــــــــابِ عُلَمَـــاءْ
فَتَتَكَاثَرُ فِيَّ خَلَايَا شِيَّمٍ فَأُلْقِي بِكَلِمَاتِي لِجِيلِ عُرُوبَةٍ يَصْبُـــــــــــوا بِتَحْصِيــــــــــــنِ آلْأَبْرِيَـــــــــاءْ
فَأَلْمَحُ أَطْفَالًا جِيَاعًا , أَطْفَــــــــــالًا يَرْضَــــــــــــــعُونَ آلْقَــــــــــــهْرَ مِنْ ثَدِي آلْحُقَـــــــــــــــــرَاءْ
أَشْعُرُ بِقُوَّةِ جُرْحٍ يَلْتَئِمْ بَعْدَ أَنْ شُعِطَ بِنَارٍ مُلْتَهِبَـــــــــــــــــةٍ وَبِقَذِيفـــــــــــــــــــَةٍ حَمْـــــــــــــــرَاءْ
فَلَوْلَا آلْجِرَاحُ لَمَا كَتَبْتُ وَلَمَا سِرْتُ بَيْنَ آلْبَشَرِ, وَلَمَا أَسْفَرَ آلْكَـــــــــوْنُ عَنْ وِلَادَةِ آلشُّعَــــــــــرَاءْ
خَلَاصٌ لِأَرْضٍ تَأْبَى آلْخُشُوعَ لَمْ يَعِبْهَا إِنْ قُتِلَ آلْكَثِيرُ وَإِنْ بَاتَ خَلْفَ آلْقُضْبَانِ آلْعَدِيدُ مِنَ آلسُّجَنَاءْ
فَدَعْنَا لَا نَدَعَ آلزَّمَنَ أَنْ يَمْحُوَ فِينَا تُرَاثًا , حُرِيَةً , وَحَقٌّ بِـــــــــــــــــأَرْضٍ تَنْتَظـــــــــــِرُ آلسَّنَـــاءْ
فَآسْعَ مَعِي نَحْوَ أُفُقِ آلْحُرِيَّةِ , نَحْوَ تَحْرِيرِ بُلْبُـــــــــــــــلٍ أَســــــــــــــِيرٍ يَعْشَـــــــــــقُ آلْغِـــــنَاءْ