ما أتعس العيش من دون الّذي نهوى ما أظلم الكون إن أضحوا بعيدينا
هم من أنار دروب الـودّ في جهد هم من إذا استحكمت شدّوا أيادينا
أوليسوا عوننا مـا داموا ومـا دمنا أوليسوا موتنا إن صـاروا أعادينا
أوليـس حقّـا تآخـينا . . تآلـفنا أوليـس ذاك مقـر دنـيا أو دينا
قد يصبر القلب عن بعض بلا حنق لكنّي أعجـز عجـز الموثـق فينا
إن ذكّر القلب أغلى من أحبهمو كنت الهلال لضـوء النّجم تخفينا
أو مثـل شمـس ربيع في نسائـمه و بدفئـك الأخّـاذ الـرّوح تدفينا
إن الكـلام وإن طالـت مقـالتنا شيء يسـير لـذا فالصّمت يعفينا
أو صغت شوقي إليك في قصائدنا مـا كان للشّعر أن يـوفي ويكفينا
إنّ السّـقام وإن عـاثت مخالبـه وأتانا طيفـك كـان الطّيف يشفينا
قد أسكرتنا كؤوس الشّوق حتّى بدا للعـين أن معـين البـين ساقينا
قد أحرقتنا جمـار البـين لاهبـة حالت كـأنّها لا ترجـو تلاقينا
لمـّا أردنـا بمـاء اليـمّ نطـفئها لم تكف رحـنا نزيـد مـن مآقينا
علّت بقلبي وبي أحلام ليلتنا وإذا أطـلّ نهـار ا لصّـدّ يلقينا
ينفيني من حلمي يكويني في ألمي في الهـمّ والغـمّ والأحزان يبقينا
قد آثر البعـد أن يدنـو بلا حرج والجرح أنت لـه بالهجـر تسقينا
ها نحن والبعد أضحى من مواسمنا ورجـاء لقياك أحـلاما أتدرينا
إن لم تكوني فلا هنـد ولا ليلى لا ذات حسن ولا عـذراء تغرينا
يكفيـني أنك في قلـبي مـلازمة وعروقي أنت دمـاء فيهـا تجرينا
إن كان قسمة عمر أن تكوني له كان النّسـيم نصيـبي فيه تسرينا
أو كنت قسمتي قاسمت الدّنا فرحا ثمّ استحال نبات الشّـوك نسرينا
وجعلتك التّاج، لا ملك بـلا تاج فالرّوح أنت ونـور القلب صبرينا