"سلمى" والكرة الملونة
2011-03-05 09:53:45

بقلم زايد خنيفس

طبعت هذا الاسبوع قبلة على وجنتي حفيدتي الصغيرة "سلمى" لانضم إلى قبل كثيرة طبعت على خديها الناعمة والتي احمرت كتفاحي بيارات الجولان احتفالا بعيد ميلادها السنتين.. و"سلمى" طفلة بل زهرة من ازاهير الوطن تنضم في ربيع الحياة لملايين اطفال العالم  وسنونة  تحلق في الفضاء والسماء تبحث عن اعشاشها الدافئة وتنام في بؤبؤة العين ودائرة القرنفل..اختارُ كل مساء ان العب مع الطفلة "سلمى" واتفقت معها بان تكون الكرة الخفيفة بالوانها لعبتنا المسائية لتطير احيانا في فضاء الغرفة واحيانا تهرب الكرة خارجا لتختار السماء حريتها .. عيد ميلاد الطفلة "سلمى" افاق في خلجات مشاعري رائحة المستقبل وما تخفيه الايام لنا وفي وقت لا تعرف طائرة الورق متى تفلت من يدي طفل اختار السماء ملعبه واختار الزرقة لون ريشته.. وعندما جلست هذا الاسبوع مع اطفال مدرسة كرة القدم في المركز الثقافي البلدي حدثتهم عن الطفلة "سلمى" وعن الكرة التي الآعبها بها كل مساء وقلت لاطفالي والذين هدأوا قليلا من طاقتهم المفعومة بالحركة..ما اسهل ان نضرب الكرة برجلينا لكنه ما اجمل ان نربط بين روح رياضية ونغرسها في الاجيال الواعدة نبنيها على المحبة والتسامح وقبول الخسارة والربح ونعانق بعضنا في نهاية الشوط فكل شيء يبدأ من تربية صالحة وينتهي في تربية صالحة والشجرة تكبر فروعها ويخضر ورقها وينضج ثمرها عندما نسقيها رويدا ونسبح باسم الله رويدا .


لا افهم احيانا وتأكلني الغيرة على بلدي عندما كتبت خبرا صحفيا عن حصول مدارس الفريديس والمغار على درجات اولى في نتائج البجروت فيما نحن قابعون في نتائج منخفضة في السنوات الاخيرة .. ولا افهم احيانا وتعصرني غيرتي على بلدي عندما تسجل في يوميات البعض عن دعم مادي لمدرسة هنا ومدرسة هناك وحرمان مدرسة اخرى لاسباب لا يفهمها إلا من نسوا الكتابة في يومياتهم ولا افهم ما الفرق بين مركزا ثقافيا في الجهة الغربية ومركزا في الجهة الشرقية ورغم ان الطفل واحد والبلد واحدة.. فسلامٌ لمن عدلوا وسلامٌ للبراهين في حصار الكلمات.. والكرة الملونة بين يدي "سلمى" والكرة بين رجلي طفل في الاحياء والبلد الواحد هي نفس الدائرة  واطفال وازاهير تمضي قبالة العيون وتحفظ اشرعة المستقبل..فمن حق البلد ان تكون شريكة في بناء ميزانية بلدية ومن حق أبناء الاحياء المختلفة البعيدة عن الاسماء ان ينعموا بدورة هنا ودورة هناك يحققون طاقاتهم وهواياتهم ومن حق من يدفع ضريبة ان يحصل على خدمات.. فسلام للخليفة العادل وسلام لمن نامت في عيونه بلدٍ ومن نامت البلد في قلبه .
بلدي ليست موتًا مؤجل وليست محطة انتظار للمهاجرين الجدد بل مستقبلا ورؤية في شعاع الشمس.. وبلدي ليست غيمة عابرة ومطرا صيفيا بل محطة  حبكها  الاجداد من قبلنا لتكون وسادة نرتاح في ظلالها..والكرة بين يدي "سلمى" ستبقى بين ذراعيها الناعمة الصغيرة تطفئ شمعة لتضيء شموع اطفال البلد وعيد الميلاد بكل ارقامه وسنواته وشموعه قبلٌ على وجنتي الصغيرة واحمرارٌ على وجنتي المدينة.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق