أفضل أن أموت على أن أشارك بجريمة. وماذا.. باسم الحب؟ -رانية مرجية
2011-02-27 22:16:04

يئنّ البكاءُ المُرّ ويحبو كطفل يتيم تحت الشجر 
 
.يلاحق ظلّه فيهرب منه ويرسمُ نقشا على وجه القمر
 
والطفلُ يبكي ويسألُ متى سيحيى ضمير البشر
 
يئن البكاء المر والكلّ يسأل ما الخبر 
 
بلا قلب أنت قالت لي، ولا تعرفين عن الحب شيئا.
 
ابتسمت طويلا وقلت لها: والدك الذئب شوّه طفولتك وبراءتك وعنفوانك، ولأني أحبك سأغفر لك شريطة أن تتعالجي، وتتقدمي بشكوى ضده، وإن لم تفعلي، فأنا من سيقوم بتقديم شكوى ضده. 

 
 
أنت لا تعرفين شيئا، إنه يدللني، في كلّ مرة يغدق علي الهدايا والشوكولاطة، ثم نحضر معًا الأفلام الجنسية ونقوم بتقليدهم، وأنا اشعر بالراحة والسعادة، فأبي يحبني يعشقني ويفضلني عن كلّ خواتي، أنا بكرُهُ، وحتى أنه يفضلني عن أمي. 
 
 
كانت "س" إحدى تلميذاتي في الصف الثامن، ممّن أشرفت على تدريسهنّ قبل أن أترك تلك المدرسة، ومنذ الحصة الأولى دخلت هذه الفتاة قلبي، صحيح كانت دميمة، ولكن حجابها وابتسامتها الحزينة جعلاها تدخل قلبي مباشرة، بعد أسبوع طلبت أن أضيفها على الفيسبوك، وافقت دون تردد وبدأنا نتحدث هناك أيام الجمعة والسبت.
 
كانت س مختلفة جدا بالفيسبوك. سألتني إن كنت أحبها، قلت لها بالتأكيد فالله محبة، وأنت بمثابة ابنتي. صمتت لدقائق ثم كتبت بأحرف حمراء، أنا أيضا أحبك، أنت مختلفة عن كلّ المدرسات والمدرسين.
 
حدث ذات يوم أن غابت عن المدرسة. لم أفكر مرتين. ذهبت مباشرة إلى بيتها بعد أن اصطحبت معي صديقتها المفضلة من الصف، وحين وصلنا هناك شعرت ببعض الارتباك، ومع هذا قاومت ارتباكي ببسمة رسمتها على شفتي، وطلبت من زميلتها أن تطرق الباب.
 
فتحت والدتها باب المنزل.
 
مرحبا أنا مُدرّسة ابنتك أتيت للاطمئنان.
 
قالت الأم: ابنتي تحدثنا دائمًا عنك، أنت مدرستها الجديدة وهي تحبك، وتقول أنك مختلفة، ويبدو أن معها حق، فلم يسبق أن زار بيتنا أي مُدرس من المدرسة، ولكن الكل هنا يحبها. ابنتي محبوبة، وستتزوج ابن عمها بعد عام.
 
تفاجأت س بزيارتي، ومع هذا ركضت نحوي وضمتني وقالت:
 
كنت واثقة أنك ستأتين. غبت خصيصًا لأرى مدى غلاوتي على قلبك. وضحكنا كثيرًا ثم عدت إلى منزلي.
 
لم أنم في ذلك اليوم، فقد علقت جملة والدتها بذهني، ستتزوج س بعد عام من ابن عمها.
 
دخلت الفيسبوك بمنتصف الليل وكانت س هناك، وسألتها: حقا ستتزوجين بعد عام؟ ألم تقولي لي أن حلمك أن تكوني مدرسة للرياضيات؟
 
قالت: نعم سأتزوج بعد عام، وسأكون مُدرّسة للرّياضيات. أمّي أيضا تزوجت بجيل مبكر، لكنها غبيّة لم تكمل بعد الزواج دراستها، أما أنا فسأكمل دراستي. أنا أريد أن أتزوج والقرار نابع مني. أنت لا تعرفين شيئا عني. أحبك معلمتي أحبك. ممكن أناديك حبيبتي؟
 
قلت لها ناديني باسمي إن شئت، فنحن صديقات هنا ما دمنا خارج الصف.
 
توطدت العلاقة بيننا لدرجة أننا أضحينا نلتقي كلّ أسبوع مرّتين، مرة بالمكتبة العامة كنت أراجع معها مادة العربي والتاريخ والإنكليزية، ومرة في حديقة القرية.
 
بعد شهر عادت وسألتني: أتحبينني؟ يعني مستعدة أن تعملي أي شي أطلبه منك؟
 
قلت لها: أحبك يا بنتي، انا مستعدة أن أعمل أي شي تطلبينه، إذا توفرت لديّ الإمكانيات.
 
قالت: طلبي بسيط جدا. أريد أن أزورك ببيتك مرة بالأسبوع، بدلا من أن نلتقي بحديقة عامة.
 
وافقت.
 
بعد أن تناولنا وجبة الغذاء دخلنا إلى غرفتي، فخلعت حجابها وسألتني: ما رأيك بشعري؟
 
قلت لها جميل جدا.
 
سألتني: أتحبينني أكثر مع حجاب أم بدونه؟
 
قلت لها: أحب قلبك، أما مسالة الحجاب فيعود إليك، عدا أنه يزيدك نورا وبهاء.
 
اقتربت مني وضمتني وسألتني: بجد تحبينني؟
 
قلت: نعم.
 
وبدأت بخلع ملابسها. غادرت غرفتي وقلت لها: لن أعود قبل أن تلبسي كافة ملابسك.
 
بدأت بالصراخ: أنت لا تحبينني ولا تشعرين بي، أنا أريدك لي حبيبة وعشيقة.
 
صُدمت، ارتبكت. ضربت أخماس بأسداس، وبدأت أشرح لها أنها ابنتي حبيبتي.
 
قالت: لا، أنت كاذبة، أبي يحبني. هو الوحيد الذي يضاجعني. هو يحبني وأنت لا.
 
ضممتها وابتعدت عنها بسرعة لأنها أرادت أن ...
 
ثم بدأت تهددني بالانتحار إن لم أنفذ لها ما تريد.
 
قلت لها: أفضل أن أموت على أن أشارك بجريمة. وماذا.. باسم الحب؟
 
أعدتها إلى بيتها بعد أن وعدتها أن لا أتخلى عنها، شريطة أن تصغي إلي لأني أريد مصلحتها أوّلا.
 
في اليوم الثاني تحدثت مع مستشارة المدرسة بأمر س، وقلت لها أني أشك أن والدها يقيم معها علاقة غير شرعية. لكني صدمت من موقف المستشارة حين قالت لي: الأفضل أن لا نتدخل بشؤون تلك العائلة، فهذه الظاهرة منتشرة في عائلتهم، والكل يعلم بها، وأنت هنا لتدرّسي مادتك فقط.
 
تركت المدرسة في ذلك اليوم بعد أن أخبرت العاملة الاجتماعية بالبلدية حول تلك الفتاة، ووفرنا لها مكانا آمنا بعيدًا عن الذئب، حيث يتم توفير العلاج لها هناك.
 
الشرطة لم تتدخل والذئب بقي طليقا. فقد توعّد عدد من أفراد عائلته المتعاونين مع الشرطة أن يقتلوه بيدهم، ولكنهم لم يفعلوا. ولم أعد إليها قط.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق