لكِ مصرُ ذوَّبتُ الفؤادَ هديلا
2011-02-07 15:52:04

شعر – نزيه حسون
 
 
    ناجَـيْتُ روحَكِ بـكرةً وأصيـلا
    وأتيتُ أَذرفُ مُـهْـجَتِي تَقْـبِيلا
 
  وَوَرَدْتُ أَسْكُبُ عِنْدَ نِيلَكِ أَضْلُعِي
عَلـِّي أُرَوِّي مِنْ هَـواكِ غلـيلا

أهفو تـُسابقُني تباريحُ الـهَـوى
ويكادُ يَصدَحُ خافقي تَهـليلا

أهفو لأحْيَا فِي هَواكِ مُتَيَّمًا

وأموتُ وحدي في هواكِ قَتِيلا
 
    فأقرُّ جهْـرًا أنَّ مِـصرَ هُـوِيَّـتي
مُذْ كُنْتُ فِي هَذَا الوُجُودِ نَزِيلا

 
*****

شوقي الذي للنيلِ فجَّر شــوقَـهُ
وَلأَرضِ مِـصرَ أفاضَهُ تَـرْتـيـلا

شوقي المحُِبُّ لنيلِها وتُـرَابـِها
ما اختارَ عن مصرَ الجَمَالِ بَدِيلا
وأنا أميرُ العِشْقِ مِنْ فَرْطِ الهَوَى
لكِ مصرَ ذوبتُ الفؤادَ هَدِيـلا
 
ولنـيلِكِ المنسابِ بين جوارحي
سطَّرتُ من سفرِ الهوى إنْجِيلا

****
 
فِي اللَّيْلِ عِنْد َ النِيلِ يُورِقُ خَافِقِي
وَالرُّوحُ تَسْمُو فِي الفَضَاءِ نَخِـيـلا
فِي الليلِ تَغْـتَسِلُ النُّجُـومُ بِمَائِهِ
وَالشَّطُ يَغْدو بِالأرِيجِ بلـيـلا
والنيلُ يغدو مِثل َمِحرابِ الهوى
فِيهِ الـغَرَامُ مُـرتَّــلٌ تَرتِـيلا
 
يَسبي قلوبَ المُغرمينَ بسحرهِ
ويُـضيءُ في خفقاتِهِم قِـنديلا
 
وَيضُمُّ أهلَ العِشقِ طَيَّ شغافهِ
ليصيرَ عندَ العاشقينَ رَسُولا

 
*****                                                   

 
والنيلُ يَسْرِقُني أمامَ حبيبتي
والقلبُ باتَ بعشقِها مبلولا

فتَصيحُ من فرطِ الغرامِ بغصَّةٍ
أوجدتَ عنَّي في الغرامِ بَدِيلا؟

 
يا عاشقِي المَحْبوب كَيْفَ تَرَكتَنِي؟
وَلِمَ بِعِشْقِ النِّيلِ صُرْتَ قَـتِيلا؟؟
 
لا تَسْألِي سَبَبَ الغَرَامِ حَبِيبتِي
لُغزُ الهوى لا يقبلُ التعـليلا!!
 
لا تعجبي لو جِئتُ ألْثُمُ ماءَهُ 
فـلـقدْ لمحتُ بمائهِ جبريلا

 
*****
لِي فيكِ تاريخٌ تقادمَ عَهْدُهُ
يَزْهُو عَلَى صَدْرِ الخلوُدِ أثيلا

أودعتُ فيكِ مِنَ الجدُودِ قَوافِلاً
وَتَرَكْتُ فيكِ أواصِرًا وَأصُولا

 
فالفاطمِيُّ أَنارَ فيكِ حَضَارةً
وجوامعًا وَمنَابِرًا... وَعُقُولا
 
وَأَقَـامَ قَاهِـرةَ المُـعِـزَّ عَزيزًةً
حتَّى تَظَـلَّ مَـنَـارَةً ودَليلا
 
وتَظلُّ فِي فَلَكِ الحَضَارةِ كَوْكَبٌ
يُهْدي الشعوبَ إلَى الرَشَادِ سَبِيلا
*****
 
يا أرضُ مصرَ وفيكِ ألفَ عجيبةٍ
ما زال سرُّ بنائِهَا مَجْهُولا

هذي المَعابدُ والمآثرُ قدْ رَوَتْ
سِفرَ الخلودِ مُفَصَّلاً تَفْصِيلا

 
هذي جَوامِعُكِ العَريقةُ تُحفةٌ
وَقَفَ الزمانُ بِسِحْرِهَا مَذْهُولا
 
مِن" أزهر" التاريخِ شَعَّ هدايةً
للسَّتِ زَينبَ للحُسينِ وُصُولا
 
تلك الربوعُ العابِقاتُ قَداسَةً
تَشفي بطُهرِ رِحَابِهَا المَعْلولا

 
*****

 
يا أرضَ مصرَ وأنتِ مَهدُ حضارةٍ
أنْجَبتِ في كُلِّ العُصورِ فحولا
 
ما مَاتَ نَاصِرُ أمتي وَجَمَالُها
فَهوَ الَّذي مَلأ الربُوعَ صَهِيلا

عَلَمٌ إذا صَعَدَ المَنَابرَ خاطِبًا
ملأ الـفـُراتَ بطـولةً والنـِّيلا
 
ما ماتَ في مِصرَ العظيمةِ نَسْرها
بَلْ عاشَ في حضنِ الخلودِ نَزيلا
 
يا سيَّدَ الشهداءِ أنتَ ضَميرُنا
يا عبد مُنـْعمنا الأعزَّ نبـيلا
 
طَوَّقتَ مصْرَ بتاجِ مجدٍ شامخٍ
وَوَهَـبْـتَها عَلَمَ الفدى إكـليلا
 
*****
قَدْ يَعْشَقُ الإنسانُ ألْفَ مدينةٍ
ويُبـدِّلُ الإنسانُ ثمََََََّ خـلـيلا

وَيتيهُ قَلْبٌ فِي الغرامِ مُشتَّـتًا
حتَّى يُلاقي فِي هواهُ النـِّيـلا
 
فَيَصيرُ هذا القلبُ مِنْ فرطِ الهوى
في عشقِ مِصرَ مُكبلاً تكبيلا
 
يا أرضَ مصرَ وألف عذر جارحٍ
كانَ الذي قدْ قُلتُ فيكِ قليلا

 
فالنيلُ مَوجٌ في حنايا مُهجتي
عَرضًا يُسافرُ في العروقِ وطولا
 
يا أهلَ مِصرَ وَلَوْ شققتُمُ أضلعي
لوجَدْتُمُ بينَ الجَّوَارحِ نيلا

إنِّي لأحتَضنُ التُرَابَ مُقَبلاً
لأَبُثَّ شُكْراً للتُرابِ جَزِيلا
 
ولأنَّ مصر عظِيمَةٌ وجميلةٌ
جَاءَ القَصِيدُ مُوَشَّحًا وَجَمِيلا

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق