ادب وشعر | وماذا أقول لابنتي؟!! هادي زاهر | موقع المدار الاول في الشمال

الجمعة 19.04.2024

اخبار

الرئيسية >> ادب وشعر

(اضف تعقيب)

وماذا أقول لابنتي؟!! هادي زاهر

2010-04-23 11:05:57

سألتني إبنتي الصغرى وهي في الصف الثالث: - هل لديك وقت لتساعدني على الوظيفة

بالطبع يا حبيبتي، وما هي الوظيفة؟ قالت عن ذكرى الشهداء؟!!

امتقع وجهي، إنهم يشوهون الطفولة البريئة، فماذا أقول لها؟!! هل أكشف لها الحقائق التي يستصعب على الكثيرين من البالغين استيعابها ؟.

هل أقول له إن هؤلاء سقطوا ضحايا لآمال لم تتحقق.. هل أقول لها إن من سقط لم يسقط دفاعاً عن الوطن لأن الوطن هو الأرض التي تربينا عليها وهي جديرة أن ندافع عنها فعلاً ولكن ضد من سحبها من تحت أقدامنا، بموجب عدة قوانين اخترعوها منها استغلال القانون العثماني الذي يجيز مصادرتها إذا كانت نسبة الصخور فيها عالية، وما زالت تلاحقنا لمصادرة ما تبقى لنا منها؟

هل أقول لها إن كل هؤلاء سقطوا ضحايا وليس شهداء.. خسروا ربيع عمرهم..

خسروا دراستهم وأمالهم العريضة..

تركوا من حولهم ضحايا الأوهام..

تركوا خطيباتهم وهن في قمة طموحاتهن وريعان شبابهن يفترسهن الوجع..

وتركوا الآباء في حسرتهم الأبدية..

تركوا الأمهات الثكالى تلتهم أكبادهن أشواق لا تنطفئ ودموع لا تجف..

تركوا زوجاتهم أرامل بين براثن الألم..

تركوا أولادهم يتامى لا سند حقيقي لهم .

هل أقول لها إن سقوط الضحايا لم يثمر لدى هذه السلطات الجاحدة التي تعاملنا كعرب من حيث التمييز، بل وأسوء من ذلك بكثير..

هل أقول لها إن سقوط الضحايا لم يثمر حتى عن بناء مصنع واحد في قرانا لسد باب الانحراف الذي تسببه البطالة..

لم يثمر في دعم الزراعة، في منحنا مما قسم الله من مياه للري..

لم يثمر في توسيع مسطحات قرانا كما يجب كي يبنوا شبابنا دور سكنهم..

لم يمنحنا أي امتياز عن باقي أبناء شعبنا، وإنما ضاعف التمادي في الظلم.

إن سقوط الضحايا لم يطور البرامج الدراسية لنلحق بباقي قطاعات المجتمع الإسرائيلي لإبقاء شبابنا الأحياء (أمواتا ) في حضيض هذا المجتمع لنبقى خداماً في سلك الأمن والمرافق الحياتية الأخرى، ولتعود فتياتنا إلى العمل في بيوت الأغنياء، ومن لا يرى من الغربال أعمى والعميان كثرُ،؟!! للأسف الشديد .

.. هل أقول لها إننا أكثر شريحة مسحوقة في بلادنا..

إننا أكثر شريحة مأزومة حيث إن نسبة الانتحار بين شبابنا هي الأعلى في البلاد، وذلك لعدة أسباب أهمها ضياع الهوية.وعدم الشعور بالانتماء الذي خطط له بعناية فائقة فأدى إلى التخبط بعد الاصطدام بالواقع المر و فقدان الأمل بوجود سند يعتمد عليه الأمر الذي يجعل الشاب يتخلى عن نفسه كملجأ للراحة.

وأحيانا أخرى يكون قد أكتشف حقيقة الانتماء وشعر بتناقض هذا الانتماء مع خدمته في جيش الاحتلال فينتحر؟!!.

هل أقول لها ان هؤلاء ضحايا وليسوا شهداء، سقطوا على عتبة أطماع حكام إسرائيل التي لا تفرق بين العدو والصديق.. على عتبة ألإطماع التوسعية أللا إنسانية، تلك الأطماع التي تحرق الجار بالقنابل المحرمة دولياً؟!!..التي تخول للمستوطن أن يدوس على الأعراف الإنسانية المتعارف عليها بين البشر وتجعله يقتل وفقاً لمزاجه..

التي تجيز القتل الميداني بدم بارد دون محاكمات عادلة..

التي تجيز لهم تجريف أراضي شعبنا وقلع أشجاره وسرقة مياهه وسد مصادر العيش..

التي تترك الحوامل على الحواجز كي تجهضن هناك

كما أعترف الجنرال( التائب)"عميرام ليفين" بعد أن خرج إلى التقاعد؟!!!.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير

تعليق فيسبوك

تعليقك على الموضوع