ستذهبينَ إلى بحرِ يافا رانية مرجية
2010-04-11 20:50:00
وقفتْ طويلاً أمامَ المرآةِ وتفحّص تْم لامِحها عشراتِ المرّاتِ:

هل يُعقلُ أن تتغيّرَ ملامِحي بينَ عشيّةٍوضحاها؟

حاولتْ أن تصرخَ بأعلى صوتها: اُخرُجْ منّي ياملعون.. لا مكانَ لكَبِحياتي.

لكنّهُ شيطانُ الاكتئابِ ربطَ وعطّلَ أوتارَصوتها.

حاولتْ أن تعزفَعلى نايها القديم الّذي أهملتُهُ سنواتٍ، إلاّ أنّهُ عاقبَهاأيضًا، وأبى أنيستجيبَلها.

شعرتْ بقشعريرةٍ تسري في أنحاءِ جسدهاالسّجينِ، فها هي تتمكّنُمنها، وترتعدُ كافّةُعظامها برعشةٍ شديدةٍ هزّتْ معَها كلَّ جزءٍ مِنكيانها.

ردّدَ عقلها الباطنيّ: أنتِ أقوى مِنالاستسلامِ.. أصلبَ مِنالانهيارِ.. لن أسمحَلكِ بالسّقوطِ في براثنِالاكتئابِ.

رفعتْ قلبها إلىالسّماءُ في خشوعٍ تتضرّعُ: إذا أنتَ يا ربُّ معي، فمَنْ يكونُعليَّ؟ أشِدَّةٌ، أمضيقٌ أماكتئابٌ؟

بدأت القيودُ تتفكّكُ.. لا تدري كيفَ.. بلمحةِبصرٍ انتقلتْمِن قبضةِ الاكتئابِ إلى سلطانِالأملِ والرّجاءِ، سَمعتْهُيَحثُّها:

اِبكي فيحضرةِ اللهِ، لأنّ الدّموعَ قوّةٌ، وتَحريرٌ، والآنَ سأتركُكِللجمهورِ ياعزيزتي.

قالت: لكنّيمتعبةٌ...

أمسكَ بيدها، وقال: الجمهورُ، وحبُّالنّاسِرصيدُك بالحياةِ.. اُتركي حزنَكِ الآنَ،وبعدَ العَرضِ ستذهبين إلى بَحرِ يافا،وستصرُخين: اُخرجْ ..اُخرُجْ يا
 
ملعون.. ستغرقينه في البحرِ.. لنيُقاسِمَكِالفراشَ والمأكلَ والمشربَ أو أيَّشيءٍ.

أسدلَ السّتارَ، وعادتْ تبتسمُمنكلِّ قلبها
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق