ميسي، رونالدو فادي وأنا....
2010-04-11 11:25:03
أبي، أريد أن اسهر معك قليلا.
قالها فادي وهو يفتح باب البيت إلى الخارج.
سرت وراءه. رمى إليّ بمفاتيح السيارة ووجدتنا بعد دقائق أمام شاشة التلفاز.
يعرف فادي بأنني ريالي حتى النخاع منذ العهد الزيداني، حين كانت قدما زين الدين زيدان ترصعان الملاعب بالسحر الخارق وبالكرات المراوغة غير المتوقعة، ويعلم انني اليوم رونالدي وبانضمام كريستيانو فنان الكرة البارع إلى الريال فما زلت أصون العهد والمهد. وهو، فادي، ميسيّ الميول والنزعة. يحبه. لأنه يرى فيه نفسه. وأحببته معه حين كنا قبل أيام في انطاليا وشاهدناه يمزّق الفريسة الارسنالية إربًا حين دقّ أربعة مسامير في نعشها. حتى أنا الذي لم أكن ميسيًّا في حياتي وجدتني أقفز عن مقعدي واصفق لهذا الفنان الذي يمغنط الكرة فتلتصق بقدميه ويتصرف بها كمعجونة في يدي أطفال الروضة، يبلورها، يعجنها، يكورها، يخبزها، يفتتها، يصنع بها ما يشاء، وما يشاء مؤيدوه وعشاق الكرة في كلّ مكان.
بعد النصر الرباعي، بقيت ماسيًّا، وأردتني أن أبقى روناديا ورياليا لكنّه مأزق شاقّ.
مع كلّ هجمة رونالدية أو ميسية، ريالية أو بارسية في مباراة الكلاسيكو النارية كنت أقفز من كرسيي، وروّاد المقهى مستغربون. "قرّر"، كأنهم يقولون لي، "أنت مع مين"... حين التقف الكرة بكتفه وضربها ضربة معلم بالأرض وإلى الشباك محولا فرصة نادرة إلى هدف كبير، صفقت لميسي. وانتظرت رونالدو لينقذ آمالي، لكنّه أبى. فأتى الهدف الثاني وفادي ينظر إليّ ليلفت انتباهي بأن فريقه أفضل وان اختياراته أحسن من اختياراتي وحتى لو كنت أكبر منه سنًّا فقد يكون هو صاحب النصر على أبيه.
انتظرت وترقبت، لكن الأهداف لم تأتِ. واندفع رونالدو وضرب كرات الجزاء. وكثرت العرقلات والمخالفات وشعرت ان المباراة لا ترتقي إلى مستوى التوقعات. توقعاتي أنا الذي لا افقه الكرة.
لم استمتع بالمباراة كثيرًا. لكنني استمتعت بالسهر مع فادي.
عدنا إلى البيت. بدأت أسير باتجاه مكتبي لأتابع العمل. فاجأتني عبارة فادي: "تصبح على خير" يا أبي.
"وأنت من أهله، حبيبي" نظرت إليه ثم إلى ساعة الهاتف الخلوي. كانت الواحدة. لم أتابع إلى المكتب. قررت أن أنام وأنا حائر كيف أهدر ميسي فرصتين ثمينتين للتسجيل، ولماذا خانني رونالدو وترك فادي ينتصر عليّ.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق