سيادة الرئيس محمود عباس المحترم... تحية عربية مخلصة وبعد
2009-11-13 17:16:08

قد تشكل هذه الرسالة مفاجأة لك وقد تتساءل عن هوية انسان يكتب اليك ,رسالة شخصية بالرغم من انه لم يلتقسك ولو مرة واجدة ولم يهاتفك ولو مرة واحدة وليس عضوا في منظمتك "فتح" او في أي منظمة او حركة او فصيل فلسطيني احر بل وليس لاجئا وليس من سكان القطاع المتمرد او الضفة الاسيرة . ولذلك اجد واجبًا ولزامًا علي في البداية ان اوضح ان كاتب هذه الرسالة هو واحد من بقايا ابناء الشعب الفلسطيني الذين تشبثوا بارضهم واحتموا بالهوية الاسرائيلية الزرقاء منذ عام 1948 وكافحوا من اجل ضمان لقمة العيش النظيفة والحفاظ على اعراضهم وكراماتهم .

 وكاتب هذه الرسالة يا سيادة الرئيس لا يدعي شرف الانتماء الى مفجري الثورة الفلسطينية او صانعي الامجاد الفلسطينية ولكنه يعترف بانه قرأ وسمع الكثير الكثير طوال عشرات السنين عن الفداء والبطولات ومعارك التحرير وبقية الشعارات المعروفة.

كاتب هذه الرسالة يا سيتدة الرئيس , وبكل صدق وصراحة ووضوح , مواطن اسرائيلي ينبض في عروقه دم عربي نقي , يحترم القوانين السارية المفعول ويسخر الهامش الديمقراطي المتاح فب نضاله الاجتماعي المدني.
تجل يا سيادة اللائيس , هذه الرسالة من مواطن عادي لا يملك تاريخًا نضاليًا يزاود به على أي فلسطيني ولا يدعي ان الله سبحانه وتعالى حباه بحكمه وبعد نظر مميزين. ولكنه مواطن يعيش الاحداث ويتفاعل مع تطوارتها وتقلباتها واعتاد على قول كلمته بمنتهى الصراحة والصدق والامانة حسب مفهومه وقناعاته , وقد يصيب وقد يخطىء .
من منطلق ما تقدم اطرح عليك يا سيادة الرئيس ابو مازن رأيي المتواضع في ما نسمعه ونشهده منذ ان اعلنت في الاسبوع الماضي قرارك عدم ترشيح نفسك للرئاسة في الانتخابات القادمة في الرابع والعشرين من كانون ثاني القادم , فجأة, وبعد ان نشفوا دمك واعصابك طوال السنوات الماضية , وخاصة بعد تسلم باراك اوباما مقاليد الحكم في الولايات المتحدة وخطابه الشهير في جامعة القاهرة وما تبعه من خيبة امل عربية من الرباعية الدولية وتقاعس الدول المؤصرة والفاعلة في ملاعب السياسة الشرق اوسطية , جاء قرارك بمثابة القاء صخرة في بركة ماء راكدة فاستيقظ الماء الساكن من غفوته وارتفعت امواجه وتلاطمت موجاته وتصاعدت اصوات قاعدة الشرق والغرب والشمال والجنوب مناشدة اياك العدول عن قرارك والبقاء في موقع ربان السفينة الفلسطينية لئلا تغرق السفينة من بعدك في ظلمات القرن الحادي والعشرين ويتبدد حلم وامل الشعب المنكوب . واصارحك يا يادة الرئيس بانني تساءلت بيني وبين نفسي كيف كنت ساتصرف لو كنت مكانك ازاء هذه الاستفاقة العالمية وحيال هذا الكلم الهائل من التقدير والاجترام لتاريخك النظامي المواقفك البرغماتية وفهمك الصحيح للمتغيرات الدولية وتقييمك الواقعي لسياسات ومصالح القوى العظمى المسيطرة على مصائر الشعوب ومفاتيح الازمات والحلو ؟ وتساءلت ايضًا عما اذا كانت الاستجابة لمناشدة زعماء العالم ستفتح الطريق وتدفع القضية الفلسطينية نحو الحل المقبول والهدف المنشود؟
والحقيقة يا سيادة الرئيس ان حصيلة جهدك ومثابرتك ومعاناتك خلال سنوات رئاستك تجعلني لو كنت مكانك,ارد على كلام الاطراء والتقدير والاحترام باحسن منه ولكن لن اتراجع عن قرار عدم خوض الانتخابات القادمة.ذلك ان جعبة شيء, كما قال رفيق دربك وكبير مفاوضيك السياسي اللامع الدكتور صائب عريقات في حديثه الى الفتاة العاشرة التلفزيونية الاسرائلية ماء يوم الاحد الماضي.
ولان الدكتور صائب مصدر مطلع وموثوق وصادق وشجاع, فان مفهوم تصريحه هو ان قبولك العدول عن قرار عدم الترشح يعني,عمليا, عودتك الى ما كانت عليه عشية قرارك الخروج من ساحة المنافسة على الرئاسة, ان لم يكن اسواء من ذلك, بعد ان نسف قرارك التاريخي اقنعة الرياء والنفاق والزيف عن وجوه أقطاب الاستراتيجات والمصالح الدولية الذين افقدهم قرارك الصائب والحكيم ورقة التين التي غطت عواراتهم.
اجل يا سيادة الرئيس, هكذا يفهم مواطن عربي عادي في اسرائيل, لا يمثل الا نفسه, اسباب الاصداء الواسعة والحارة في المحافل الامريكية والاوربية على قرارك هجر الرئاسة.
اما ان لا يفهمه هذا المواطن فهو تلك المواويل والنغمات الصادرة من اعماق قيادات حركات وجبهات المقاومة والممانعة والنضال والتحرير العربية والفاسطينية التي قلبت اسطوانتها وانطلقت حناجرها مطالبة اياك بالرجوع عن قرارك وبمواصلة المسيرة وفاتحة ذراعيها للتصالح والتصافي والتعاون مع "فتح" اما فيه خير القضية الفلسطينية المحصورة في عنق زجاجة, وذلك بعد ان كانت تلك القيادات نفسها قد اوسعتك اتهامات بالتامر مع الولايات المتحدة واشرائيل وبالتفريط بحقوق الشعب الفلسطيني وبالخيانة وغير ذلك مما يندى له جبين كل عربي ومراقب نزيه.وصدقني يا سيادة الرئيس انني لا ابغي رش الملح على الجروح المفتوحة وانما اريد ان اقول ان قرارك الثاقب ترك الساحة لهم كان ضربة معلم عركة الدهر وصقلته التجارب ويعرف من اين تؤكل الكتف. فقد كشفت اوراقهم ونفست بالوناتهم ووضعتهم مجها لوجه امام الحقيقة وقلت لهم انك تتنحى ولن تكون بعد الانتخابات القادمةحجر عثرة على طريق تنفيذ برامجهم الايدلوجية النضالية التحريرية, فليتفضلوا ويتقدموا لقيادة المسيرة لتحقيق وانجاز حقوق وطموحات الشعب المعذب الا انهم في هذه اللحظة التاريخية التي حشرتهم فيها افاقوا من احلامهم الوردية وعنترياتهم الكلامية على عالم الواقع المرير والظروف الاقليمية والدولية المعقدة والخطيرة فاصابهم الخوف مما ينتظرهم وغمرتهم مشاعر الاحباط والافلاس والضياع وقض مضاجعهم قلق لا يرحم مما عساهم يقولون لانباء جلدتهم عندما ياتي يوم الحساب والثراب والعقاب نرجعوا اليك لكي تستمر في قيادة المسيرة.فهل تستجيب يا سيادة الرئيس؟
في تقديري وفهمي النتواضغين سترفض طلبهم اذا كان نابعا من محارلة متذاكية للخروج من المازق الذي وضعتهم فيه والهروب من المسؤولية المصيرية التي حملتهم عباءها ومن ثم يعودون بعد ان يخرجوا الهم عن ظهرهم, الى اساليب المزايدات والمهاترات والتخوين. وسيتفهم ويدعم المواطن العادي اصرارك على موقفك الرافض حتى وان المه ذلك. اما اذا كانت عودتهم الى قيادتك صاقة النوايا وتعبيرا امينا عن قناعتهم بسلامة نهجك وعن استعدادهم المخلص لتوجيد الكلمة الفلسطينية ورص الصفوف والانطلاق معا بقلوب مؤمنة وعقول مفتوحة ورؤية واقعية واضحة وعزيمة ثابتة نحو غد واعد ومستقبل افضل, فالناس كل الناس تتوقع منك يا سيادة الرئيس ان تتعالى فوق حملات التحريض والتجريح الظالمة والغبية وان تظل منتصب القامة بين جماهير شعبك وفي يدك الراية اياها :"القضية اهم من الاشخاص".
وبعد...
هذه مجرد وجهة نظر احببت ان اطرحها عليك يا سيادة الرئيس, والله من وراء القصد.
قد تشكل هذه الرسالة مفاجأة لك وقد تتساءل عن هوية انسان يكتب اليك ,رسالة شخصية بالرغم من انه لم يلتقسك ولو مرة واجدة ولم يهاتفك ولو مرة واحدة وليس عضوا في منظمتك "فتح" او في أي منظمة او حركة او فصيل فلسطيني احر بل وليس لاجئا وليس من سكان القطاع المتمرد او الضفة الاسيرة . ولذلك اجد واجبًا ولزامًا علي في البداية ان اوضح ان كاتب هذه الرسالة هو واحد من بقايا ابناء الشعب الفلسطيني الذين تشبثوا بارضهم واحتموا بالهوية الاسرائيلية الزرقاء منذ عام 1948 وكافحوا من اجل ضمان لقمة العيش النظيفة والحفاظ على اعراضهم وكراماتهم .
وكاتب هذه الرسالة يا سيادة الرئيس لا يدعي شرف الانتماء الى مفجري الثورة الفلسطينية او صانعي الامجاد الفلسطينية ولكنه يعترف بانه قرأ وسمع الكثير الكثير طوال عشرات السنين عن الفداء والبطولات ومعارك التحرير وبقية الشعارات المعروفة.
كاتب هذه الرسالة يا سيتدة الرئيس , وبكل صدق وصراحة ووضوح , مواطن اسرائيلي ينبض في عروقه دم عربي نقي , يحترم القوانين السارية المفعول ويسخر الهامش الديمقراطي المتاح فب نضاله الاجتماعي المدني.
تجل يا سيادة اللائيس , هذه الرسالة من مواطن عادي لا يملك تاريخًا نضاليًا يزاود به على أي فلسطيني ولا يدعي ان الله سبحانه وتعالى حباه بحكمه وبعد نظر مميزين. ولكنه مواطن يعيش الاحداث ويتفاعل مع تطوارتها وتقلباتها واعتاد على قول كلمته بمنتهى الصراحة والصدق والامانة حسب مفهومه وقناعاته , وقد يصيب وقد يخطىء .
من منطلق ما تقدم اطرح عليك يا سيادة الرئيس ابو مازن رأيي المتواضع في ما نسمعه ونشهده منذ ان اعلنت في الاسبوع الماضي قرارك عدم ترشيح نفسك للرئاسة في الانتخابات القادمة في الرابع والعشرين من كانون ثاني القادم , فجأة, وبعد ان نشفوا دمك واعصابك طوال السنوات الماضية , وخاصة بعد تسلم باراك اوباما مقاليد الحكم في الولايات المتحدة وخطابه الشهير في جامعة القاهرة وما تبعه من خيبة امل عربية من الرباعية الدولية وتقاعس الدول المؤصرة والفاعلة في ملاعب السياسة الشرق اوسطية , جاء قرارك بمثابة القاء صخرة في بركة ماء راكدة فاستيقظ الماء الساكن من غفوته وارتفعت امواجه وتلاطمت موجاته وتصاعدت اصوات قاعدة الشرق والغرب والشمال والجنوب مناشدة اياك العدول عن قرارك والبقاء في موقع ربان السفينة الفلسطينية لئلا تغرق السفينة من بعدك في ظلمات القرن الحادي والعشرين ويتبدد حلم وامل الشعب المنكوب . واصارحك يا يادة الرئيس بانني تساءلت بيني وبين نفسي كيف كنت ساتصرف لو كنت مكانك ازاء هذه الاستفاقة العالمية وحيال هذا الكلم الهائل من التقدير والاجترام لتاريخك النظامي المواقفك البرغماتية وفهمك الصحيح للمتغيرات الدولية وتقييمك الواقعي لسياسات ومصالح القوى العظمى المسيطرة على مصائر الشعوب ومفاتيح الازمات والحلو ؟ وتساءلت ايضًا عما اذا كانت الاستجابة لمناشدة زعماء العالم ستفتح الطريق وتدفع القضية الفلسطينية نحو الحل المقبول والهدف المنشود؟
والحقيقة يا سيادة الرئيس ان حصيلة جهدك ومثابرتك ومعاناتك خلال سنوات رئاستك تجعلني لو كنت مكانك,ارد على كلام الاطراء والتقدير والاحترام باحسن منه ولكن لن اتراجع عن قرار عدم خوض الانتخابات القادمة.ذلك ان جعبة شيء, كما قال رفيق دربك وكبير مفاوضيك السياسي اللامع الدكتور صائب عريقات في حديثه الى الفتاة العاشرة التلفزيونية الاسرائلية ماء يوم الاحد الماضي.
ولان الدكتور صائب مصدر مطلع وموثوق وصادق وشجاع, فان مفهوم تصريحه هو ان قبولك العدول عن قرار عدم الترشح يعني,عمليا, عودتك الى ما كانت عليه عشية قرارك الخروج من ساحة المنافسة على الرئاسة, ان لم يكن اسواء من ذلك, بعد ان نسف قرارك التاريخي اقنعة الرياء والنفاق والزيف عن وجوه أقطاب الاستراتيجات والمصالح الدولية الذين افقدهم قرارك الصائب والحكيم ورقة التين التي غطت عواراتهم.
اجل يا سيادة الرئيس, هكذا يفهم مواطن عربي عادي في اسرائيل, لا يمثل الا نفسه, اسباب الاصداء الواسعة والحارة في المحافل الامريكية والاوربية على قرارك هجر الرئاسة.
اما ان لا يفهمه هذا المواطن فهو تلك المواويل والنغمات الصادرة من اعماق قيادات حركات وجبهات المقاومة والممانعة والنضال والتحرير العربية والفاسطينية التي قلبت اسطوانتها وانطلقت حناجرها مطالبة اياك بالرجوع عن قرارك وبمواصلة المسيرة وفاتحة ذراعيها للتصالح والتصافي والتعاون مع "فتح" اما فيه خير القضية الفلسطينية المحصورة في عنق زجاجة, وذلك بعد ان كانت تلك القيادات نفسها قد اوسعتك اتهامات بالتامر مع الولايات المتحدة واشرائيل وبالتفريط بحقوق الشعب الفلسطيني وبالخيانة وغير ذلك مما يندى له جبين كل عربي ومراقب نزيه.وصدقني يا سيادة الرئيس انني لا ابغي رش الملح على الجروح المفتوحة وانما اريد ان اقول ان قرارك الثاقب ترك الساحة لهم كان ضربة معلم عركة الدهر وصقلته التجارب ويعرف من اين تؤكل الكتف. فقد كشفت اوراقهم ونفست بالوناتهم ووضعتهم مجها لوجه امام الحقيقة وقلت لهم انك تتنحى ولن تكون بعد الانتخابات القادمةحجر عثرة على طريق تنفيذ برامجهم الايدلوجية النضالية التحريرية, فليتفضلوا ويتقدموا لقيادة المسيرة لتحقيق وانجاز حقوق وطموحات الشعب المعذب الا انهم في هذه اللحظة التاريخية التي حشرتهم فيها افاقوا من احلامهم الوردية وعنترياتهم الكلامية على عالم الواقع المرير والظروف الاقليمية والدولية المعقدة والخطيرة فاصابهم الخوف مما ينتظرهم وغمرتهم مشاعر الاحباط والافلاس والضياع وقض مضاجعهم قلق لا يرحم مما عساهم يقولون لانباء جلدتهم عندما ياتي يوم الحساب والثراب والعقاب نرجعوا اليك لكي تستمر في قيادة المسيرة.فهل تستجيب يا سيادة الرئيس؟
في تقديري وفهمي النتواضغين سترفض طلبهم اذا كان نابعا من محارلة متذاكية للخروج من المازق الذي وضعتهم فيه والهروب من المسؤولية المصيرية التي حملتهم عباءها ومن ثم يعودون بعد ان يخرجوا الهم عن ظهرهم, الى اساليب المزايدات والمهاترات والتخوين. وسيتفهم ويدعم المواطن العادي اصرارك على موقفك الرافض حتى وان المه ذلك. اما اذا كانت عودتهم الى قيادتك صاقة النوايا وتعبيرا امينا عن قناعتهم بسلامة نهجك وعن استعدادهم المخلص لتوجيد الكلمة الفلسطينية ورص الصفوف والانطلاق معا بقلوب مؤمنة وعقول مفتوحة ورؤية واقعية واضحة وعزيمة ثابتة نحو غد واعد ومستقبل افضل, فالناس كل الناس تتوقع منك يا سيادة الرئيس ان تتعالى فوق حملات التحريض والتجريح الظالمة والغبية وان تظل منتصب القامة بين جماهير شعبك وفي يدك الراية اياها :"القضية اهم من الاشخاص".
وبعد...
هذه مجرد وجهة نظر احببت ان اطرحها عليك يا سيادة الرئيس, والله من وراء القصد.
قد تشكل هذه الرسالة مفاجأة لك وقد تتساءل عن هوية انسان يكتب اليك ,رسالة شخصية بالرغم من انه لم يلتقسك ولو مرة واجدة ولم يهاتفك ولو مرة واحدة وليس عضوا في منظمتك "فتح" او في أي منظمة او حركة او فصيل فلسطيني احر بل وليس لاجئا وليس من سكان القطاع المتمرد او الضفة الاسيرة . ولذلك اجد واجبًا ولزامًا علي في البداية ان اوضح ان كاتب هذه الرسالة هو واحد من بقايا ابناء الشعب الفلسطيني الذين تشبثوا بارضهم واحتموا بالهوية الاسرائيلية الزرقاء منذ عام 1948 وكافحوا من اجل ضمان لقمة العيش النظيفة والحفاظ على اعراضهم وكراماتهم .
وكاتب هذه الرسالة يا سيادة الرئيس لا يدعي شرف الانتماء الى مفجري الثورة الفلسطينية او صانعي الامجاد الفلسطينية ولكنه يعترف بانه قرأ وسمع الكثير الكثير طوال عشرات السنين عن الفداء والبطولات ومعارك التحرير وبقية الشعارات المعروفة.
كاتب هذه الرسالة يا سيتدة الرئيس , وبكل صدق وصراحة ووضوح , مواطن اسرائيلي ينبض في عروقه دم عربي نقي , يحترم القوانين السارية المفعول ويسخر الهامش الديمقراطي المتاح فب نضاله الاجتماعي المدني.
تجل يا سيادة اللائيس , هذه الرسالة من مواطن عادي لا يملك تاريخًا نضاليًا يزاود به على أي فلسطيني ولا يدعي ان الله سبحانه وتعالى حباه بحكمه وبعد نظر مميزين. ولكنه مواطن يعيش الاحداث ويتفاعل مع تطوارتها وتقلباتها واعتاد على قول كلمته بمنتهى الصراحة والصدق والامانة حسب مفهومه وقناعاته , وقد يصيب وقد يخطىء .
من منطلق ما تقدم اطرح عليك يا سيادة الرئيس ابو مازن رأيي المتواضع في ما نسمعه ونشهده منذ ان اعلنت في الاسبوع الماضي قرارك عدم ترشيح نفسك للرئاسة في الانتخابات القادمة في الرابع والعشرين من كانون ثاني القادم , فجأة, وبعد ان نشفوا دمك واعصابك طوال السنوات الماضية , وخاصة بعد تسلم باراك اوباما مقاليد الحكم في الولايات المتحدة وخطابه الشهير في جامعة القاهرة وما تبعه من خيبة امل عربية من الرباعية الدولية وتقاعس الدول المؤصرة والفاعلة في ملاعب السياسة الشرق اوسطية , جاء قرارك بمثابة القاء صخرة في بركة ماء راكدة فاستيقظ الماء الساكن من غفوته وارتفعت امواجه وتلاطمت موجاته وتصاعدت اصوات قاعدة الشرق والغرب والشمال والجنوب مناشدة اياك العدول عن قرارك والبقاء في موقع ربان السفينة الفلسطينية لئلا تغرق السفينة من بعدك في ظلمات القرن الحادي والعشرين ويتبدد حلم وامل الشعب المنكوب . واصارحك يا يادة الرئيس بانني تساءلت بيني وبين نفسي كيف كنت ساتصرف لو كنت مكانك ازاء هذه الاستفاقة العالمية وحيال هذا الكلم الهائل من التقدير والاجترام لتاريخك النظامي المواقفك البرغماتية وفهمك الصحيح للمتغيرات الدولية وتقييمك الواقعي لسياسات ومصالح القوى العظمى المسيطرة على مصائر الشعوب ومفاتيح الازمات والحلو ؟ وتساءلت ايضًا عما اذا كانت الاستجابة لمناشدة زعماء العالم ستفتح الطريق وتدفع القضية الفلسطينية نحو الحل المقبول والهدف المنشود؟
والحقيقة يا سيادة الرئيس ان حصيلة جهدك ومثابرتك ومعاناتك خلال سنوات رئاستك تجعلني لو كنت مكانك,ارد على كلام الاطراء والتقدير والاحترام باحسن منه ولكن لن اتراجع عن قرار عدم خوض الانتخابات القادمة.ذلك ان جعبة شيء, كما قال رفيق دربك وكبير مفاوضيك السياسي اللامع الدكتور صائب عريقات في حديثه الى الفتاة العاشرة التلفزيونية الاسرائلية ماء يوم الاحد الماضي.
ولان الدكتور صائب مصدر مطلع وموثوق وصادق وشجاع, فان مفهوم تصريحه هو ان قبولك العدول عن قرار عدم الترشح يعني,عمليا, عودتك الى ما كانت عليه عشية قرارك الخروج من ساحة المنافسة على الرئاسة, ان لم يكن اسواء من ذلك, بعد ان نسف قرارك التاريخي اقنعة الرياء والنفاق والزيف عن وجوه أقطاب الاستراتيجات والمصالح الدولية الذين افقدهم قرارك الصائب والحكيم ورقة التين التي غطت عواراتهم.
اجل يا سيادة الرئيس, هكذا يفهم مواطن عربي عادي في اسرائيل, لا يمثل الا نفسه, اسباب الاصداء الواسعة والحارة في المحافل الامريكية والاوربية على قرارك هجر الرئاسة.
اما ان لا يفهمه هذا المواطن فهو تلك المواويل والنغمات الصادرة من اعماق قيادات حركات وجبهات المقاومة والممانعة والنضال والتحرير العربية والفاسطينية التي قلبت اسطوانتها وانطلقت حناجرها مطالبة اياك بالرجوع عن قرارك وبمواصلة المسيرة وفاتحة ذراعيها للتصالح والتصافي والتعاون مع "فتح" اما فيه خير القضية الفلسطينية المحصورة في عنق زجاجة, وذلك بعد ان كانت تلك القيادات نفسها قد اوسعتك اتهامات بالتامر مع الولايات المتحدة واشرائيل وبالتفريط بحقوق الشعب الفلسطيني وبالخيانة وغير ذلك مما يندى له جبين كل عربي ومراقب نزيه.وصدقني يا سيادة الرئيس انني لا ابغي رش الملح على الجروح المفتوحة وانما اريد ان اقول ان قرارك الثاقب ترك الساحة لهم كان ضربة معلم عركة الدهر وصقلته التجارب ويعرف من اين تؤكل الكتف. فقد كشفت اوراقهم ونفست بالوناتهم ووضعتهم مجها لوجه امام الحقيقة وقلت لهم انك تتنحى ولن تكون بعد الانتخابات القادمةحجر عثرة على طريق تنفيذ برامجهم الايدلوجية النضالية التحريرية, فليتفضلوا ويتقدموا لقيادة المسيرة لتحقيق وانجاز حقوق وطموحات الشعب المعذب الا انهم في هذه اللحظة التاريخية التي حشرتهم فيها افاقوا من احلامهم الوردية وعنترياتهم الكلامية على عالم الواقع المرير والظروف الاقليمية والدولية المعقدة والخطيرة فاصابهم الخوف مما ينتظرهم وغمرتهم مشاعر الاحباط والافلاس والضياع وقض مضاجعهم قلق لا يرحم مما عساهم يقولون لانباء جلدتهم عندما ياتي يوم الحساب والثراب والعقاب نرجعوا اليك لكي تستمر في قيادة المسيرة.فهل تستجيب يا سيادة الرئيس؟
في تقديري وفهمي النتواضغين سترفض طلبهم اذا كان نابعا من محارلة متذاكية للخروج من المازق الذي وضعتهم فيه والهروب من المسؤولية المصيرية التي حملتهم عباءها ومن ثم يعودون بعد ان يخرجوا الهم عن ظهرهم, الى اساليب المزايدات والمهاترات والتخوين. وسيتفهم ويدعم المواطن العادي اصرارك على موقفك الرافض حتى وان المه ذلك. اما اذا كانت عودتهم الى قيادتك صاقة النوايا وتعبيرا امينا عن قناعتهم بسلامة نهجك وعن استعدادهم المخلص لتوجيد الكلمة الفلسطينية ورص الصفوف والانطلاق معا بقلوب مؤمنة وعقول مفتوحة ورؤية واقعية واضحة وعزيمة ثابتة نحو غد واعد ومستقبل افضل, فالناس كل الناس تتوقع منك يا سيادة الرئيس ان تتعالى فوق حملات التحريض والتجريح الظالمة والغبية وان تظل منتصب القامة بين جماهير شعبك وفي يدك الراية اياها :"القضية اهم من الاشخاص".
وبعد...
هذه مجرد وجهة نظر احببت ان اطرحها عليك يا سيادة الرئيس, والله من وراء القصد.
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق