كفى ظلما لجماعة الإخوان المسلمين ، وآن الأوان لمنحهم حقوقهم كاملة
2008-03-06 10:57:19

تابعنا في الفترة الأخيرة ما تبذلونه من جهود لا تُنْكَرْ لرأب الصدعبين الأخوة الفلسطينيين تعزيزا لوحدتهم الوطنية في وجه الاحتلال الإسرائيلي ،ودعمكم غير المتحفظ لحقهم في إقامة دولتهم المستقلةعلى كامل التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف ... لقد كان لمصر وما يزالالدور الكبير في تعزيز التضامن العربي ، وتوحيد الصف الإسلامي من وراء مطالب امتناالعادلة وقضايانا المصيرية وعلى رأسها وفي طليعتها القضية الفلسطينية ...
لا يخفى على احد ما للعلاقة القويةوالمتينة والتنسيق الكامل والمستمر بين سيادتكم وبين القيادة الفلسطينية في غزةوالضفة ، من أهمية قصوى في تدعيم الموقف الفلسطيني في مواجهة التحديات والمخاطرالتي تواجهه بفعل الاحتلال الإسرائيلي الغاشم ، والوقوف في وجه ممارساته العدوانيةوسياساته الظالمة المتجاهلة لكل القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية ....
لقد تحملت مصر في سبيل الدفاع عنقضايا الأمة ما تحملت من تضحيات جسام من دماء أبنائها ومقدرات شعبها ، وواجهت بسببذلك وفي أكثر من منعطف في تاريخها المعاصر حملات شرسة من دول الاستكبار العالمي ،فما انثنت لها قناة وما وهن لها عزم ، وبقيت شامخة في مواجهة الأعاصير العواصفوالرياح القواصف   تنافح عن قرارها المستقل منحازة إلى قضايا الأمةمهما كلفها ذلك من ثمن ...
 
إن شعب مصر بهذا المعنى يستحق أن يغيرالنظام الحاكم فيها وعلى رأسه سيادة الرئيس مبارك ، من سياسته فيالتعامل مع قواه الحية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين تعزيزا للوحدة الوطنيةوتحصينا لمصر وتصليبا لعودها في مواجهة الأخطار ، وذلك من خلال تبني سياسات جديدةتطوي صفحات الماضي ، وتعطي راضية غير مكرهة كل الشرائح الشعبية والتياراتالجماهيرية والروافد العبقرية الفرصة لبناء مصر سياسيا واجتماعيا وثقافيا واقتصادياوتكنولوجيا وحضاريا ....
 
فخامة الرئيس ...
لا نُخفي عليك قلقنا الشديد منالممارسات التي تتحدث عنها وسائل الإعلام عشية الانتخابات المحلية المزمع عقدها فيشهر نيسان المقبل ، والتي تستهدف أساسا مرشحي الإخوان المسلمين والذين وصل عددموقوفيهم حتى هذه اللحظة 730 عضوا بينهم أغلب المرشحين المحتملين ...هذه المحاولات التي تحاول إقصاء الإسلاميين بكل الطرق غير المشروعة وغيرالديمقراطية عن أن يشاركوا في بناء مصر ومستقبلها من خلال المشاركة الفعالةوالممارسة السياسية الحرة ، لن تزيد أوضاع مصر إلا تعقيدا ، ولن تزيد العلاقة بينالنظام الحاكم والشعب إلا احتقانا ، كما أنها لن تؤدي إلى تبخر جماعة الإخوان ، كمالم تنجح في ذلك كل المحاولات السابقة ومنذ أربعينات القرن الماضيوحتى الآن ... إن استمرار سياسة التضييق والاعتقال بتهم ( التخطيط !!!) لخوضالانتخابات أو ( حيازة!!! ) أدبيات لحركة محظورة ، وإحالة كبار القادة الإسلاميينإلى المحاكم العسكرية سيئة الصيت وغير الدستورية ، لا يمكن إلا أن يُعتبر مسابالنسيج الوطني الإسلامي لمصر ، والذي نحرص على أن يبقى قويا متينا ، كما نعتبرهمسا وبامتياز بجوهر العدالة وحرية التعبير والتنظيم الذي أصبح أوكسجين المجتمعات الديمقراطية ، والذي نتمناه لمصر ولكل الدول العربية إن أرادتاللحاق بركب الأمم المتقدة ...
 
سيادة الرئيس  ....
 
إن الأوضاع التي تعيشها مصر والأمةالعربية والإسلامية تستدعي من سيادتكم اتخاذ قرارات شجاعة تفتح أبواب الديمقراطيةالملتزمة على مصاريعها ، ومنح القوى الإسلامية والوطنية والقوميةالمعارضة وعلى رأسها الإخوان المسلمين ، الفرصة الكاملة في ممارسة دورها السياسي منخلال الاعتراف بحقها في التنظيم ، وتوسيع مسطح الحريات بعيدا عن قهرالأجهزة الأمنية التي ( زهقنا ) من سماع أخبارها ومتابعة ظلمها التاريخي ... إنلمصر ومنذ الثورة صفحات ليست بيضاء في تعاملها مع الإخوان ، يجب أن تعيد مصر النظر
فيها ، وإجراء مراجعات جريئة بخصوصهابعيدا عن الآراء المسبقة وبلا ( نظارات ) سوداء لطالما حصدت الأبرياء على مدى عقودمن الزمان ... إن القرار الذي اتخذه الملك فاروق وحكومته الخائنة بحل جماعة الإخوان، وبإيعاز من دول الاستكبار العالمي حينها والذي يُعتبر وصمة عار في جبين مصر ،والذي ما زال – مع الأسف – ساري المفعول حتى هذه اللحظة ، يجب أن يتغير مرة وإلىالأبد ...
أرجو الله أن يمنحكم القوة على تصحيحهذا الغبن التاريخي ، وإلغاء هذا القرار الجائر، فتضيف إلى صفحاتك البيضاء صفحةجديدة سيكون لها دورها الحاسم في صياغة الحياة السياسية والحضارية لمصر لقرون قادمة، كما سيكون لها أثرها الإيجابي الكبير على دخول أمتنا مرحلة جديدة وذلك لما تمثلهمصر ، أو هكذا يجب أن يكون ، من نموذج لطالما جسد أمل الأمة وحلمها على مدى أجيال ....
 
فخامة الرئيس ...
رأيت من المناسب في هذا الظرف أنأتوجه لسيادتكم بهذه الرسالة باسم الحركة الإسلامية في فلسطين – 1948 / إسرائيل ،وباسم كل الأحرار في فلسطين ، لما نكنه لمصر من تقدير واحترام ، ولما نراه في رفعالظلم عن الإخوان المسلمين والمعارضة بشكل عام ، من أهمية يمكن أن تكون فاتحة خيرعلى الأمة برمتها ... داعين الله سبحانه أن يوفقكم دائما لخدمة الدين والوطن والأمة ...
 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق