رمضان الذي مضى بقلم : الشيخ فاروق صفية
2009-10-08 17:04:33
كثيرًا ما يواجهك الناس بعبارات تشاؤمية عن حاضرنا وتنهدات حنين ورومانسية إلى ماضينا، أو عن الخير في الجيل الذي مضى، إلا أنني دائمًا أذكرهم بأن الدنيا إن خليت خربت وأننا لا نزال بألف خير، وأذكرهم بقول الرسول الكريم: الخير فيّ وفي أمتي إلى يوم القيامة.
ولو سئلت أن تسجّل سلوكيات الناس في رمضان الذي مضى على سلم التدريج لاخترت رقمًا متقدمًا في الوسط.
من المشاهد الإيجابية في رمضان المنصرم حول العلاقات بين المسيحيين والمسلمين في منطقتنا ما يلفت الأنظار ويثير العواطف الجميلة في النفوس ويستحق التسجيل ليصبح تقليدًا عمليًا نمارسه ليس تراثا ماضيًا نبكي عليه.
من ذلك خروج المسحراتي ميشو بشكل دؤوب طيلة ليالي شهر رمضان يصلّي على النبي ويوحّد الله على طبلة وترتيلة المسحراتي، كذلك تم تسجيل زفافين لدى إخواننا المسيحيين في شهر رمضان المبارك وتمت الدعوة لإفطار جماعي احتفالا بمناسبة الزفاف وذلك مراعاة لشعور الضيوف المسلمين.
لقد عمد التجار المسيحيون والدروز إلى الإعلان عن حملات تنزيلات هائلة بمناسبة الشهر الفضيل، وما دام الحديث عن الأسعار فأود أن أعبر عن امتعاضي واستيائي من تصرفات تجار اللحوم الذين رفعوا أسعار اللحوم بصورة فاحشة بلغت أرقامًا قياسية لا سابقة لها، وهذا الأمر لا يستطيعه الناس ويغضب الرحمن، إذ ليس لهذا الارتفاع مبرر سوى جشع التجار ليس إلا.
وعلى قلة خبرتي بالاقتصاد لكننا لم نشهد قبيل العيد تضخمًا ماليًا ولا هبوطًا هائلا بسعر الدولار ولا زيادة في الضرائب المجحفة ولا نقصاً بالمواشي فعلام ترتفع الأسعار على هذا النحو وخاصة من قبل التجار المسلمين إلا ما رحم ربّي! وأتساءل حتّام يظل المسلمون دون غيرهم يعانون من الغلاء في أعيادهم!؟
وإذا كانت المسألة متعلقة بمبدأ العرض والطلب فهل يتوجب علينا مقاطعة اللحوم من أجل خفض الأسعار؟!
غير أني أعود إلى الملاحظات الإيجابية فإنه مما يثلج الصدور ويثير البهجة والسرور ما بلغني من دعوات وهدايا متبادلة بين المسلمين وسائر إخوانهم من أبناء الطوائف المختلفة في البلاد للإفطار الجماعي على مستوى خاص أو عام في المدارس أو برعاية مربّين.
ومن الدعوات العامة نخص بالذكر الإفطار في مسجد الأنوار (الجزار) في مدينة عكا المحروسة الذي دعا إليه الشيخ سمير العاصي إمام الجامع والذي أصبح تقليدًا يقام في ليلة القدر المباركة.. فبارك الله بالشيخ وبجامعه وبمدينته.
ومما يجب أن نشيد به تتويج فعاليات رمضان بالدعوة الكريمة من قبل ديوان رئيس دولة فلسطين السيد محمود عبّاس قادة الوسط العربي الدينية والدنيوية من مختلف الديانات والمذاهب بإشراف الدكتور كمال الحسيني نسأل الله تعالى أن تكون هذه المأدبة الرمضانية في ميزان حسناتهما، فإنها أقيمت لترسيخ عرى المحبة بين مختلف أطياف الشعب الواحد.
سائلين المولى عزّ وجل أن يعيد علينا هذا العيد السعيد وقد قامت الدولة الفلسطينية الواحدة المتحدة وعاصمتها القدس الشريف.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق