الى متى .... يا ناس؟؟؟ بقلم يوسف اسماعيل
2009-06-30 14:57:06
الى متى .... يا ناس ؟؟؟
لكي يكون الكلام واضحا من أوله , ولكي يكون القصد محددا وغير قابل للتأويل او التفسير او التشكيك , ولكي اسد الطريق يوجه أي محتولة لتشويه الهدف او معنى الكلام ومضمونه الحقيقي والنزيه , يجب التأكيد في البداية على ان الاديان جميعها بالنسبة لي هي بمثابة مناطق حرام ممنوع الدخول اليها لاي غرض باستثناء الصلاة والتعبد وان كل من يحيد عن طريق التسليم والايمان بالدين يجازف بتفجير حقل الغام لا يعرف الا الله سبحانه وتعالى الى اين ستصل شظاياه الحارقة .

واكرر واشدد على ان هذا الكلام ليس عن الدين , وانما عنا نحن ابناء الرسالات والديانات السماوية. فقد جاء الانبياء والرسل حتى اخرهم نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم حاملين كلام القدرة الالهية ووصاياها المقدسة ونشروها بين العالمين فاعتنقها الناس , كل حسب مل قدر له , وقضي الامر وانتهى زمن الانبياء والرسل ليبدأ في نفس اللحظة عهد التفاهم والتعايش بين اتباع هذا النبي او ذاك الرسول .

ولا نكشف سرًا او نستحدث دليلا على انه لا خيار امامنا نحن ابناء الطوائف والمذاهب المختلفة سوى خيار التعايش على اساس احتفاظ كل منا بايمانه ومعتقداته وثوابه مع احترام حق الاخرين بالحفاظ على مبادئهم وعقائدهم ومقدساتهم . اما اذا كانت ثمة عناصر او جماعات تظن انها تستطيع ان تلغي الاخرين او تحتويهم سواء في الترغيب او الترهيب فانها بالتأكيد جهات حاهلة او مغرضة ومرتدة عن اوامر دينها هي . فالاديان والمذاهب كلها هي كلمات الباري عز وجل ومن لا يذعن ولو لكلمة من كلمات خالق الكون يقع في شرك الشيطان الكافر بكل الديانات .
واقولها بكل صراحة  مدوية انني ارفض التعايش معك اذا طلبت مني ان اقبل او اتغاضى عن تحقيرك لديني ومذهبي وعقيدتي وانني على دراية تامة وقناعة ثابتة بانك لن تقبل التعايش معي اذا تصرفت او صدرت عني اقوال تمس بايمانك وتجرح مشاعرك وانتماءك الديني المقدس . ومعنى هذا الكلام ان استتباب التعايش الحقيقي والعادل والدائم مشروط بادراك وفهم كل واحد منا ان الاخرين يعاملونه بالمثل والا يتوقع ان يجني وردًأ اذا غرس شوكًا وقد قيل عامل الناس كما تحب ان يعاملوك.
هذا الكلام ليس في الدين , أي دين , فزمن الانبياء والرسل والدعوة والتبشير مر وانقضى من زمان ولن تستطيع أي قوة في الارض مهما بلغت من جبروت ان تحذف او تستبدل ولو حرفًا واحدًا من كلمات رب العباذ في كتبه المقدسة. وهذه الحقيقة الالهية التي لا مفر منها تواجهنا بالتحدي الاكبر في هذه الحياة الدنيا والذي يحتم علينا التسليم بان سواقي جميع الاديان والمذاهب نابعة من لدن الواحد الاحد وان وجودنا ومصبرنا مرهون بايماننا وقدرتنا على الاحترام المتبادل والتعامل الصادق والنزيه والعيش المشترك بالرغم من اختلاف دروبنا الى السماء وبالرغم من تعارض رؤانا وقناعتنا ومصالحنا على هذه الارض .
ومن شديد الحزن والاسف ان ما شاهدناه وسمعناه وقرأناه في الاسابيع الاخيرة عن احداث اتخذت صبغة الطائفة الدينية يوحي بان نور اديان السماء لم يستقر في اعماقنا ولم يمسح ظلال العتمة من عوننا . فالى متى ستظل قلوبنا مظلمة وبصرنا اعمى وعقولنا متحجرة ؟ اسأل نفسي واسأل ابناء جميع الطوائف والاديان والمذاهب وعلى رأسهم القيادات الدينية القيمة والمسؤولة عن رعاية رعيتها فهل من مجيب ؟؟
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق