يوسف اسماعيل يتوجه للنائبة حنين زعبي والدروز
2009-06-27 18:40:05
فرحنا فرحا كبيرا،ونقولها بصدق،عندما أكدت نتائج الانتخابات الاخيرة للكنيست فوز الآنسة حنين زعبي بمقعد في أعلى سلطة تشريعية في دولة اسرائيل .وزاد فرحنا وابتها هذا ونحن نشاهد على الشاشة الصغيرة اول شابة عربية تقتحم الكنيست من خلال قائمة عربية وتقسم يمين الإخلاص للدولة وتتعهد بتنفيذ قوانينها والحفاظ على صحتها.واعتبرنا وما زلنا نعتبر عضوية حنين زعبي في الكنيست انجازا هاما ليس فقط للمرأة العربية في اسرائيل وإنما ايضا للمجتمع العربي كله،وعلقنا وما زلنا نعلق عليها الأمل في أن نحقق ما لم يتمكن رجالنا من تحقيقه حتى اليوم.والحقيقة انه ليس من العدل او الانصراف او المنطق ان نقيم او نحكم اليوم على جدارة وانجازات عضوة الكنيست حنين زعبي لانه لم تمض على دخولها الكنيست الا اشهر معدودة ولان النضال البرماني شاق وصعب وطويل الأمد نسبيا،أما على الصعيد الاجتماعي والحياة اليومية خارج أروقة الكنيست فنلاحظ انشغال عضو الكنيست حنين زعبي بالنشاط الحزبي والكتابة الصحفية وإطلاق التصريحات...
وهنا نصل الى بيت القصيد،ونقصد بالذات وبشكل محدد ما قالته في رسالة بعثت بها الى المفتش العام للشرطة حول الأحداث المستنكرة والمرفوضة التي وقعت في شفاعمرو في الاسبوع الماضي.
فقد نشرت"كل العرب" (19/6/2009صفحة 71)ان رسالة عضو الكنيست حنين زعبي تضمنت الفقرة التالية:
"ان ظاهرة العنف المنتشرة في قرى في الجليل والمثلث تأخذ منحى طائفيا في القرى والبلديات متعددة الطوائف.اما مصيبة شفاعمرو عدا كونها مصابة بمرض العنف مثل:الكثير من مدننا وبلداتنا العربية وإنها ايضا مصابة بظاهرة وجود مجندين في الجيش يحملون السلاح ويفهمون من خدمتهم في الجيش الإسرائيلي حرية الاعتداء على ابناء شعبهم سواء في الضفة او في بلداتهم ضد جيرانهم وزملائهم , ذلك يأتي في الوقت الذي نشهد فيه ظاهرة اعادة النظر في الخدمة في الجيش الإسرائيلي من قبل العرب الدروز نترافق مع اتساع ظاهرة رفض الخدمة العسكرية وعقد مؤتمرات ضد الخدمة في الجيش ، وما جرى يدل على ضرورة تعزيز الموقف الوطني للدروز الرافضين للخدمة في الجيش".
كلام عضوة الكنيست حنين زعبي واضح وضوح الشمس.فهي تدعى ان "مصيبة" شفاعمرو تكمن في وجود مجندين دروز في الجيش يفهمون من خدمتهم"حرية الأعتداء على ابناء شعبهم سواء في الضفة أوفى بلداتهم ضد جيرانهم وزملائهم"ولذلك ثمة ضرورة لتعزيز"الموقف الوطني للدروز الرافضين للخدمة في الجيش".
وللنائبة المحترمة نقول:
أولا:لقد شجبت وأوانت جميع القيادات الدينية والسياسية والاجتماعية الدرزية الاعتداءات والاشتباكات التي حدثت في شفاعمرو سواء كان مرتكبوها من الدروز او من غير الدروز وسواء كانوا مجندين او غير مجندين علمًا بان في شفاعمرو, كما في قريتي الرامة وجميع القرى والمدن العربية ،مجندين ومسلحين دروزًا وغير دروز.
ثانيًا: كان يجدر بالنائبة المحترمة التي اخترقت صفوف الرحان وأصبحت تحسب لنا وعلينا في عداد القيادات السياسية والحزبية العربية ان تبحث عن الحقائق وتستند الى الوقائع المؤكدة قبل ان تطلق اتهاماتها على () . ويقينًا أنها لو تشاورت واستشارت , قبل إطلاق سهامها , برأي زميلها عضو الكنيست وابن مدينة شفاعمرو السيد محمد بركة لفهمت الحقيقة وامتنعت عن الوقوع في الخطأ لانه كان سيكشف لها ان الكثيرين الذين لهم ضلع في احداث الشغب في شفاعمرو هم من خارج المدينة . وهذا هو كلام الاخ ابو سعيد محمد بركة في "كل العرب " (19/6/2009 صفحة 74) :
"هناك دلائل على ان العشرات من الشباب الذين شاركوا في الأحداث هم من خارج شفاعمرو وما يؤكد ذلك بشكل واضح هو تطاولهم على القيادة الروحية الدرزية التي حضرت الى شفاعمرو في محاولة لاحتواء الأحداث وهناك من أساء لهم وانا بدوري اثمن للقيادة الروحية الدرزية وقفتها وتدخلها وتقبلها للإساءة ".
اجل يا حنين , لا يمكن ولا يعقل ان يقوم درزي أيًا كان بالتطاول والاعتداء على قيادة روحية درزية مهما كانت الظروف , ولا يمكن ولا يعقل ان يكون دروز مجندون او غير مجندين هم الذين اعتدوا على ابناء الشيخ مزيد خنيفس وأصابوهم بجروح كما اعتدوا على آخرين.
ثالثًا : حتى يكون كلامنا واضحا وصريحا ولا يقبل التأويل نعود ونؤكد ونجزم ان القيادات الروحية والسياسية والاجتماعية الدرزية تشجب وتدين الاعتداءات والاشتباكات التي وقعت في شفاعمرو وقيل ان أطرافها شباب دروز ومسيحيون . ولكن هذا الموقف المبدئي لا يعني القبول او التغاضي عن قيام أفراد سفلة منحطين وعديمي الأخلاق بتحميل مواقع على الانترنت بأشرطة مفبركة مسيئة لرموز دينية وأعراض عائلات درزية .
والغريب العجيب ان النائبة حنين زعبي لم تنبس ولو بكلمة شجب واحدة لهؤلاء المارقين الذين زرعوا أشرطتهم على الانترنت وذهبوا الى شفاعمرو ليحصدوا غدة مؤامرتهم الدنيئة. فهل ترضى حنين بالإساءة الى رمز من رموزها والاعتداء على عرض من أعراضها ؟!
رابعًا : اشك في ان الوجه النسائي العربي الوحيد في الكنيست النائبة حنين زعبي فكرت مليًا وواقعيًا قبل ان تقول ان المجندين في الجيش يفهمون : "حرية الاعتداء على ابناء شعبهم سواء في الضفة او في بلداتهم ضد جيرانهم وزملائهم " . واضح ان إقحام "الضفة " في احداث شفاعمرو لم يكن عفويًا او بريئا واستهدف تسوية وتلطيخ سمعة طائفة بأكملها, وهذا ظلم وعيب وحرام . وعلى أي حال , اذا كانت لدى حنين معلومات صحيحة نطالبها وبجزم ان تستخدم قوتها ونفوذها البرلماني والحزبي لإثارة هذا الموضوع امام السلطة التشريعية التي هي جزء منها وأمام السلطة القضائية .
اما بالنسبة للاعتداء على الجيران والزملاء فاشهد , والشهادة لله , انني لم اخدم في يوم من الايام في أي جيش ولم انسب الى ان فصيل او منظمة مسلحة ولم استخدم السلاح في حياتي . واشهد ان في قريتي الرامة عشرات كثيرة من الشباب السنة والمسيحيين الذين يخدمون تطوعا في الجيش واذرع الأمن الاخرى . واشهد انني لم أتعرض في يوم من الايام الى أي اعتداء من قبل هؤلاء الجيران والزملاء . وانا متأكد ان حنين فهمت الرسالة .
خامسًا : وأخيرًا وليس أخرًا () النائبة العربية في الكنيست الصهيوني , على موقف الرافضين للخدمة الإلزامية المفروضة على الدروز وترتأى تعزيز "ظاهرة اعادة النظر في الخدمة في الجيش الإسرائيلي من قبل العرب الدروز ".
وهنا نسجل على حنين وقوعها في خطأ فاحش عندما تقول: " العرب الدروز". واذا كانت لا تعرف فيحسن بها ان تعرف أنها عندما تلفظ كلمة "درزي" فهي تقول ضمنا "عربي" لانه لا يوجد في العالم درزي غير عربي كما هو الحال بالنسبة للإخوة من الطوائف الإسلامية والمسيحية الاخرى الذين ينتمون الى قوميات عديدة.
وبعد نتمنى لنائبتنا في الكنيست التوفيق ووضوح الرؤيا والنجاح في تسديد كراتها في المرمى الصحيح حتى لا تخيب آمالنا بها .
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق