كُنَّا نودُّ أن يكونَ جوابنا مقتضبًا وعامًّا, ولكن لخطورة التعابير والفحوى نرى أنفسنا مضطرِّين لتلخيص ذلك في 7 نقاط رئيسيّه:
1- إنَّ ذكر الماضي من أحداث, والتي حدثت منذ أكثر من 20 سنه خصوصًا بعد أن صار عليها صلح وتسامح مثل كفرياسيف, دليل على الدغل والحقد الدفين, وليس المحبّه كما تذكر..., ثم أن مَنْ يريد ذكر الأحداث, عليه أن يتحرى مُسبِّباتها ودوافعها بدقَّه وينصف في المقال,وليس لصق التُّهَم بالدروز, وكأنهم فقط المعتدين!! والعدل والإنصاف يقول أنه هناك أغلاط وتجاوزات من الطرفين, والمثل الساري يقول: "الخير بالخير والبادئ أحسن, والشرُّ بالشرِّ والبادئ أظلم!".
2- يقول المطران: "إستعمال السلاح والعضلات ليست من شيمنا, نحن لنا قِيَم, لنا تاريخ عريق, لا نهجم على جارنا لأنه مغاير"... لا يا سيادة المطران!! معنى هذا أن الدروز برابره بدون قِيَم, بدون شِيَم, بدون تاريخ, يخونون الجار!!. للتذكير فقط: من سمح لكم ببناء كنيسة البشاره منذ 350 عامًا وبالمقابل من الذي منع بناء مسجد شهاب الدّين في الناصرة بشتى الحجج والأساليب؟! ومن الذي أسكن النصارى في الشوف وأعطاهم الأرض والإقطاعيات وبنوا قراهم وأديرتهم؟. وبالمقابل من الذي في الحرب الأهلية اللبنانيّه قتل الأطفال والشيوخ, واغتصب النساء, وخان المسالمين, ودنّس المقدسات, ونبش الأضرحه...!!.ومن هي التي أخرجت نساء وأطفال النصارى من سرايا حاصبيا سنة 1860م وحمتهم وأطعمتهم في بيتها؟! ومن الذي استقبل ما يقارب 50 الف لاجئ سنة 1948م في يركا, وقام أهالي يركا بواجبهم وضيافتهم لمدة أكثر من6 أشهر؟! ومن الذي حافظ على جيرانه من قرى كفرياسيف والجديده والمكر وأبوسنان, ودير الأسد والبعنه ومجد الكروم ونحف وغيرها ورفض تهجيرهم, حفاظا على حق الجيره!! ومن الذي أصرَّ على إبقاء النصارى والمسلمين في المغار ومن ومن ومن... يا سيادة المطران: "الذي بيته من قزاز لا يضارب بالحجاره"
3- يتابع المطران: "في شفاعمرو, شعبنا أشاوس, شعبنا قوي,... وفي الليل تفلت الذئاب "أي الدروز" على الحملان "أي النصارى". ما هذا التناقض؟! ما هذه التعابير؟ ما هذه التفاهات؟ إننا في هذه المناسبه نحيِّي سيادة المطران عطالله حنّا الذي جاء لشفاعمرو واجتمع برجالاتها من مختلف الطوائف, وسعى من أجل إحتواء الفتنه وإخمادها, وأصدر بيانًا مقتضبًا, غزيرًا في مضمونه ومعناه, رفيعًا بقيمِهِ وفحواه...!.
4- ويتابع المطران شقّور: "الواقع أن إخواننا الدروز عندما ينتهون من الخدمة العسكريه لا يودعون السلاح...". أهذه المعلومات يا سيادة المطران من تقارير المخابرات الإسرائيليه!! أم من علم الغيب؟!. والأسلحه المستعمله في الطيبه والطيره والرمله وأم الفحم وغيرها وغيرها من قرانا العربيه, من أين مصدرها؟! شبابنا يا حضرة المطران يخدمون إجباريًّا و64% رافضون, ولكنكم تخدمون إختياريًّا ومن جميع الطوائف وبأعداد تفوق عدد شبابنا!!.
5- ويتابع المطران: "يتصلون بنا تلفونيًّا "أي المشايخ الدروز" يقولون أنهم متأسفون وخجلون... إذا كانوا فعلا معنا, ليقفوا معنا أمام الصحافه وأمام الدوله وأمام الرأي العام العالمي...". يا سيادة المطران الذي يتأسَّف ويخجل من الغلط ويستنكره, هذا عنصر طيّب, وليس من يدافع عن جماعته وكأنهم ملائكه بدون أغلاط!. ولكن هؤلاء الذين يتّصلون بحضرتكم خفيةً, عليهم فعل ذلك على رؤوس الأشهاد, ووضع الأمور كلها على الطاوله!. نحن من جهتنا مستعدون للظهور معكم أمام كل وسائل الإعلام, ونتحدّى بوضع كل الأمور على الطاوله, وجميع الأحداث التي ذكرتها دوافعها ومسبباتها لتظهر الحقيقه جليَّةً واضحه..!.
7- وأخيرًا إذا كان حضرة المطران غير مُلِمٍّ بتاريخ هذا الشرق, فعليه بالرجوع فقط إلى ما كتبه المؤرخون والشعراء والأدباء النصارى المنصفون في لبنان وغير لبنان عن تاريخ هذه العشيره, وقيمها وشيمها ووفائها!. ونختم ذلك ببعض أبيات شعريّه للشيخ البطل أبو علي قسَّام الحنّاوي, الذي سَدَّ بعمامته المدفع عندما تصدَّى أهلُنا في جبل العرب الأشم للظالم إبراهيم باشا المصري في سنة 1735م, حيث قال:
نحنا بني معروف أمِّه جليله *
ودوما نصون العِرض لو كان للعدا * ونصبر كما صبر الكرام على البلا * وعند الكرامه نبيع الروح بلا ثمن * نحن صناديد الشرق نسبنا ممنَّع * وأفخر نسب في الخلق نسبنا * ترى جدّنا النعمان بن ماء السَّما * وسلمان والمقداد أيضًا جدودنا * |
* وما قط خُنَّا في حمانا جار
* وسور على الزينات والأحرار * وفي الملتقى ما مثلنا صبّار * ونسقي العدا كأس الموت والإضرار * وولدنا على الحرب في الوغى صبّار * ومتجنبين العار والمعيار * وهاني بن مسعود سيّد الأخيار * وأبو ذر ورفاعه أيضا وعمّار |