ظهور المرأة كمرآة لعصرها!!! بقلم: محمد عرار
2009-03-21 17:05:12
في هذه المقالة وددت أن اطرح عليكم قضية في غاية الأهمية ألا وهي : (( ظهور المرأة كمرآه لعصرها )) المرأة والتي هي البنية التحتية للأسرة فهي الأم الحنون والأخت الفاضلة وهي نواة العائلة والمصدر الرئيسي لهذه التركيبة العجيبة التي تدعى المجتمع .
 
فكيف تكون المرأة مرآة تعكس كل ما في عصرها ؟
للإجابة عن هذا السؤال رأيت أولا ً البحث في تعريف الأسرة لغويا ، فقد قيل أن الأسرة هي أهل الرجل المعروفون بالعائلة وقيل أيضا هي الدرع الحصينة .
أي إن الأسرة هي درع حصينة تتكون من أفراد والذين نطلق عليهم اسم العائلة ، فسر هذه الأسرة المرأة وهي القاعدة الرئيسية لها فان صلحت صلح أبنائها وان فسدت فالله الله على سائر المجتمع وعلى امة ضاعت فأضاعت الله فضيعها .
 
أيتها الأخت أيتها الأم !!!
 
إن موضوعنا هذا في غاية الأهمية فأنت يا أختي جزء من درع ومن حصن إذا حافظتي عليه فلحتي برضا الله عنك وبنولك الجنة وبإنشائك الجيل الصالح ، فايما امرأة حافظت على نفسها وجلست في بيتها في قصرها المنيع محافظة على دينها ، عاملة ، متعلمة صارت قدوة وصارت سيدة وحققت القول المعروف (( وراء كل رجل عظيم امرأة )).
أم كانت امرأة لا تدري ما وجهتها وما دورها في مجتمعها فتحب هذا ويحبها وتكون أداة وآلة في يد الغرب لكي يضيّعوا جيلنا ويفسدوا علينا امتنا امة محمد صلى الله عليه وسلم ، فيصبح حالنا سيئا رديئا كما هو حالنا اليوم، فيا أختي كيف تكونين أنت درع حصينة وكيف تكوني أنت مرآة لعصر وجيل بأكمله ؟
 
نحن نعلم أن الشاب المقبل على الزواج يقوم باختيار فتاة وكما هو متعارف عليه يقوم بطلب يدها من ولي أمرها فيحصل الزواج وينضم إلى المجتمع عنصرين جدد سوف يكونون أسرة في القريب ويكون لهم دور في المجتمع .
 
ولكن !!!
 
نلحظ اليوم إن العصر بتطوراته وبحادثته اصدر لنا جهازا ً إما أن يكون السكين والسيف الحاد الذي يجذ الرقاب أو يكون الخير الكثير والنور المنير ألا وهو الانترنت .
 
فقد أساء جيلنا الجديد استخدام الانترنت وأصبح الانترنت "سوق العشق " وحلبة الغرام ملتقى للأحبة ليس أحبة الإسلام ولا علو الدين، إنما أحبة الدنيا والشهوات والهلاك في ظلم الظلام. فبات هذا الجهاز اليوم حلقة الوصال بين الشباب والبنات فعن طريقه يتعرفون ويقومون بتبادل الكلام ومنها إلى طريق يمكن أن ينتهي بجريمة نكراء بشعة أو بالزواج في أحسن الحالات !!
 
فان هذه الطريقة باتت طريقة عصرية لتعارف شخصين على بعضهم البعض والزواج أو بالأحرى اختيار الشاب للزوجته المستقبلية ، فيقول احد الشباب : (( أنا لا أريد الزواج حتى أتعرف على شريكة حياتي فإذا أعجبتني تقدمت لخطبتها وإذا لم تعجبني فانا أتسلى َ!!! ولا ضير في ذلك )) !!!
 
أجيبه :
إن الأسرة هي تكوين المجتمع وهي سر تركيبته فإذا كان الشخصين الذين ارتبطا عن طريق الزواج ارتبطا على المنهج القويم والدين الرشيد فهذا كله ينعكس على المجتمع بأسره، فيكون هذين الزوجين على وعي وقدرة كبيرة لينشئوا جيلا صالحا يمكن أن يقوم بتغير وضع الأمة من حالها وسباتها هذا !! إلى حال أفضل كما يريد الله منها فقد قال في محكم التنزيل (( كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر )) .
 
ولما وجه الرسول صلى الله عليه وسلم الشباب إلى الزواج واختيار الزوجة قال : (( تنكح المرأة لأربع ، لمالها ، لحسبها ، ولجمالها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك )) .
 
وقال أيضا في الزواج من المرأة الصالحة : (( الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة)).
 
فهذا سيد ولد ادم يوجهنا إلى هذه الطريق فهو يراعي قول الله تعالى في الآية الكريمة : (( وانكحوا الايامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من سعته والله واسع عليم )) .
 
فيا أختي !!
 
أنت مرآة تعكسي عصر بأكمله إذا كنت سيدة عظيمة تحافظي على دينك وعلى نفسك ولا تدعي أحداً يتسلل من شبابيك قصرك ويخترق عليك حصنك فيكون هذا الاختيار السيئ هو سبب من مسببات فساد الأمة وفساد الشباب وفساد الأطفال، وإنما اسمعي قول الله سبحانه في الصالحين والصالحات والطيبين والطيبات إذ يقول: ((الخبيثات للخبيثين، والخبيثون للخبيثات، والطيبات للطيبين، والطيبون للطيبات، أولئك مبرءون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم)).
 
فنحن أبناء هذه الأمة ، نحن الجيل الصالح قبل أن نتحدث في الانترنت وقبل أن يهتك احد الشباب بأميرة شابة عند أهلها ملكة ، علينا أن نراعي قول الله تعالى : (( أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير، أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين )) .
 
يا أحبتي يا أخواتي !!!
 
ما هو خير لنا في هذا المثل الذي يضربه الله لنا في القران الكريم !!!
 أن نبني بيوتا على تقوى من الله نتعلم القران وندرس الدين ونتبحر في العلم ونكون جيل صالح فننشئ الجيل الصالح أم نتخذ لنا ملهيات ومغريات الحياة إماما ونَضل ونُضل فنبني بيتا هار في حفر الضلال .
 
فيا أختي !!!
أرايتي انك مرآة تعكسي العصر والجيل بأكمله وان المرأة إذا صلحت صلح أبنائها ، صلح إخوانها وأنشئت رجالا عظماء فكوني يا آخيا مثل القول القائل : (( وراء كل رجل عظيم امرأة)) ودعكي من ذئاب هذا العصر من الذين ضلوا عن السبيل وتمسكي بديننا الحنيف تكوني امة نعم امة !!! .....
 

بقلم : مُحمد حسني عرار

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق