رسالةً من الشَّيخ مرزوق معدِّي مِن يِرْكا للصَّدر الأعظم باسمِ فَلاَّحِي وِلاية بيرُوت
2015-01-05 15:07:28
من أرشيف البروفيسور علي صغيَّر
 
الشَّيخ مرزوق معدِّي مِن يِرْكا يقول للصَّدر الأعظم باسمِ فَلاَّحِي وِلاية بيرُوت: إذا كَنتَ تظنُّ أنَّنا لا نفهم إلاَّ "في الحَرْثِ والزَّرْعِ والقَمْحِ والشَّعِير"، فأنت مُخطِئ.
 
نعرضُ فيما يلي رسالةً أَرسلها الشَّيخ مرزوق معدِّي مِن يِرْكا عام 1902، باسمِ فَلاَّحِي وِلاية بيرُوت، للصَّدر الأعظم العُثماني، يشكو بها مِن ظُلمِ وتَعَسُّفِ وقَسْوَةِ مُوَظَّفي جباية الضَّرائِب ورجال الجندارمَه العُثمانيِّين، ويَصِفُ بها الحياة البائِسة لِفَلاَّحِي تلك الوِلاية في مطلعِ القرنِ العشرين. والشَّيخ مرزوق معدِّي كان واحدًا مِن أعيان يِرْكا وفلسطين في ذلك الزَّمان، وكان صديقا لأمير البَيَان، الأمير شكيب أرسلان، ولعبَّاس أفندي البَهَائي، وكذلك لأخيهِ محمَّد علي أفندي البَهَائي، ولكثيرين غيرِهِم مِن عرب هذه البلاد، ومِن عرب سوريا ولبنان كذلك. ولادتُهُ كانت عام 1844 (؟)، أَما وفاتُهُ فكانت عام 1911 (؟).
 
عهدُ السُّلطان عبد الحليم الثَّاني معروفٌ بالقسوةِ والتَّعَسُّف، وبِتفَشِّي الرَّشوةِ والفساد، وبالضَّرائِب الجائِرة، وبالتَّجنيدِ الطَّويلِ المَدَى، وبفرض الأعمال القسريَّة، وكان عهدَ وَأْدٍ للأفكارِ الدِّيموقراطيَّة، وعهدَ قَمْعٍ للنَّزَعاتِ التَّحَرُّرِيَّة، وإخمادٍ للثَّورات، وكَبْتٍ للحُرِّيَّات، ومراقبةٍ صارمة على الصَّحافة والمطبوعات، ولم تكُن مسألةُ التَّعبير عن الرَّأي مسألةً سهلةً في ذلك الزَّمان، وقلائل مِن بين رعايا الدَّولة العُثمانيَّة كانت لديهِم الجُرأةُ الكافية لنَقْدِ نظام الحُكم، وإشهار فساد مُوظَّفِي الدَّولة، والتَّعبير عنهُ خطِّيًّا ورسميَّا للصَّدر الأعظم، والشَّيخ مرزوق معدِّي كان أحدَ هؤلاء الذين تَجَرَّأوا على ذلك. وأكبر دليلٍ على المقام السَّامي الذي حَظِيَ بهِ الشَّيخ هو رسالتُهُ هذه، التي يتحدَّث فيها باسم كُلِّ فَلاَّحِي وِلاية بيروت، التي كانت إحدى الوِلايات الكبيرة والهامَّة مِن بين وِلايات الدَّولة العُثمانيَّة، فَبِها كان يتواجدُ مُتَنَوِّرُون عديدون، وأحرارٌ كثيرون، وبها كانت دُورُ نشرٍ للكُتُب، وبِها كانت تصدُرُ صحفٌ عربيَّةٌ عديدة. 
خلال فترة تدوين الرِّسالة كانت الدَّولة العُثمانيَّة بِرُمَّتِها تسيرُ بخُطىً حثيثةٍ نحو الانهيار والزَّوال، وكان حُكْمُ السُّلطان عبد الحليم الثَّاني يسير بشكلٍ أسْرَعَ نحو الانقضاء والانتهاء، فبعد تدوينها بِسَبعِ سنوات خُلِعَ السُّلطان عَنِ العرش، وبعد تِسْعِ سنواتٍ مِن خَلْعِهِ انهارت الدَّولة العُثمانيَّة كُلِّيًا في أعقاب خسارتِها في الحرب العالميَّة الأولى أمام قوَّات الحُلفاء. في ظُروفٍ كهذه لم يَكُنِ السُّلطانُ مُتساهِلاً أو مُتسامِحًا مع رعاياه، وما كان لهُ أن يكونَ كذلك، خُصوصًا وأنَّه كان مفطُورًا على العُنفِ والاستبداد، ولا شكَّ أنَّ كاتب الرِّسالة كان يعرفُ مدى قسوة السُّلطان وبطشِه، ولذا أتت رِسالتُهُ مليئةَ بعباراتِ الاسترحامِ والاستعطاف. ولكن، وبالرَّغم مِن ذلك، لم يُخْفِ الشَّيخ نقدَهُ الَّلاذعَ لمُوظَّفي الدَّولة، فاتَّهَمَهُم بالفسادِ وبنهبِ الفلاَّحين، وبطلبِ الرَّشوة، وكلُّ ذلك تحتَ الهَيْمَنَةِ الرَّسميَّةِ العُثمانيَّة. والشَّيخُ، عدا عن ذلك، يقدِّمُ النُّصْحَ للصَّدرِ الأعظم، ويُشَدِّدُ على ضرورة إصلاح الدَّولة، خُصوصًا في مجال الماليَّة، وفي واجِبِ تقديم العَون للفلاَّحين، ويضرب لهُ مثلاً على ذلك مِن بلدان أوروبا، والشَّيخُ كان يعلمُ جيِّدًا كيفَ يُعَامَلُ الرَّعايا هناك، فهو كان أحدَ المُشترِكين في عَدَدٍ مِنَ الصُّحُفِ الُّلبنانيَّة، كصحيفةِ "الجَنَّة"، و "لِسانُ الحَال"، و "بيرُوت"، و "الصَّفاء"، وغيرِها، وهذه الصُّحُفُ كانت تُورِدُ، بينَ الحِينِ والآخر، أخبارَ تلك البُلدان. وهكذا، فهذه الرِّسالةُ تُلْقي بعضَ الضّوء على الحياة البائِسة للفَلاَّحين في أواخِر عهد الدَّولة العُثمانيَّة، وعلى تلكَ الحِقبة القاتِمَة مِنَ تاريخِ تلك الدَّولة. 
 
الرِّسالة
 
الرِّسالة مكتُوبة بِخَطٍ أَنيق، وبشكلٍ عامٍّ بالُّلغةٍ الفُصْحَى، مَعَ أَنَّهُ تتخلَّلُها بعضُ الكلماتِ والجُمَلِ العامِيَّة، وقد صَحَّحْنا بعضَ الأخطاء الُّلغويَّة التي حَصَلَت بِها، وَوَضَعْنا التَّصحيحات بداخل أقواس، وَوَضَعْنا بداخل أقواسٍ أيضا شُرُوحًا لبعضِ المُصطلحات والَّلفظات التي وَرَدَت بِها، وأَضَفْنَا علامات التَّرقيمِ التي رأيْنا أَنَّهُ مِنَ الأَفضَلِ أَن تُضافَ مِن أَجلِ تَسهيلِ قراءة الرِّسالة وفهمِها.
 
وفيما يلي نصُّها:
 
عريضة مفتوحة لمقام الصَّدارة العُظما (العُظمى)، 
18 شَوَّال سنة 1319 هجريَّة
(المُوافِق ليوم الثُّلاثاء، 28 كانُون الثَّاني عام 1902)
 
فَخَامِتلُو  دَوْلِتْلُو  أفَنْدِم  حَضْرَتلِرِي
(حضرة السيِّد صاحب الفخامة والمقام الرَّفيع)
 
نحنُ نعلمُ أنَّ مولانا الخليفة الأعظم أيَّدَهُ الله تعالى لم ينتدبك المرَّة السَّادسة لمسند الصَّدارة العُظما (العُظمى) إلاَّ وهو يعلم أنَّك أقدر وُزرايه (وُزرائِه) على إصلاح أحوال المملكة، وأحوال المملكة المحتاجة إلى الإصلاح لا نعلمها كلها، ولكنا نعلم أحوال أنفسنا نحن الفلاَّحين فيُمكنا (فيُمكِنُنا) أن نقول بصريح العبارة أنَّ أحوالنا مختلَّة وأنَّ راحتنا مسلوبة وأنَّ هذا الرُّكن الأهم مِن أركان العمران العُثماني وهو على شفا جُرْف هاران بَقِيَت معاملة المأمُورين كما هي ولذلك كُنَّا في كل فرصة نرفع صراخنا مستمِدِّين المرحمة (الرَّحمة) رأفة بنا وبالمملكة التي أكثرها عبارة غنَّا وعن أمثالنا وإنَّنا وإن كُنَّا في نظر البعض مِن أولِياء الأمور قومًا أكَّارين لا نعلم إلاَّ بالحرث والزَّرع والقمح والشَّعير، فإنَّا في الواقع لا نفتر لحظة واحدة عن التَّأمُّل في أحوال دولتنا ومِلَّتِنا والتفكير في تقوية سُلطانِنا وتأمين أوطانِنا لأنَّ هذه الدولة هي ملاذُنا الأول والأخير وملجأُنا الوحيد الفريد، وعليه نعلم ونسمع مِن أهل السِّياسة أنَّ رأس إصلاح هذه المملكة هو إصلاح الماليَّة، وأنَّه متى اصطلحت الماليَّة اصطلحت ساير (سائر) الأمور، وأنَّ إصلاح الماليَّة يبتدي (يبتدئ) مِنَّا نحن الفلاَّحين، لأنَّ مملكتنا مملكة زراعيَّة لا تجاريَّة ولا صناعيّة، والآن عُمدة العثمانيين هي الفِلاحة والزِّراعة ومَعَ هذا فإنَّ أمورنا أحْوَجُ إلى العناية والالتِفات في جميع الشؤون، ولو كان الوزراء يستطيعون اليوم أن يطُوفوا بين الرَّعيَّة كما كانوا يفعلون في الأيَّام الماضية لَعَلِمُوا ما نقاسيه مِن أنواع الشَّقاء وما نسامُهُ مِن صنوف الهوان، ولَنَظَروا عن قريب حقيقة حالِنا المُحزنة، ولا شكَّ أنَّ مولانا السُّلطان الأعظم لا يرضى بأن نكون نحن أولاده الأُمناء الباذلين النَّفْس والنَّفيس في خدمة سدَّتِهِ السَّنيَّة الملوكانيَّة على ما نحن عليه مِنَ العذاب والشَّقاء بسبب مظالِم المأمُورين، ولا شكَّ أنَّهُ لا يرضى أيضى (أيضا) بِما يسومُنا إيَّاهُ أفراد الزَّاندرمة مِنَ الإهانة والتَّغريم والضَّرب أحيانا، ولا ما يأخُذُهُ مِنَّا العَشَّارين (العَشَّارون) زيادةً على ما كَلَّفَنَا نظام الأعشار لِدفعِهِ، وما يجبرنا عليه مأمورين (مأمُورو) الإدارة مِن الالتِزام بالبَدَلِ السَّابق، سوا (سواءً) سنة المَحْل وسنة الإقبال (يقصد سنة المنتُوج الزِّراعي الجيِّد)، لهذا كلِّهِ بدون أن نُعدِّد لفخامتكم جميع ما يحصل معنا، جينا (جِئْنا) مُسترحِمين أن تعيروا الفلاحةَ والفلاَّحين جانبا مِن اهتمامِكم، وأن ترحموا هُولاي (هؤلاء) العبيد الذين هم في الواقع حجر زاوية في بناء المملكة، وأن تأمروا بإجراء نظام الأعشار الهُمايُونِي (أي السُّلطانِي) بتمامِهِ، بحيثُ يُؤْخَذُ مِنَّا العُشر عُشْرًا، لا ثلاثين ولا أربعين ولا خمسين في الماية، ولا يُؤْخَذُ مِنَّا ما لا يجوز أخذُ العُشر منهُ، ولا يصير تلزيم أعشارنا (أي تسليم جباية الضَّرائِب التي يجب أن ندفعها) إلى قومٍ ظلمة، أو ذوي كلمة نافِذة يجعلوننا على جميع أهوايِهِم (أهوائِهِم)، ولا نطيق (أي لا نقدِر) مُقاومتهم، ولا تُسْمَعُ لنا شكوى في حقِّهِم، ولا يصير إجبارنا على الأخذ بالبَدَل السَّابق في المَحْل كما في الإقبال، لأنَك في الدُنيا مَحْلاُ وإقبالاً، كما لا يخفى، وأن يصير تخمين الحاصلات بحقِّ الله تعالى وأخذ العُشر بناءً على التَّخمين إن لم يُوجد مُلتزمين ( إذا لم يتواجد مُلتَزِمُون) ووقع بيننا وبين الحكومة اختلاف وأن لا تُؤخَذ بطريق العاريَّة غير المردُودة (أي الاستلاف غير المردُود) أموال البانق (البنك) الزِّراعي المُخصَّصة لإدانة الضَّعيف مِنَّا تقوِيةً له وإن (إذا) صدرَ أمرُكُم بتأمين معاشات المأمُورين بحيث يقبضُونها في أشْهُرِها فإنَّ ذلك يعصِمُهُم عن أخذ أموالنا رشوةً والاستبداد بنا لأجل الانتفاع. كذلك طُرُقُنَا أصبحت غير مسلوكة والفلاَّح تهمُّه الطَّريق الدَّاخليَّة وهي مِن أفضل وسايل (وسائل) التَّرَقِّي الزِّراعي فحبَّذا لَوِ انصرفت العناية إلى إصلاح الطُّرُقات وإبقاء مال النَّافِعة للنَّافِعة (أيِ الأموال المُخصَّصة للتَّطوير والأشغال العامَّة، كشقِّ الشَّوارع) فإنَّ أحوال طُرُقاتِنا وجُسورِنا عبرةٌ لِمَن يعتبر خصوصًا في أيَّام الشِّتاء. هذا أجل ما نسترحِم بِهِ مِن عنايتكم واعِدِين فخامَتَكم أنَّكُم تَوَفَّقتُم (يقصد إذا تَوَفَّقتُم) لإجراء مُعاملتنا على هذه الصُّورة التي لا تخرج عَنِ القوانين الموضوعة لنا بل تنقُص عن ما لها، لا تمضي ثلاث سنوات فقط حتَّى تدرَّ علينا وعلى الدَّولة أخلاف (مُخْتَلَف) الخيرات وتنهمِل ميازيب البركات وتتضاعف وارِداتُنا وﺗﻤﺗﻠـﺉ صناديق الحكومة ذهبًا ويصير مَعَنا مِنَ الفضلة ما تُحْيَا بِهِ الأراضي الميتة وتُتْقَنُ فلاحت (فلاحة) الأراضي المحروثة ونشتري السِّكك والأدوات الجديدة كما في أوربا (أوروبا) والقُطر المصري وتملا مغروسات ومعروشات (يقصد عرائش العنب) وتطبق الأراضي بالعمل، أَفَلَيْسَتْ هذه مساعيك أيُّها الصَّدرُ العالي المبنيَّة على إرادة مولانا ومولاك السُّلطان الأعظم أيَّدَهُ الله تعالى (؟) فتفضَّل بعطف النَّظر إلينا ورمق جانب ضعفنا لأنَّك أنت الصَّدرُ الحقيقي المملوء غِيْرَةً وحَمِيَّةً على العُثمانيين ولَسْتَ كغيرِكَ مِنَ الوُكلاء والوزراء المهتمِّين بمنافِعِهِم الشَّخصيَّة، بل لا هَمَّ لك سِوا (سِوى) الدَّولة والأمَّة وأن تصدق مولاك الأعظم الخدمة، واللهُ المسؤولُ أن يوفِّقَك لِما فيه الرِّضا (الرِّضى) العالي السُّلطاني، وبِكُلِّ الأحوالِ الأمْرُ والفَرَمَانُ لحضرت (لحضرة) مَنْ لَهُ الأمرُ، أَفَنْدِم. 
 
صاحب مسند الصَّدارة  18 شَوَّال 1319 هجريَّة
سعيد باشا 
باسم 
الفَلاَّحين في وِلاية بيرُوت
 
هذه هي الرِّسالةُ، ونحن لا ندري ماذا كان ردُّ الصَّدرِ الأعظمِ عليها، إذ لا تتوافرُ لدينا معلوماتٌ بشأْنِ ذلك.
 
الضَّرائِب خلالَ أَواخِرِ العهدِ العُثماني
 
1. ضريبة الوِيرْكُو أو المُسَقَّفات
فُرِضَت بموجب قانونٍ سُنَّ بتاريخ 5.8.1886، مقدارُها كان 0.004% عن دُورِ السُّكنى التي كانت قيمةُ الواحِدةِ منها أقلَّ مِن 20,000 قرشًا، و 0.008% عن دُورِ السُّكنى التي كانت قيمةُ الواحِدةِ منها فوقَ ذلك، و 0.01% عن الحوانيتِ والدّوُرِ المُعَدَّة للإيجار. أُضِيْفَتْ إليها فيما بعد نسبة 6% تحت اسم "تجهيزات عسكرِيَّة"، وكلُّ ذلك كان قبل العودة للعمل بالدُّستُور العُثماني عام 1908.
بعد حرب البلْقان التي وَقَعَت عام 1912 أُضِيْفَتْ إليها نسبة 5% مِن أجلِ تغطِية نفقات تلك الحرب، وأُضِيْفَت إليها فيما بعد نسبة 25% عن المُسَقَّفات، مِن أجل دَعْمِ الأُسطول العُثماني.
المُوَظَّفُ الذي كان يجبي هذه الضريبة كان يُطْلَق عليه لقب "تحصيلدار الوِيرْكُو".
 مصدر الَّلفظة "ويرْكُو" هو الفِعل التُّركي العُثماني "وِيرْمِك"، الذي يعني أعْطَى، يُعْطِي.
 
2. ضريبة العُشْر
نِسبتُها كانت 10% مِنَ المحصول الزِّراعي، ثم زِيْدَت إلى 12.5%. الدَّولة كانت تجبيها بواسطة "المُلْتَزِمين"، وكان الواحد منهم يتعهَّد بدفع مبلغٍ مِنَ المال للخزينةِ العُثمانيَّة مٌقابلَ جِبايتِها مِنَ السَّكَّان، وفي حالاتٍ كثيرةٍ كان المُلْتَزِمون يجبُونَ مبالغَ أكبرَ بكثيرٍ ممَّا كان مطلوبًا مِنَ النَّاحية القانُونيَّة. 
 
3. ضريبة الأغنام والجِمال
مِقدارُها كان أربعةَ قُرُوشٍ عن كلِّ رأسٍ مِنَ الغَنَم، ثم أُضِيفَ إليها عام 1908 مقدار 25 ﭙﺎرة تحت اسم "التَّجهيزات العسكريَّة"، ثم أُضِيفَ إليها عام 1912 مقدار 10 بارات لدعم الأُسطول العُثماني، إلى أن أَصبحَ مقدارُها في نهاية الأمر خمسة قُرُوش و 25 ﭙﺎرة عن كلِّ رأسٍ مِنَ الغَنَم.  
أَمَّا بالنِّسبة للجِمال التي كانت تُستخدمُ في النَّقْل فكان مقدارُ الضَّريبة عشرةَ قُرُوش للجَمَلِ الواحِد، ثم أُضِيفَ إلى هذا المبلغ قِرْشانِ تحت اسم "التَّجهيزات العسكريَّة"، وقِرْشانِ إضافيَّانِ لدَعْمِ الأُسطول العُثماني، بحيثُ أَصبحَ مِقدارُها ثلاثةَ عشر قِرْشًا و 22 ﭙﺎرة عن كلِّ جَمَلٍ للنَّقْل. 
الجِمالُ التي كانت مُعَدَّةً للحرْثِ كانت مُعْفاةً مِنَ الضَّريبة.
 
4. ضريبة التَّمَتُّع
كانت شبيهةً بضريبة الدَّخْل التي ندفعُها في هذه الأَيَّام. نسبتُها كانت ضئيلةً وكانت تُجْبَى مِن أصحابِ المِهَن والصِّناعاتِ طبقا لِدَخْلِ ورِبْحِ كلِّ واحدٍ منهم. نسبتُها كانت تتراوح بين 2% و 10% سنويًّا.
 
5. ضريبة الكرُوسِيَّة
كانت تُفْرَض على كلِّ مُواطِن عُثماني عمرُهُ بين العشرين والسِّتِّين عامًا. مقدارُها كان 16 قِرْشا في السَّنة عَنِ الشَّخصِ الواحِد، أو عَمَلَ ثلاثة أَيَّامٍ في شَقِّ الطُّرُق، على أَلاَّ تَقِلُّ مُدَّةُ العمل في اليوم الواحِد عن ثماني ساعات.
مصدرُ الَّلفظة "كرُوسِيَّة" هي الَّلفظة الَّلاتينيَّة Carrus، التي تعني "عَرَبَة"، ومِن هُنا أَتى االمُصطلحُ الذي لا يزالُ يذكرُهُ ويردِّدُهُ بعضُ المَعَمَّرِين، "دَرْب كُرِّيْسَة" أو "طريق كُرِّيْسَة"، الذي يعني دَرْبًا أو طريقا للعَرَبَات. ومِن هذه الَّلفظةِ نفسِها أَتتِ الَّلفظة الإﻧﭼليزيَّة المعروفة Car، التي تعني "سَيَّارَة". يبدو أَنَّ هذه الَّلفظةَ لا تزالُ محفوظةً مُنذ العهد الرَّوماني أَوِ الصَّليبي، حينما كانتِ الَّلغة الَّلاتينيَّة لُغَةً رسميَّةً في بلدان شرقيِّ البحر الأَبيض المُتوسِّط.
 
6. ضريبة المعارِف
نِسبتُها كانت 5% مِن قِيَمِ المُسَقَّفات، وعادةً كانت تُجْبَى مَعَ ضريبة الويرْكُو، وكانت تُسَلَّمُ إلى هيئة "النَّافِعة"، أي إلى المُوَظَّفين المسؤولين عن مصلحة التَّطوير والأشغال العامَّة، كي تُنْفَقَ في تغطيةِ نَفَقَاتِ المدارس.
 
7. ضريبة العسكريَّة
العُثمانيُّون كانوا يجبونها مِن الرِّجالِ غير المُسلِمين، مُقابِل إعفائِهِم مِنَ الخدمة العسكريَّة. مقدارُها كان 28 قِرْشًا عَنِ الشَّخصِ الواحِد في السَّنة.
 
8. ضريبة الجِزْيَة
جبايةُ هذه الضَّريبة التي فُرِضَت على أَهلِ الذِّمَّة خِلال مُدَّة طويلةٍ مِن التَّاريخ العُثماني، توقَّفَتْ عام 1855 (خلال فترة حُكم السُّلطان عبد المجيد الأَوَّل)، ومَعَ رَفْعِها سُمِحَ للرِّجال مِن غير المُسلمين أن يخدموا في الجيش العُثماني وأَن يحمِلوا السِّلاح. 
 
الصَّدرُ الأعظمُ، سعيد باشا
ولادتُهُ كانت عام 1830، ووفاتُهُ كانت عام 1914، يُطْلَقُ عليه بالعُثمانيَّة لقب "سعيد باشا كُوجُوك"، أي "سعيد باشا الصَّغير".  وكان واحِدًا مِن الأَشخاص الذين عَيَّنَهُم السُّلطان عبد الحليم الثَّاني في هذا المنصبِ الرَّفيع. وقد تَعَيَّن سَبْعَ مرَّاتٍ خِلالَ فترة حُكم ذلك السُّلطان، وكان ذلك كما يلي:
 
المرَّة الأولى: بتاريخ 29.7.1879، في هذه المرَّة دام عملُهُ مدَّة شهرين وعشرين يومًا.
 المرَّة الثَّانية: بتاريخ 12.9.1880، في هذه المرَّة دام عملُهُ مدَّة ثلاثة أشهر وثلاثة أّيَّام.
المرَّة الثَّالثة: بتاريخ 11.7.1882، في هذه المرَّة دام عملُهُ مدَّة شهرين وعشرة أَيَّام.
المرَّة الرَّابعة: بتاريخ 3.12.1882، في هذه المرَّة دام عملُهُ مدَّة يومَيْن فقط.
المرَّة الخامسة: بتاريخ 8.6.1895، في هذه المرَّة دام عملُهُ مدَّة ثلاثِ سنواتٍ وتسعةِ أّشهر وأَربعةِ أَيَّام.
المرَّة السَّادسة: بتاريخ 9.10.1901، في هذه المرَّة دام عملُهُ مدَّة سِتّ سنواتٍ ويومَيْن.
الرِّسالة التي نتحدَّثُ عنها أُرْسِلَتْ إِليهِ خِلالَ هذه المُدَّة.
المرَّة السَّابعة: بتاريخ 22.7.1908، في هذه المرَّة دام عملُهُ مدَّة تسعةَ عشرَ يومًا فقط.
 
فيما يلي فيلمٌ قصيرٌ نادِرٌ يُظهرُ استقبالَ الحُشُود للسُّلطان عبد الحميد الثَّاني عند خُرُوجِهِ 
مِنَ المسجِد بعدَ صلاةِ الجُمعة:
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق