على قداسة البابا والقيادات المسيحية الوقوف على مسؤولياتها
2009-02-20 15:08:32
أصبح جليا للعيان ان كل هاو في دولة الاحتلال مهما كان موقعه يحاول لفت الأنظار إليه من أعلى سلم الهرم الى اصغر بقعة فيه لا لشيء إلا لغاية في نفس يعقوب أو لشدة النقص الموجود لديهم وبالتالي محاولة تعويضه بلفت الأنظار الى شيء آخر.
 
فما ان حطت الانتخابات الإسرائيلية رحها وظهرت يمينية المجتمع الاسرائيلي وتطرفه حتى خرج علينا احد أفراد هذا المجتمع بتهجمه على العقيدة المسيحية واسائته للسيد المسيح وأمه العذراء وكان المعتقدات الدينية والموجودة منذ الآلاف السنين ظهرت لكي ينتقدها شخص متطرف مثل هذا ولم تظهر لتؤكد على الحب والحنان وتنشر الطمأنينة بين الناس وتنظم مسيرة حياتهم الأرضية وما بعدها.
 
وبالتأكيد ليس غريبا على ان يقوم مثل هذه الشخصية بمثل هذه الأفعال لان الحقد في المجتمع الاسرائيلي بلغ ذروته بل أضف الى ذلك ان التطرف الحاصل في هذا المجتمع وصل الى ذروته القصوى وما نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة إلا دليل على ذلك فإذا كانت هذه التصريحات قد صدرت في ظل حكومة منصرفة لا تعمل إلا لتسيير الأعمال فكيف ستكون الأمور عندما تتسلم مقاليد الحكم في اسرائيل حكومة يمينية متطرفة بدأت تظهر ملامحها حتى قبل تكليفها رسميا.
 
إذن المطلوب وقفة جادة بوجه هذه التصريحات والادعاءات من قبل القيادات المسيحية والسياسية المختلفة في العالم وعلى رأسها قداسة البابا وكافة رجال الدين في العالم الذي يدعي الحرية والعدل والمساواة وليس فقط مطلوب من قداسة البابا تأجيل زيارته المقررة الى المنطقة بعد عدة أشهر فحسب بل إعادة النظر كليا في شكل العلاقة مع هذه الدولة المتطرفة التي وصلت بها حد التطاول على الرموز الدينية كما انه مطلوب من كافة القيادات الدينية المحلية والعالمية وقفة جادة مع نفسها أولا قبل ان تكون مع دولة الاحتلال لان التطاول والإساءة الى هذا الحد بالتأكيد يطالها جميعا ودون استثناء.
 
كما ان هذا التطاول سيلقي بظلاله على كافة المواطنين العرب وليس المسيحيين في فلسطين المحتلة عام 1948 وشكل علاقتهم مع بعضهم وداخل هذا المجتمع فحسب بل بالعلاقة مع كافة مناحي الحياة لديهم وهو ما يدعو الى الخوف على وضعهم وحياتهم وممتلكاتهم من مجتمع يعيشون به اخذ مسار التطرف واليمينية بشكل لم يسبق له نظير.
 
في النهاية نقدر وقفة رجال الدين المحلي ببياناتهم المتكررة وتصريحاتهم الغاضبة لمثل هذه تصريحات ولكن يقع على عاتقهم الحمل الأكبر في نقل الصورة الحقيقية للجميع وشرح وجهة النظر لمثل هذه التصريحات وما قد تؤثرها على النسيج الاجتماعي الغير عادل أصلا في المجتمع الاسرائيلي وما قد يجلبه للمواطنين جميعا والتي تؤثر على كافة أبناء الشعب الفلسطيني داخل الخط الأخضر بل ستصيبهم لهيبه لا محالة.
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق