شخصيات محلية | معاذ ريان ورعايته للأيتام بقلم : أمير ريان

الخميس 25.04.2024

اخبار

الرئيسية >> شخصيات محلية

(اضف تعقيب)

معاذ ريان ورعايته للأيتام بقلم : أمير ريان

2009-02-04 18:59:43

قبل أن توفي معاذ رحمة الله وقبل ان تختطفه يد المنون بساعات قليلة التقى والده الشيخ كامل الذي ترضى عليه بأجمل وأحسن ما يمكن أن يقول أب لولده وبأحسن وأفضل عبارة يمكن أن يتمناها ابن قال له " "الله يرضى عليك يا ابني" كان ذلك بعد أن استأذن المرحوم أبيه وأعرب عن رغبته بكفالة خمس أيتام من غزة.

معاذ الذي بدأ تأسيس حياته ليستقر ولاحقا أيضا ليكمل دينه كان قد تعاقد مؤخرا مع إحدى اكبر شركات الاتصالات وافتتح محالا تجاريا ليبدأ بناء مستقبله بيده وبعرق جبينه إلا أن الجناة لم يمهلوه ولم يمهلوا عائلته وذويه وكل من عرفه.

منذ أن شب على الدنيا وهو يقوم بعمل الخير ويساعد الغير ويساهم في معونة الآخرين , في إحدى المرات رأى امرأة طاعنة في السن تبيع الزعتر في القرية, فما كان منه إلا أن طلب منها أن يشتري كل ما بحوزتها وبعد أن اشترى كل ما تريد هذه السيدة ان تبيع قال لها "اشتريت كل ما تبيعين لاني لا أريدك ان تتعبين".

خلال موكب الجنازة وخلال أيام العزاء الأولى سمع أهله عنه الكثير من القصص من الأشخاص الذين عرفهم وعرفوه وأحبهم وأحبوه والكثير من هذه القصص لم تكن معروفة للعائلة ولا حتى لوالديه وذلك لسبب واحد ووحيد هو لم يكن يعمل الخير أو يساعد ويتكلم , فكل أعمال الخير التي قام بها بقيت داخله واحتفظ بها لنفسه وذلك ليرضي ربه.

خلال الجلوس في بيت العزاء أتى احد أصحاب المكتبات وتحدث عن أن معاذ كان في بداية كل سنة دراسية يقوم بشراء لوازم مدرسية ملابس وقرطاسيه لثلاث عائلات مستورة الحال وفقيرة ويرسلها إليهم وكان دائما شرطه أن لا يعرف أحدا بالأمر, لم يكن هذا الأمر الوحيد الذي كان يقوم به "بالسر". ودون علم احد وقد اقنع العائلة ايواء طفل يتيم فقد والديه لفترة عام ونصف في بيت الأسرة.

هذا هو معاذ الذي أحبه الناس والذي اختطفته يد المنون وكل من عرفه بأخلاقه الحسنه وأعماله الطيبة يتحسر على فقدانه ويعاهده بالاستمرار على طريقه بعمل الخير وعمل الإحسان.

ان كان القتل قد خطف منا معاذ جسدا فان معاذ باقي فينا وبيننا بين أهله وأصدقائه ومعارفه روحا إلى الأبد وتكملة لرسالة معاذ قرر الأصدقاء والأهل كفالة مئة يتيم من الأيتام غزة راحا لنفس فقيدنا الغالي.

رحمك الله وفي جنات الخلد ملقانا إنشاء الله

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير

تعليق فيسبوك

تعليقك على الموضوع