على أبواب غزة
2009-01-05 18:56:09
العملية العسكرية ألأسرائيلية التي أطلق عليها اسم الرصاص المتدفق كشفت عن عدة حقائق , وأول هذه الحقائق أن اسرائيل ما زالت تتعامل مع القضية الفلسطينية ومع الشعب العربي الفلسطيني بمنطق حق القوة وعقلية ألأستعلاء العنصري الذي يبرر لأبناء الشعب (المختار ) استعمال كل الوسائل مهما كانت عنيفة ووحشية مع الآخرين اذا رأى أنها لا تتجاوب مع مخططاته ولا تخدم مصالحه.

ان الرصاص المتدفق فوق رؤوس أهل غزة لا يفرق بين عسكري ومدني وبين رجل وامرأة وبين طفل وبالغ فالجميع هم هدف لهذا الرصاص المتدفق الذي يريد محو غزة من الوجود وتحويلها أثرا بعد عين, لأن اسرائيل بذالك تبعث برسالة قديمة جديدة تقول انه لا حق في الحياة لمن يجرؤ على مقاومة مشروعها الأحتلالي في المنطقة أو لمن يستعمل حق الرفض لأملاءاتها .

من الحقائق التي تكشف عنها هذه العملية ان الحكومة الأسرائيلية كغيرها من الحكومات التي سبقتها لا تتورع عن المخاطرة بدماء الشعب ألأسرائيلي واهدار الدم العربي والفلسطيني لخدمة مصالح حزبية وانتخابية ضيقة ولعل حساب الدم الذي يدفعه شعبنا الصامد في غزة هذه ألأيام يجري ترجمته وحسابه في مقرات ألأحزاب اليهودية على يد النشطاء الحزبيين من حزب العمل وكاديما والليكود الى معادلات ربح وخسارة في كم ألاصوات, الجميع يعلم ان استطلاعات الرأي العام تشير الى زيادة قوة اليمين بزعامة الليكود وضعف شديد لحزب العمل وليس بالغريب على السياسيين في اسرائيل ان يشنوا الحروب ويرتكبوا المجازر لرفع شعبيتهم وزيادة التأييد لأحزابهم في ألأنتخابات وهذا المنطق ليس غريبا على وزير الدفاع براك او رئيس الوزراء أولمرت .

ابواب غزة التي شهدت انكسارا للجيوش التي حاولت اقتحامها واحتلالها على مدار التاريخ كشفت اليوم عن مدى التخاذل والضعف العربي الذي وصل لدرجة التعاون والتواطؤ مع العدوان عليها وعلى أهلها من قبل بعض ألأنظمة العربية , ان هذه ألانظمة تربط وجودها واستمراريتها بالمشروع ألأمريكي الداعم لسياسة اسرائيل التوسعية وتعتبر غزة وكل ما تمثله من صمود ورفض خطرا عليها قد يؤدي الى صحوة شعوبها وقيام هذه الشعوب بالثورة عليها . المظاهرات ومسيرات ألأحتجاج والغضب التي تشهدها الدول العربية تدل على عمق الهوة بين الشعوب وهذه ألانظمة
وتدل ايضا على رفض الشعوب العربية ألارتباط بالمصالح والمشاريع الأمريكية وتعطي اشارة واضحة للنظام العربي الرسمي تقول ان بقاءك متعلق بمدى اخلاصك لمصالح الشعوب القومية والوطنية وبمدى مقاومتك للحلول ألأستسلامية والمشاريع ألاستعمارية ألأمريكية في المنطقة.
ان الهجوم على غزة وما تبعه من اطلاق الصواريخ على التجمعات السكنية الأسرائيلية والذي فشلت اسرائيل في منعه حتى الآن يثبت ما ثبت منذ أيام حرب الخليج الأولى بأن الأرض لا توفر الأمن ومهما احتلت اسرائيل من اراضي لتشكل حاجزا اوخط دفاع اولي عنها فلن ينفع لأن الصواريخ والقذائف من الشمال والجنوب أبطلت هذه النظرية وعلى قادة اسرائيل واصحاب القرار فيها الأقتناع بأن السلام واعادة الحقوق لأصحابها واحترام شرعية وجود ألآخريين هو الذي يجلب ألأمن لأسرائيل وشعب أسرائيل .
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق