لماذا حزب الوسط العربي بقلم: النائب الشيخ عباس زكور
2008-12-24 17:01:50
إن ما يجري على الساحة السياسية العربية من فرقة وتشرذم في الأيام الأخيرة وبالذات قبل موعد تقديم وتسجيل القوائم رسميا، يؤكد على ضرورة وجود حزب الوسط العربي.
لا يخفى على أحد أن وحدة الأحزاب العربية في قائمة عربية مشتركة هو مطلب الجماهير العربية باعتبارها مصلحة عربية عليا وهامة جدا لمستقبل العرب في هذه البلاد خاصة في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الصعبة التي تعصف بوسطنا العربي. والسؤال الذي يطرح نفسه: ما الذي يمنع وحدة الأحزاب العربية؟ لماذا يصر قادة الأحزاب العربية على التشرذم والتفرق؟
الجميع يدرك أن وحدة الأحزاب العربية من شأنها أن تزيد التمثيل العربي في الكنسيست، وأن تدفع نحو تحسين أوضاع المواطنين العرب اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، وأن تشكل جسما عربيا وحدويا يضغط على متخذي القرار في إسرائيل لاتخاذ مواقف تصب في صالح المواطنين العرب في الدولة ولصالح العملية السلمية مع أشقائنا الفلسطينيين ومع العالم العربي من حولنا، خاصة وأن وحدة الأحزاب العربية في قائمة واحدة من شأنه أن يزيد التمثيل العربي بحيث يصعب بل ويفشل تشكيل حكومة يمينية متطرفة تؤمن بالفكر الترانسفيري للعرب وبالتمييز العنصري ضد الأقلية العربية وممارسة كل أشكال التضييق الاقتصادي علينا.
إن الرسالة التي على جماهيرنا العربية أن يقولوها بكل وضوح وحزم وإصرار لقادة الأحزاب العربية أن لدينا بديلا عن عدم وحدتكم في قائمة واحدة، وأننا نملك القرار بمعاقبتكم على إصراركم على الفرقة، والبديل هو الحزب العربي الجديد الذي يدعو للوحدة والتوحد.
في الأيام والأسابيع الماضية الأخيرة قمنا في حزب الوسط العربي بالاتصال مع كافة الأحزاب العربية في البلاد، وكانت لدينا رسالة واحدة ووحيدة: نعم للوحدة، لا للتشرذم وحرق الأصوات. نعم للمصلحة العربية الجماعية، ولا للمصالح الحزبية والشخصية الضيقة، نعم لخدمة القضايا الحياتية واليومية للمواطنين العرب، ولا لخدمة الأنا والأنا الحزبي.
لقد كنا واضحين في طرحنا أمام باقي الأحزاب: ندعوكم للتوحد من أجل صالح جماهيرنا العربية التي تطالب بالوحدة. وحزب الوسط العربي هو أحرص الأحزاب على عدم حرق الأصوات العربية. لدينا من التأييد الشعبي والالتفاف الجماهيري الواسع ما يجعلنا نخوض الانتخابات في قائمة مستقلة ونحن نوقن أن إمكانيات عبور نسبة الحسم واردة جدا بالحسبان، وإن كانت بحاجة إلى جهد ومثابرة، وقد دعّمنا موقفنا هذا بالأرقام والإحصائيات عن كل بلدة وبلدة في وسطنا العربي، لكننا كنا صريحين ايضا مع أنفسنا ومع غيرنا من أننا بالوقت نفسه نخشى أن تنقصنا بضعة مئات أو بضعة آلاف من الأصوات لتجاوز نسبة الحسم وعندها سنخسر عشرات آلاف الأصوات من وسطنا العربي، ونحن في أمس الحاجة لكل صوت عربي. ولذلك دعونا الأحزاب العربية كلها إلى ضرورة الوحدة مع حزب الوسط العربي الذي يعتبر قوة مركزية وفاعلة ومؤثرة في الوسط العربي ولها امتدادها الجماهيري في كل قرانا وبلداتنا العربية.
الجميع يعرف حق المعرفة أن جميع الأحزاب العربية اليوم، باستثناء الجبهة، لا تستطيع تجاوز نسبة الحسم لوحدها، لا التجمع، ولا الحركة الإسلامية، ولا الحركة العربية للتغيير، ولا الحزب الديمقراطي العربي، فلماذا المزايدة على حزب الوسط العربي.
وكما كنا واضحين في دعوتنا للتوحد، فقد كنا أيضا واضحين في البديل عن رفض غيرنا للوحدة، وقد أعلناها واضحة للجميع: إذا رفضتم الوحدة فإننا سنخوض الانتخابات لوحدنا، وسنبذل قصارى جهدنا لتجاوز نسبة الحسم، ونحن على يقين عندها أننا سنتجاوز نسبة الحسم، وعندها سيكون شعارنا لجمهورنا العربي هو: معاقبة كل من رفض وحدة الأحزاب العربية، والتصويت للبديل وهو حزب الوسط العربي.
نحن اليوم نخوض المعركة الانتخابية لأننا نؤمن أن النهج الذي اتبعناه في السنوات الثلاث الماضية من خلال عملنا في الكنيست هو النهج الذي يبحث عنه المواطن العربي. الشعار الذي نرفعه وهو التركيز على القضايا الحياتية واليومية للمواطنين العرب الفلسطينيين في الداخل، طبقناه ومارسنا على أرض الواقع، وكنا دائما إلى جانب المواطنين العرب في طرح همومهم ومشاكلهم اليومية، من قضايا المسكن والبطالة والتعليم ومحاربة العنف والجريمة في وسطنا العربي، هذه المواضيع طرحناها بشكل يومي ودائم، لأننا جئنا من رحم الجماهير العربية ومن نبض الشارع العربي، فكنا الأقرب إلى معاناته واحتياجاته.
على جمهورنا العربي أن يعلنها وأن يقولها واضحة لقادة الأحزاب العربية: إذا لم تتوحدوا فإن البديل هو التصويت لحزب الوسط العربي الذي يهتم بقضايانا الحياتية واليومية.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق