الدكتور نديم القاسم .. ورامة تعرف ابنائها .بقلم زايد خنيفس
2013-03-11 11:51:38

فجعنا قبل اسبوعين بنبأ رحيل المرحوم الدكتور نديم القاسم من قرية الرامة  , والذي توفي بعيدا عن مسقط رأسه وبعد ان هاجر رامة الزيتون واسراب الغيم من جبل الجرمق والتواءاته عام 1963 الى الولايات المتحدة ليلتقي هناك رفيقة عمره مي حلاوي اللبنانية الاصل ففي المهجر والغربة يلتقي الاحباب دائما .
الدكتور الراحل وفي عودة للاوراق القديمة وسطورها وبراويزها التي اخذت لونها القاتم كان من رواد واوائل المثقفين العرب وابناء العشيرة المعروفية , ففي بادية حياته عمل معلما في قريته الرامة , ثم نقل لاسباب عديدة للتعليم في بعض القرى المجاورة , وفي عودة لرسائل المتبادلة مع والدي رحمه الله وقعت بين يديه رسائل شوق وتقدير ومحبة وكلمات كتبها المرحوم بخط يده الجميل , وقد اختار تشكيل الكلمة وتحريكها ووقع بين يدي رسالة عتاب موقعة من شخصيات معروفة اخذت دربها  الى جوار الله وان اذكر بعضهم فمنهم مصطفى اسماعيل ,كنعان ابو زيد , هاشم حسين , نسيب محمد قاسم , يوسف ابو طفلة , صالح ابو رزق , فرج فراج , محمد اسعد فارس , جبر حمدان , سليم حرب , ومخاتير الطائفة في ذلك الوقت : عبد المجيد الصالح , قاسم محمد فرهود وسرب من الاسماء , ونسخة عن تلك الرسالة للحاكم العسكري في المنطقة ,وملخص الرسالة ودون الدخول بتفاصيلها , احتجاج الاهالي على نقل المعلمين قاسم محاسن ونديم قاسم من قريتهم الى مدارس يركا ودالية الكرمل .
الراحل اذكر صورته  في المرة الاخيرة واشهد قامته وحضوره  عندما زار والدي قبل رحيله الاخير بأيام  , والحديث قبل حوالي احد عشر عاما كان والدي على سريره ومن المه اكتفى ان يلوح بيده ويبعث رسالة بعينيه نحو الضيف القديم , فقد كانت علاقتهم عميقة كجذور زيتون الرامة والصبر الممتد في ممرات القرى , فقد عرف الراحل كيف يشق نافذته
نحو الدنيا رغم الشوك المزروع في الطريق نحو مكتب الحاكم العسكري فلم ينسى من مد له العون والمساعدة وكان حاضرا برسائله المؤثرة من وراء البحار والمحيطات ومن عالم سحر عيونه من الوهلة الاولى وابقاه بعيدا عن اهله ووطنه وقرية ليست منسية ولن يهاجر كل ابنائها والذين استقبلوه قبل اسبوعين في رحيله الاخير فالارض تشتاق دائما للذين يهاجرونها وتعرف وجوههم في المحطات الاخيرة .
رحل المعلم مربي الصفوف في رامة الجليل ورحل المعلم في شاغور لا يعرف الغضب ومرجه الاخضر , ورحل المعلم مربي الصفوف في دالية الكرمل وحيفا , ولم يتنبه للحاسدين في سنوات الخمسين, وهاجر المعلم طبيبا وضم عشيرته في المنفى والمهجر المدمى , وعاد المعلم من غربته وبقيت الرسائل هي الرسائل محفوظة في الملفات فالف رحمة لمن عرف حرفا فعلم غيره اصول اللغة والف رحمة على وردة لا تعرف الذبول .

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق