قدس الأب منير باسيليوس منصور بقلم يوسف جريس شحادة
2012-08-03 16:56:02

قدس الأب منير باسيليوس منصور الراقد على رجاء القيامة 1954. 07 . 25    _   2005. 08 . 04 كاهن رعية كنيسة المخلِّص للروم الملكيين الكاثوليك كفرياسيف1993 _ 2005

أيها الكاهن:" فاقتدوا انتم بالمسيح كما اقتدى هو بابيه".
يقول يشوع بن سيراخ : " لا تخش قضاء الموت واذكر الذين قبلك والذين بعدك هذا هو القضاء الذي قضاه الربّ على كل ذي جسد، سواء أعشت عشر سنين أم مئة أم ألفًا فليس في مثوى الأموات توبيخ على العمر".
ويقول ابن سيراخ أيضًا:" ويل للقلوب الهيّابة وللأيدي المتراخية وللخاطئ الذي يمشي في طريقين. ويل للقلب المتواني إنّه لا يؤمن ولذلك لا حماية له. ويل لكم أيها الذين فقدوا الصّبر وتركوا الطرق المستقيمة ومالوا إلى طرق السوء".
أجل أيها القارئ الكريم، فقدس الأب منير باسيليوس منصور الراقد على رجاء القيامة مشى في طريق الحزم والجزم لأنّ لا تهاون بتعاليم رب السّلام ولا محاباة ونفاق في الكنيسة، وليس مهمّة الكاهن إرضاء هذا النفر أو ذاك على حساب تعاليم رب المحبّة والآباء القديسين، وليس مهمّته أن يميّز بين طلب وطلب، فلم يكن الراقد  هكذا بوجهين كلمة بفمِه وفكرة اخرى في قلبه.
الراقد على رجاء القيامة كان مثل :" القاضي الحكيم يؤدّب شعبه، وتدبير العاقل يكون مرتّبًا كما يكون قاضي الشعب يكون الخادمون وكما يكون رئيس المدينة يكون جميع سكانها ".
الدرجة الكهنوتية:
" أقدّس ذاتي من أجلهم" هذا شعار الراقد على رجاء القيامة وليس السعي وراء هذا اللقب او ذاك وما الجدوى من لقب او درجة كهنوتية ولا يخدِم لا بل يريد ان يُخدَم على نقيض تعاليم الرب! وكيف يخدِم ان كان يجهل مبنى القداس الالهي، ويتباهى بحامل صليب الرب بالمعنى المادي { درجة ايكونومس على سبيل المثال } وليس بالمفهوم المسيحي لحمل "صليب الرب".
ان سيامة هذا العلماني لكاهن او منح درجة كهنوتية ما، لها معاييرها ومقوماتها وليس بسبب صفّ الكلام ورصّ السطور الجوفاء من المعنى، وهذه مسؤولية الاسقف، هذا  ان كان هو نفسه يُقدّس او إسأل كم من مرّة أقام خدمة القداس الالهي!
والقديس سمعان اللاهوتي يضيف في "المعرفة الروحية" :" المعرفة الروحية مثلها مثل صندوق يحتوي كنوز الكتاب المقدس التي لا تقدّر بثمن. ولمعرفة هذا الكنز لا يكفي فتح الصندوق بل رؤية الكنز وحفظ الكتابات. فما الفائدة من حمل الصندوق المليء باللؤلؤ دون فتحه؟!لنتصور أخي المؤمن انك تحمل إنجيل ربنا وإلهنا يسوع المسيح ويقول صاحب الكتاب المقدس :" فتّشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية" ومن يحمل إنجيل ربنا يسوع يكون له النور والحياة والأبدية لأنه:" الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة".من الوصايا تفيض الفضائل ومنها إظهار الأسرار المخبأة في الحروف. ومن إتمام الوصايا يأتي تطبيق الفضائل وبتطبيق الفضائل إتمام الوصايا. وقال الرب:" إن أحبني احد يحفظ كلامي ويحبه أبي واظهر له ذاتي " وعندما  " يسكن الله فينا ويسكن بيننا " يظهر له نفسه. 
الدخول الى الكنيسة:
":" فاخضعوا إذن لكل خليقة بشرية من اجل الرب. فليُرضِ كل واحد منَّا القريب للخير لأجل البنيان. فإني ولو افتخرت شيئًا أكثر سلطانًا الذي أعطاه الرب لبنيانِكم لا لهدمكم لا أخجل. وإنّما اكتب بذلك في غيبتي لئلاّ أُعاملكم بشدّة في حضوري على حسب السلطان الذي آتانيه الربّ للبنيان لا للهدم. وليكن كلّ شيءٍ على وجهٍ لائقٍ ومنتظم".فكم بالحري من يرتدي البزّة الكهنوتية للتفريق بين البيت الواحد!
فكان المؤمن يدخل لبيت الرب بصمت وخشوع ويجلس بهدوء وسكينة ليناجي ربه دون همس أو وشوشة أو غمز حين يقرأ هذا المرتل او ذاك ولم نسمع تلك الاصوات  من أفّ وتنهّد ايضا، وتبادل الحديث والتهاني او  من  يدخل او تدخل لقدس الاقداس لالقاء التحية او للمعانقة الاخوية، او حتّى لتَطلب بقراءة الرسالة، ومن تجاسر على مثل هذه الهفوات من الكبار أو غيرهم انتهره وأدّبه عاملا بقول الكتاب المقدس:" أدب ابنه واجتهد في تهذيبه لا يسقط فيما يُخجل". والأحبة الصّغار لافتا نظر الأهل بعد القدّاس الإلهي على انفراد لعلمه بمبنى الكتاب المقدس:" دعوا الأطفال يأتون إليَّ".
ولكن من اعتاد على شيء وسَمح وعوَّد الشعب على شيء فليس بالسهل تغييره فيما بعد، أي من عوَّد وعلَّم على شيء شاب عليه. لم يقبل فرض الشروط لحضور القداس الالهي، " إن قرأت الرسالة فأحضر للكنيسة"، او اكون في اللجنة الرعوية وكأنّ العمل في الكنيسة منوط بمنصب ما ، ألم نعلم أننا من واجبنا ان نسال ما قدّمت للكنيسة وما فعلت من اجل الكنيسة وليس ما قدّمت لي الكنيسة،! هذه كلها من باب الممنوعات.
المناولة: 
بل كان النظام بكل ما للكلمة من معنى ومدلول، يصطفّ الشعب بإيمان وورع ومخافة ونظام وهذا يشهد له القاصي والداني، لانَّ الراقد على رجاء القيامة، لم يتوان على التأديب والتوبيخ والتوجيه والتعليم والشرح والتفسير. وذلك لانّ الراقد آمن بقول ابن سيراخ :" ينبوع الحكمة كلمة الله في العلى ومسالكها الوصايا الأزلية.مخافة الربّ مجدٌ وفخرٌ وسرورٌ وإكليل ابتهاج. مخافة الرب تلذّ للقلب وتعطي السرور والفرح وطول الأيام".
لم نرَ السباق والمسابقة والاندفاع في تناول جسد ودم الرب، وكأن من يتناول اولا ينال البركة والنعمة الالهية! او لم نشاهد المتسابقة لتناول الجسد والدم الالهيين.
المناولة ليست اكل وشرب، لا بل جسد ودم الرب الالهيين، ويعلن الكاهن قبل المناولة:" بمخافة الله وايمان ومحبّة تقدّموا ". ويجيب الشعب :" آمين. مباركٌ الآتي باسم الرب. الربّ هو الله، وقد ظهر لنا".
فكيف نجسر ونتباهى باستباقنا الآخر؟ وكيف نتقدّم للمناولة؟ أبإندفاع؟ واين مخافة الرب؟ واين محبّة الرب خاصة او عامّة حتى؟ ولماذا لا نتعلّم من محبّة الكهنة بعضهم لبعض او محبة الاسقف لكهنته وبالعكس. ام نتصادم مع من تناول من قبلنا؟ لأنّنا نتقدّم للمناولة دون نظام وترتيب واحترام؟ ومن المسؤول؟ وهل من مسؤول اليوم؟ ومَن واينَ هو؟ هل الانشغال بامور الدنيا يكفي لغض النظر عن الامور الدينية ومتابعتها؟ الم يفكر رجل الدين هذا باختلاف الرتب انه سيواجه ربه يوما؟ ام اصبحت الخدمة الكهنوتية على اختلاف درجاتها ورتبها " مهنة وليست خدمة" وان كانت مهنة حتى، فالموظف يعمل كما يجب خلال ساعات عمله؟ اليس كذلك! هل نحن بحاجة لرجال دين ام لرجال اعمال دينية.
معرفته الليترجية
قال صاحب السيادة المطران ساكا { تفسير القداس ص 10 ط3 سنة2003}:" الكنيسة في كلّ طقوسها لا تريد أن تلهي الناس والمؤمنين بسرد قصص التسلية.وعند الإنشاد والترتيل وتقديم الموسيقى لا تبغي من وراء ذلك إثارة العواطف النفسية والانتعاش والترفيه وإنما هدفها ومبتغاها إدخال المؤمنين في شركة سرّيّة مع المسيح عن طريق إقامة الذبيحة الإلهية والاحتفال بالقداس الإلهيّ".
إنّ طقس القداس الإلهي مثقل بالمعاني الروحية وتزدحم فيه الرموز والحركات الهادفة إلى إنعاش الحياة الروحية في المؤمنين، إن هذا الطقس يقضي القيام به جماعة مصلّية عابدة، الكلّ يصلّون ويبتهلون بنفس واحدة وقلب واحد وبمحبّة إلهيّة كاملة.
يشكّل طقس القدّاس الإلهيّ هيكليّة موحّدة ومتماسكة، ففقراته آخذة الواحدة برقاب الأخرى وجميعها تقود المؤمن الدخول إلى الخصائص الباطنيّة: الاتحاد بالمسيح الربّ والتمتّع بحضور ربّ المحبة والحصول على الغذاء الروحي وتقديس الأجساد والأرواح معًا.
لم يضع لنا الرب يسوع بحثًا جامعيًّا في المبادئ والأخلاق  والسلوك على طريقة الفلاسفة  ولم يتطرق المخلِّص إلى الشرع والقانون والناموس كعلماء الرومان وأسوة باليهود وبولس الرسول خرّيج طرسوس قال:" وأنا لمّا أتيتكم أيّها الإخوة لم آتِ ببراعة الكلام أو الحكمة مبشِّرًا لكم بشهادة الله. لأنّي حكمت بألاّ أعرف بينكم شيئًا إلا يسوع المسيح وإيّاه مصلوبًا. وقد كنت عندكم في ضعفٍ وخوفٍ وارتعادٍ كثيرٍ. ولم يكن كلامي ولا كرازتي بكلامٍ بليغٍ من حكمة بشريّة بل بإبداء الروح والقوّة. لكي لا يكون إيمانكم عن حكمة الناس بل عن قوّة الله"{ 1 كو 5 _1 :2 }.
يقول الأسقف كاليتوس وير {الكنيسة الاورثوذكسية_ إيمان وعقيدة منشورات النور }:" الكنيسة هي صورة الثالوث القدوس  وجسد المسيح وامتداد للعنصرة، إنّ الثالوث يتمثَّل في الكنيسة كما يشمل الثالوث الاقانيم الثلاثة، فالكنيسة تجمع بداخلها الجماعة وكل واحد قائم بذاته ". والقديس اغناطيوس الأنطاكي:" حيث يكون المسيح تكون الكنيسة الجامعة". ويضيف اللاهوتي خرستوس اندروتسوس { اللاهوت العقائدي أثينا 1907 ص 265 _262 } :" الكنيسة هي مركز وأداة عمل المسيح الخلاصي وما هي إلا استمرار وامتداد لسلطته النبوية والكهنوتية والملكية والكنسية ومؤسسها متصلان اتصالا لا تنقسم عراه".
قدس الأب الراقد على رجاء القيامة لم يكن جاهلا لا في كبيرة ولا في صغيرة كان مرجعا بالليترجيا متملّكا بمبنى القداس الإلهي يقرأ ما يجب ان يقرأه لا يختصر ولا يختزل فعلى سبيل المثال كان يقرأ القراءة التي تسبق الانجيل المقدس :" ايها السيد المحب البشر....الخ"، او الصلاة التي يتلوها الكاهن قبل نقل القرابين :" ليس احد من المقيدين....الخ" فكيف يتلوها الكاهن اذا هو يرغب بمشاركة الجوق  "بالترتيل"!
لانه يخاف الرب يحضر صباحا باكرا لتهيئة الذبيحة الإلهية ولم تسجّل انتهاكات ليترجية لاهوتية دينية كبيرة كصغيرة البتّة طوال خدمته عاملا كقول الكتاب المقدس :" يا بُنيَّ إن أقبلت لخدمة الرب الإله فاثبت على البرّ والتقوى" فهو هكذا. وكما يقول القديس مكسيموس:" على الكاهن أن يتصوّر وهو يُكمل الخدمة انه واقف مع الملائكة في السماء أمام الله لأنه لولا مؤازرة نعمة الله لما استطاعت نفس بشريّة أن تصمد أمام نار تلك الذبيحة الإلهية الهائلة ".
يلبس الحلّة الكهنوتية مع تلاوة الصلوات اللازمة وما اروع معانيها لمن يتمعّن بدقائق الفاظها، قبل الشروع بتهيئة الذبيحة الالهية، ولا اريد سرد عشرات الامور بهذا الصدد المنافية لتعاليم الكتاب والتي تحدث في بعض الاماكن وللاسف الشديد.
الكاهن الانسان:
كرِه النفاق وليّ الحقائق وتزوير الامور، وكره الكذب والزّور، ووبّخ المنافِق وسئم تناقل الاقاويل عن فلان وعلاّن، ولم يشتك لأحد حين ضايقوه وعرف كيف يتصرف مع الشعب، ولم يسمع من فلان التحريض على علاّن، ولم يتّخذ موقفا دون الدرس العميق والفكر السديد والتشاور والاستشارة ولم يركض وراء الشهرة السريعة ولا التسلق للتحليق وراء هذا المسؤول او ذاك لابتغاء الشهرة والصيت الزائف الزائل سريعا ولم يتّهم هذا الشخص او ذاك لمرافقته هذا المسؤول او الآخر كأنه منتفع منه، ولم يتهم من اعترض على راي ما أنه منتفعا لسالفه وكأن من يعترض فكرة مسؤول كأنّه صاحب انتفاعة من سالفه، ولم يفتخر ان صاحب هذه الرتبة ربح القضية في المحكمة وكأن يجب على اصحاب الرتب والدرجات الدينية الوصول لباب المحاكم وكانهم يعملون في القضاء..الخ، بل عاملا كقول النبي:" أرشِد قلبك واحتمل. أمِل أذنك واقبل أقوال العقل" فطوبى للراقد على رجاء القيامة الأب منير :" لأنه لم يسلك في مشورة المنافقين وفي طريق الخطأة لم يقف. وفي مجلس الساخرين لم يجلس". لأنّ المنافق المتهاون بتعاليم رب الكون والخائن لناموس الرب والنابذ الرافض لتعاليم الإله العليّ فولد :" للَّعنة ومَتَى مات فاللعنة هي نصيبه" {ابن سيراخ}. ويقول القديس مكسيموس:" يوجد بعض كهنة لا يسلكون بمقتضى القوانين والشرائع الإلهية لا قولاً ولا فعلاً ولا فكرًا لكنّهم مشغوفون بمحبّة الشرف والمجد ولا همّ لهم إلا أن يحترمهم الناس ويبجّلونهم " والراقد نقيض هذا ولم يبتغ الوجاهة وحب الظهور والخطابة بالكلام الخالي من الفحوى والكلام المعسول دون فحوى ومضمون او يتهم من يعانق في الهيكل بسوء الادارة والفشل بعد اقالته.
ولم تكن الكنيسة مؤدية للخدمات فقط مثل: العماد او الزواج او الجناز بل يجتمع الشعب للصلاة ولمناجاة ربه والانتعاش بعد القداس الالهي وبالفعل انه انتعاش وحياة جديدة مع كل يوم احد يوم  قيامة جديدة، يذهب الفرد للصلاة ليثْبت بايمانه ولا يفقد ايمانه بسبب عدم التقيّد بخدمة القداس كما يجب ويتحتم ان يكون.
التقيّد بتعاليم الرب
ربما البعض لم يوافق قدس الراقد على الأسلوب المواجه المباشر الحازم إلا أن مبدأ قدس الأب منير: من خطئ لم يخلص فكم بالحري الاكليريكي إن خان تعاليم رب المجد !
وان خطيء الاكليريكي فكل الشعب وقع في الخطيئة؟! أليس كذلك، فعمِل كقول سفر الأمثال:" من وفّر عصاه فهو يُبغض ابنه والذي يحبه يبتكر إلى تأديبه. والذي يحب التأديب يحب العلم والذي يبغض التوبيخ بليدٌ ". أو كقول القديس مكسيموس بوصيته للكاهن:" فمن يخدم من غير استحقاق هو يهوذا ثانٍ. وهو خائن. لان داتان وابيروم قد انشقّت الأرض وابتلعتهما حيّين لأنهما تجرأا على التبخير في هيكل الرب عن غير استحقاق".
فكيف يمكن لهذا الكاهن او ذاك ان لا يتقيّد بتعاليم الليترجيا؟ فعلى سبيل المثال لا الحصر كيف يقرأ الكاهن قراءة دورة الانجيل " ايها السيد الرب.....الخ" اذا  كان يرتل مع الجوق ؟ والعديد من الامثلة يمكن سردها هنا؟ ونسأل من المسؤول؟ او مسؤولية من؟ وهل من مسؤول؟! وبما مشغول ومنشغل هذا المسؤول؟
قدس الأب منير باسيليوس منصور عمل بوصية القديس مكسيموس:" الكاهن الصالح الحقيقي يجب أن يكون تقيًّا حكيما محبًّا للتّعليم والتعلّم متواضعًا ضابطا نفسه ولسانه رحيما محبًّا وعلى الخصوص للغرباء". فلم يخترع الاقوال او يتهم هذا الشخص او ذاك وينعته بصفات لا تليق بحثالة التفوه بها، فهو هكذا كان يتعاون بشكل كامل مع الشعب لما في صالح الجماعة ولم يقِف مع جماعة ضدّ أخرى لأنه لم يُقِم فئات وجماعات ولم يميّز بين هذا وذاك ولم يحاول زرع الخلاف بين الاخوة مثلا، او في إعلان خبر ما بغض النظر مَن الطالب فلم يرفض للصغير ولا لهذا الخادم  او ذاك، ولم يحرّض على  هذا الشخص او ذاك، ولم يقدّم خدمته لمآرب شخصيّة ولم يحرم الشعب ولو مرة من الصلاة.
العظة وشرح الانجيل
تشكّل العظة محطّة اساسية ومهمَّة في شرح وتفسير كلام الرب ولا ندخل هنا بالفرق بين العظة والتفسير. { وباختصار: الوعظ: النّصح والتذكير بالعواقب والانذار،  والتفسير: الابانة  وكشف المغطّى }.
ان قدس الراقد كان يفسّر نص الانجيل المقدّس الشريف باسلوب مباشر دون لتّ وعجْن في الكلام.
ان اتخاذ الاسلوب المباشر وطَرق الموضوع يدلّ على معرفة كنه النصّ وفحواه، ولم يتّخذ الباب الملوكي للاعلانات التجارية وترويج هذا المنتج او ذاك او ينتقل من كنيسة لاخرى لتسويق  هذا الاصدار او غير ذلك، لان الرب المسيح قَلَب الطاولات لانهم استخدموا بيت الله للتجارة، فكم بالحري بنا ان نستخدم الباب الملوكي لمثل هذه التفاهات.
لم نسمع ولو مرّة واحدة من قدس الراقد في عظاته كلها دون استثناء خلال خدمته في كنيسة المخلص عن مشاريع وارباح مالية وانجازات معمارية وعقارات تجارية ومنح مادية تُصرف هنا وهناك، لانه يعلم اننا بحاجة لارباح روحية دينية لاهوتية، فقد ورد في الكتاب المقدس : لا تستطيع ان تعبد ربين ، المال والله، الا من يحلّق في سفينة هذا القديس او المقدِّس ذاته والمطوِّب نفسه في حياته.ولربما هناك من يستطيع ان يوفّق بين محبة المال والله على نقيض كلام الرب!
تروي الرحّالة إيثريا انه كان يتمّ في اورشليم في تلك الايام { في القرن الرابع ايام القديس كيرلس الاورشليمي } عدّة عظات وشروحات من قبل الكهنة ويختمها الاسقف ان حضر بكلمة اخيرة، مما يدلّ على اهمية التعليم اثناء الخدمة الافخارستية.
فالراقد يطرق الموضوع باقتضاب ويختار الالفاظ المؤدية للمعاني، فيشرح ما يدور في بيت الرب احيانا واخرى لفحوى النص. فعلى سبيل المثال: يشرح للشعب لماذا نبدا بدورة الانجيل؟ وما معناها؟ معنى نقل القرابين والتسلسل التاريخي لذلك؟ او معنى التهيئة لشركة المحبة وشركة الايمان؟ او لماذا يغسل الكاهن يديه قبل التهيئة للذبيحة الالهية؟ وما معنى الغسل؟ الخ من الامور التي اعتدنا ان نسمعها من قدسه.
ونختم:" لا تخش قضاء الموت. اذكر اوائلك وأواخرك هذا هو قضاء الرب على كل ذي جسدٍ. انه ليس في الجحيم حساب العمر".
نتضرع لرب المجد والمحبّة أن يسكن الأب الفاضل في جوار الرب ويلهمنا على تحمل المشقات كما كان الراقد على رجاء القيامة. 

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق