إذا أتتك أمنية فسلّم عليها
                             وعِش معها كأنّها ليوم وترحل
كم من نفس ٍ ضاقت الأشياء لديها
                             والشوق في عيون القلب تكحّل
ولو لم تأتيك َ ,أذهب أليها
                             كم من حلم أمام اللهفة ترجّل

وكأن ّ للقرى الفلسطينية مهمة خاصة موجزها البحث عن الإبداع في زمن يشكو .وكأن لمناخ القرى الجليلية منها والغير جليلية علاقة مباشرة في استكشاف نظام شمسي يتوغل ألى نفوس الساكنين فيها وليبعث الدفء في شرايينهم , وكما قال درويش " على هذه الأرض ما يستحق ألحياة" ويبقى التواجد البشري أحد عناصر المجتمع الفلسطيني وضمن شرايين الحياة للوطن ومصدر لفخره , بل احتواء لآثاره الايجابية.
لقد أخطأ من ظن ّ يومًا بأن مجتمعنا في الداخل هو تحصيل حاصل لا طائل منه ,لأن هناك عدة مخاضات ايجابية , هناك الأدب والفن والمسرح , هناك من يكتب ويغني ويمثل حتى يوصل أشكال الصمود ورسائله بطرق سرمديّة.
أكاديمي , فنان , إنسان حر , متواضع في ثقافته , محب للحياة والمسرح , مخلص مع أمانيه وعلى روحه فراسة ووصال للأضواء , هو آيات سويطات من قرية ترشيحا الجليلية –شمال فلسطين , ولد وترعرع في تلك القرية الفلسطينية التي ذوّتت فيه حبًا من نوع ٍ آخر.
لا يختلف الفنان آيات سويطات عن بقية الشباب الحالمين في شيء , وإحساسه الكبير يجعل من لهفته منتظرة , تنتظر كل صباح في محطة الأمنيات وصول حافلة الأماني لتنقل أفكاره من مكان ألى لامكان ومن لازمان ألى زمان.
بين الفنان آيات سويطات والمسرح سيمباثيا " مشاركة وجدانية " وهارمونيا , وقد ينسجم مع ذاك المكان كانسجامه مع نفسه تماما لأنه يرى في تلك البقعة من الوجود كاثارسيس " تطهير نفسي " وقد يكون لفرط حبه للمسرح مبدع , يتعامل مع الدور بتكتيكية لها أسم وشكل وطعم ولون ورائحة.
كثيرة هي الأشياء ,كثيرة هي الأسماء , ولعلّ الفنان آيات سويطات من أولئك الشباب الذين يتمكنون من الربط بين الشيء والاسم , فهو يجيد البانتوميما أو ما يسمّونه التمثيل الصامت ,كما يجيد الساتيرا " النقد الساخر " إضافة ألى اللغة الإيمائية والأفكار المستوحاة وناهيكم عن الكوميديا التي يجيدها بشكل سريالي ألى جانب فرقة الرقص المشترك فيها والتي افتتحت برنامج عرفزيون الأخير في قاعة المؤتمرات-حيفا.

لقاء خاص قامت أمل سويطي مراسلة موقع المدار الأول في الشمال مع الفنان آيات سويطات ومن ضمن اللقاء كانت الأسئلة التالية:

- ماذا يعني لك المسرح ؟
- المسرح هو منبر حياة , على خشبته تتلو روحي خطابات لا تتلوها في أي ّ مكان آخر , المسرح هو المكان الذي يصنع لي الهواء , هو مكان أتنفس فيه بحريّة , وأتصرف فيه بحريّة , وأمشي فيه بحريّة , وأتكلم فيه بحريّة ...ولو صمتت ...أصمت فيه بحريّة.

- ما هي أولى خطواتك من أجل تثبيت هوايتك ؟
- ليس هناك قواعد معينة أو خطط مبرمجة , وكوني من هواة هذا النوع من الأدب أعتبر حبي للمسرح من الخطوات الأولى وإنما أمر الممارسة لكل ما هو جديد هو الذي يثبت هذه القيمة الأدبية في داخلي , وليس هناك أي توقيت حتى لممارسة الهواية فقد يخطر ببالي أن أجسد فكرة معينة بأوقات غير متوقعة.

سألته : على سبيل المثال
أجاب مبتسما : أشد حالات النعاس والمنتصف.

- كيف تفصل بين عملك , تعليمك وهوايتك ؟
- هوايتي هي الجسر بين عملي وتعليمي , ولا يمكنني الوصول ألى هذا أو ذاك دون الجسر , ويكفي أني أفكر بالأمر وأنشحن به يدفعني أكثر وأنطلق من مصدر قوة وعطاء.

- ماذا تعني لك صرخة ماريا ؟
- صرخة ماريا هي صوت لكل خفت , لهفة تمثل السراديب , ولادة أحب ولادتها ,ولها في ذاتي قيمة أبداعية , إنسانية , ثقافية واجتماعية.

- هل لك أن تخبرني بأحدى أمنياتك ؟
- أتمنى أن أتمكن من تمثيل أدوار قوية تجسّد واقع معين وأن يتم التعامل مع أحد المخرجين المخضرمين في مجال المسرح مثل المخرج منير بكري.

- من تشكر ؟
- ألف شكر أقدمه للسيدة فريال خشيبون التي تنظم لنا كل شيء في فرقة " سلمى " ,تلك الإنسانة التي تضحي بالكثير من  أجلنا , تلك التي تذوّت المفاهيم الأسرية في نفوس أعضاء الفرقة وتعطينا ألى حد الخجل , وبصراحة أجهل ماذا أقول عن إنسانة لا تنتظر عفوًا .

في نهاية اللقاء هنأ الفنان آيات سويطات الطوائف المحتفلة بالأعياد والمناسبات , هنأ الطائفة الإسلامية بمناسبة شهر رمضان والطائفة المسيحية التي تحتفل بعيدها يوم السادس من آب – أغسطس , وتمنى أن يسود السلام والمحبة بين الجميع.