ابي محمد جواد قدوة الاتقياء ونبراس الحق بقلم د. سلمان خير
2012-04-27 16:54:30

فوجئت  الطائفة  المعروفية  في  اسقاع  العالم   صبيحة  هذا  اليوم  بنبأ  رحيل  الشيخ  الوفي  التقي  العلام  المقدام  الورع  الديان  الفاضل  الطاهر  الجليل  اسد  الجزيرة  وسيد  بني  معروف   صاحب  الاسم  العفيف  والصيت  الشريف  الشيخ  الرائد  الفاضل  المفضال  الطاهر  والصوفي  الباهر  العارف المتنور رئيس الهيئة الروحية لطائفة الموحدين الدروز الشيخ أبو محمد جواد ولي الدين  تغمده  الباري  عز  وجل  بواسع  رحماته  .

مما  لا  شك  فيه  فان  الطائفة  الدرزية  قد  لحقتها  الفاجعة  بهذا  الخبر  المشئوم ,  وخسرت  بذلك  ركن  من  اركانها  وعلم  اشم  من  اعلامها ,  كان  رحمه  الله  ذا  مكانة  بارزة  ومميزة  قل  ما  تمتع  بها  بنو  البشر  على  حد  سواء  ,  اضف  الى  هذا   ذلك   الحضور  الفريد  في  شرايين  امته  وقلوبها  المفعمة  بالمحبة  الصادقة   الصدوقة  له  ولإعماله  الفذة  المستوحية  من  التقوى  والإيمان  ,  وللحقيقة   اقول  انه  كان  ليفدى  بالأرواح   من  كامل  ابناء  عشيرته .           

قال  الله  في  كتابه  العزيز  :  " وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ  الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ , أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ",  وقال عز وجل : " كُل نفس ذائقة الموت   ",  "   فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ
" صدق  الله  العظيم  .

الحمد  لله  الذي  اهدانا  العقل  لمعرفته  والنفس  لعبادته  ومن  ثم  اهدانا  الى  الايمان  وأرشدنا  لى  البر  والإحسان  وبصرنا  بأنوار  حكمته  ليوضح  لنا  معالم  التوحيد  ومعرفة  حقائق  الامور  في  التأكيد  ,  ومن  ضمنها  بتقبل   الشدائد  حتى  وان  كانت  في  بعضها  تجثم  على  انفاسنا  كثقل  الحديد   أو  ما  عدا  ذلك  من  مزيد .

ومسك  الختام  السلام  والإكرام  والتحية  والاحترام  على  رجال  الله  الصالحين  - بالطبع -  من  بعد  انبيائه  الميامين  ساداتنا  الأطهار  الصادقين  عليهم  صلواته  اجمعين  في  كل  زمان  وحين  ومن  بعده  تعالى  فقط  بهم  ولديهم  نلتجئ  ونستعين .

انقل  للقراء  الكرام  نبذة  موجزة  -  كقيض  من  فيض  -  عن  حياة  فقيد  البشرية  جمعاء  كما  وردت  في  موقع  جريدة  الديار  اللبنانية  : "  ولد الشيخ ابو محمد جواد ولي الدين في بعقلين في العام 1916 في بيت متديّن، فلبس الزي الروحي منذ طفولته وشبّ على يد والده الذي كان معلّمًا في زمن قلّ فيه المعلمون والمتعلمون فأخذ عنه العلم والخلق والصدق والامانة. وظهرت عليه منذ شبابه المبكر علائم التقوى في تصرفاته وافعاله وسلوكه العام. وكان يملك قطعة ارض بعيدة عن البلدة انصرف الى معاملتها والاعتناء بها ليقيم فيها كل صيف خيمة لا يفارقها الا عند الضرورة. ثم بنى له غرفة من حجر اتخذها خلوة له يتعبد فيها متوحدًا مع ربه فكانت ملجأه الدائم لمناجاة الخالق القدير في سكينة الطبيعة والنفس. تزوج الشيخ "نظريًّا" بامرأة من بلدته ومن بيت اجاويد. كما تردّد الشيخ باستمرار الى خلوات البياضه وكان يمكث فيها شهورا متتالية للتأمّل والصلاة. في الثامن من آذار 1988 اجتمع الاجاويد وتوّجوا الشيخ بالعمامة المكوّرة ليكون قدوة الأتقياء ونبراس الحق وطريق الهداية وقد توّجه يومها الشيخ ابو حسن عارف حلاوي طيب الله ذكره . كان الشيخ رمزًا للسلام في الحرب الأهلية، وكان يردّد دائمًا: "لا تعتدوا على الآخرين". لقّّب بأسد الشوف لشجاعته وهيبته، فكان يعيش في بيته دون حرس أثناء الحرب الأهلية وكان باب منزله مفتوحا للجميع. وقد انتقل الى رحمته تعالى صباح يوم الجمعة الواقع في 27 نسيان 2012" . 

رحم  الله  فقيدنا  الغالي  واسكنه  فسيح  جناته ,  ان  لله  وانا  اليه  راجعون .  اخوكم د.  سلمان  خير

       

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق