"تصدق ولو بشق تمرة" أتبنى اقتراح المحامي اسعد أبو الزلف
2012-03-24 16:23:58

العطاء ميزة إنسانية لا بد منها من أجل أن ينهض كل مجتمع أينما كان، وهناك أوجه كثيرة للعطاء، منها الوجه المادي والمعنوي، العاطفي،الفكري، المهني ، التربوي والنفسي، وحين تخلو حياة الإنسان من أوجه العطاء فإنه يتخلى عن إنسانيته؟!! فالعطاء هو المقياس الأول لسمو الإنسان، من هنا يستوجب الأمر تهذيب النفس وتربيتها على الإحسان وإبعاد المشاعر السلبية التي منها الإغال في حب الذات والأنانية المفرطة وللا مبالاة في قضايا المحيط لتكون القلوب وهاجة لنشر الفضيلة والغيرة على المجتمع وحب الخير الذي يحفز على العطاء .
السؤال: أين نحن من العطاء؟ 
هناك من يعتقد مبالغًا في موقفه، بأن مجتمعنا يخلو كليًا من روح العطاء، ولكننا نشهد حملات لجمع التبرعات ولكن هذه الحملات تبقى متواضعة تأتي بعد ضرورة ملحة وهناك حاجة لتعميق وتأصيل روح التبرع والعطاء في مجتمعنا لتشمل كل إنسان  لان عدم وجود هذه الظاهرة عادة ما تكون في المجتمعات البدائية، العاجزة عن الإدراك.. التي لا تملك القدرة على التحليل الذي يقود إلى أن مصلحة الفرد من مصلحة الجماعة، ولو تمعنا في الأبعاد الروحية للعطاء وعمل الخير نجد أن ذلك يعود على النفس بالرضي النفسي والسلام الروحي، وهنا فأن العطاء ليس للآخرين فقط، إنما لأنفسنا أيضا، هذا إذا أردنا أن ننظر إلى البعد الفلسفي،  كما أن مردوده مباشر وغير مباشر، لأنه عندما يعطي الإنسان يكسب الثواب.
إن أنماط الحياة التي تعززت على الأخذ فقط  مستمدة من البيئة والأجواء المحيطة  بنا في دولة إسرائيل العسكرية التي تحتل أراضي جيرانها وتبطش بأرض صديقها (إذا كان لها صديق) قبل عدوها، هذا علمًا بان المجتمع اليهودي يتبرع بكثافة لبعضه البعض، وقد أوصت جميع الديانات  بضرورة التبرع والعطاء، ففي اليهودية  ال " تسدكا" فريضة ويجب أن لا تقل عن ال10% من المحصول، أضف إلى ذلك، عندما كان بنو إسرائيل مزارعين في عصر "التناخ" كانت زوايا الحقول تترك للفقراء وهي عادة اتبعت لاحقًا لدى شعوب أخرى وعندنا كانت في السابق تترك "للقاطة" كما كانوا يقولون أهلنا قبل أن تأتي إسرائيل وتبطش بالأرض. وال"تسدكا" في اليهودية موازية لل "زكاة" في الإسلام،وقد ذكر الله عز وجل الزكاة في  عدة سور منها "سورة البقرة" و "سورة النساء" و " سورة التوبة " وقد جاء في سورة البقرة: "الذين ينفقون أموالهم  بالليل والنهار سرًا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون" وقد جاء في الحديث الشريف "من نفّس عن مسلم كربه من كرب الدنيا،  نفس الله عنه كربه من كرب يوم القيامة" كما أوصى الرسول عليه الصلاة والسلام الذين لا يستطيعون التقديم ب " تصدق ولو بشق تمرة"
وقال القديس يحنا الذهبي "كل الأعمال زائلة وأما ثمرة الرحمة فلا تزول نظارتها وستكون في مأمن حتى بلوغ الحياة الهادئة"
ولوعدنا إلى الواقع نجد بأن كافة الشعوب تؤسس وتقيم الجمعيات لدعم المجتمع ويقوم المقتدرين بإنشاء المشاريع الخيرية، ولو القينا نظرة لما يقوم به "البهائيون" نجد أن كل بهائي يتبرع بدولار واحد يوميًا ونستطيع أن نرى ثمرة ذلك بأم أعيننا.. لقد نشروا الجمال من حولهم  ومنحوا البيئة ما تستحقه لجودة الحياة،
 وكان الأخ المحامي اسعد أبو الزلف قد نشر مؤخرًا مقالاً دعا فيه إلى أن يتبرع كل مواطن في دالية الكرمل بشاقل واحد وأجرى حسابًا بسيطًا فيما لو تحققت فكرته كم من مشاريع يمكن أن تنفذ لصالح السكان هناك. 18000 نسمة = 18000 شاقل يوميًا، ثمن سيجارة واحدة يمكن للمدخنين التنازل  عنها (يقرد الدخان).. ويمكن للمقتدرين تغطية النقص.. وحتى لو نقص المبلغ نسبة مئوية كبيرة يمكن أن نفعل (الهوايل) لصالح المجتمع.. يمكن أن نقيم به الملاعب.. النوادي.. الحدائق العامة.. دعم طلاب الجامعة.. إقامة المصانع لنقلص البطالة كي نحد من الظواهر السلبية .
إننا نعود وندعو أهلنا إلى تعزيز روح المحبة والعطاء لنهنأ جميعًا .           

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق