أَهو قَدَر أم فِعل بَشَر؟ اليف صباغ
2012-03-11 13:56:03

 قبل عدة ايام قرأت خبرا في احد المواقع العربية يقول : ان طالبة فلسطينية استطاعت ابتكار طريقة لتدوير العجلات المطاطية بعد نفاذ مفعولها،  لتجعل منها مسطحات خضراء لملاعب كرة القدم وحدائق الاطفال والاماكن العامة، بدلا من تحولها الى عامل ملوث للبيئة كما هو حالها اليوم. وتقول الطالبة الفلسطينية، التي نجحت في ابتكارها هذا ضمن مسابقة الفيفا، ان احدا من السلطة الفلسطينية لم يهتم بابتكارها ولم يقدم لها أي دعم مادي او معنوي لتسجيله وتحويله الى مشروع علمي صناعي، مربح ماديا، ومفيد للبيئة الفلسطينية وللعالم. وتضيف، ان ابتكارها يمكن ان يستبدل الربيعة (العشب الاخضر) الاصطناعية المستخدمة في ارض الملاعب الرياضية اليوم وكذلك الربيعة الطبيعية المكلفة جدا.
لا اخفيكم سرا انني فرحت كثيرا لهذا الخبر وقلت في نفسي: يا الله! كم فينا من القدرات المخزونة التي يحتاجها العالم اكثر مما نحتاجها نحن! واي اسهام للبشرية يمكن ان نقدم، كفلسطينيين، لو استطعنا تحقيق ابسط حقوقنا وهو اقامة الدولة المستقلة لنكون شعبا حرا على ارض وطنه، يقرر مصيره بنفسه، وكم نحتاج الى الدولة كإطار ومؤسسة اساسيين لرعاية القدرات البشرية،  لكي نساهم بقسطنا، كباقي الشعوب، في اعمار الحضارة البشرية على الارض !
لا اخفيكم سرا ايضا ، ان فرحتي لم تدم طويلا، فقد خفت وهجها وفقدت بعضا من دفئها بعد دقائق معدودات تُهتُ فيها في معنى الربيعة والربيع، الطبيعي والاصطناعي والمدور من بقايا عجلات المطاط.  وتساءلتُ: هل هو قدرنا يا ترى؟ ام اننا نحن من يصنع القدر في اذهاننا؟ اننا نثبت لأنفسنا مرة تلو الاخرى ومرة اخرى بعد المليون اننا قادرون ....فلماذا نبقى على حالنا في حين ان العالم كله يتغيرويتقدم؟ نثبت اننا قادرون على تغيير واقعنا وان جار الزمان والاصدقاء والاخوان، قادرون، عندما نعتمد على الذات وليس على ابناء الذوات.
لماذا يا ترى؟ يعيش العرب في ربيع افتراضي او اصطناعي، وتعيش اسرائيل التي اغتصبت ارضنا ومياهنا في ربيع طبيعي؟ هل لأنها صادرت ارضنا ومياهنا فقط، اما لأننا آمنا بعجزنا و"كفي الله المؤمنين شر القتال"؟
لماذا يعيش الاسرائيليون فوق ربيعنا الطبيعي، ينعمون بارضنا ومياهنا، ويعيش العرب في ربيع اططناعي او افتراضي، اما نحن فنرضى بربيعة تم تدويرها من عجلة تم تصنيعها في بلاد الغير؟ ولماذا قبلنا بالقَدَر الذي يحوّل بلادنا إما الى مكب للنفايات او الى مصانع لتدوير النفايات؟ السنا ابناء بلاد الشام، التي اعطت الابجدية للبشرية جمعاء؟ السنا ابناء فلسطين التي نشرت نور الاديان للبشرية جمعاء؟ الم يحن الوقت بعد لنعرف من نحن ونتعرف على ذاتنا البشرية؟

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق