عشية الفصح:بلبلة بالطوائف المسيحية حول توحيد الأعياد
2012-02-24 19:21:45

عشية عيد الميلاد المجيد الأخير أعرب الكثيرون من المواطنين المسيحيين عن فرحتهم مما صدر ونُشر عن توحيد الأعياد، وفي بلدات عربية كثيرة احُتفل بالعيد حسب التقويم الغربي، من قبل الجميع. وحسب ما راج من أحاديث في حينه فإنّ عيد الفصح سيكون حسب التقويم الشرقي، الاّ أننا تلقنيا مؤخراً محادثات وتوجهات كثيرة مفادها أن الأعياد القادمة (الشعانين وعيد الفصح المجيد) لن تكون موحدة، ويتساءلون: هل بالفعل تم توحيد الأعياد؟!
حول هذا الموضوع توجّهنا الى سيادة المطران د. إلياس شقور مطران حيفا والناصرة وعكا وسائر الجليل، حيث قال:"لقد صدر مكتوب عن مجمع الأساقفة الكاثوليك حول توحيد الأعياد وقد تم ارساله لكل خوري ولا أريد أن أضيف أي شيء على ما جاء فيه".
أما بخصوص تطبيق التوحيد فقال:"يتم التطبيق في الكثير من الأماكن حسب تعليمات مجلس الأساقفة". ورداً على سؤال حول موعد عيد الفصح المجيد المقبل قال سيادته:"من يتبع التقويم الشرقي سيكون حسب الموعد الشرقي، ومن يتبّع التقويم الغربي فإن الموعد حسب التقويم الغربي".وعندما سألناه:"أين التوحيد إذاً؟! قال:" في مكتوب الاساقفة جميع الأمور واضحة".
وفي حديث مع المطران كرياكوس قال" حول مسألة التوحيد:"عيد الفصح لدى الروم سيكون يوم 15 نيسان ولدى الكاثوليك في الاوّل من نيسان" ورداً على مسألة توحيد الأعياد قال:" بالنسبة لتوحيد الأعياد هذا أمر يخص البطركية، وهنا في الناصرة لا يوجد توحيد للأعياد وكل واحد يعيّد حسب التاريخ والتقويم الذي يسير عليه".
أما الدكتور عزمي حكيم رئيس المجلس الارثوذكسي في الناصرة فقال ": "عيد الفصح لدى الغربيين سيحل في  الاوّل من نيسان ولدى الشرقيين سيحل في الخامس عشر من نيسان". ورداً على سؤال "أين التوحيد اذاً"؟ قال: "في القرى والمدن التي طبّقت الدعوة للتوحيد يعيّدون عيد الفصح حسب التقويم الشرقي وعيد الميلاد ورأس السنة حسب التقويم الغربي". وهناك بلدات ما زالوا يعيّدون كلٌ في تاريخ عيده حسب التقويم الذي يسير عليه، ومن بين هذه البلدات الناصرة".
ورداً على سؤال حول سبب عدم التوحيد في الناصرة على سبيل المثال قال د. حكيم:"للأسف، فإن اشكالية توحيد الأعياد موجودة في رأس هرم السلطة الدينية في البلاد. ولا نريد القول إنّ السبب هو تعصّب لدى اللاتين أو فئة أخرى. فأعلى سلطتين دينتين في البلاد موجودتان في القدس ووجود  كنيسة واحدة في بيت لحم (كنيسة المهد) ووجود كنيسة أخرى في القدس (كنيسة القيامة)، يزيدان الأمر تعقيداً. فهناك بروتوكول معقّد جداً جداً جداً. حول من يدخل الى كنيسة القيامة في اليوم الفلاني والتاريخ الفلاني والعيد الفلاني. وهذه البروتوكولات كانت توضع حسب الجهة الحاكمة  في حينه، مثلاً عندما كان الروس هنا كانوا يعطون الفرمانات للشرقيين رغم أن للروس كنيسة منفصلة. وعندما كان الاحتلال غربياً كانوا يعطون الفرمانات لصالح الغربيين. والتقويم الشرقي حتى على المستوى المدني في روسيا بقي لغاية العام 1919، وخلال فترة الاتراك كان هناك مدٌ وجزر، فمثلاً في فترة ظاهر العمر كان هناك تحيّز للشرقيين اكثر من الغربيين، فمثلاً كنيسة البشارة للروم الارثوذكس كان فيها فرانسيسكان في احدى الفترات، وظاهر العمر أعادها للأرثوذكس. وأحد الفرمانات بخصوص ساعات الدخول الى كنيسة القيامة في القدس التي هي ملك للكنيسة، أي ملك بطركية الروم  الارثوذكس في القدس. وهناك فرمان، لا أدري من وضعه، بخصوص يوم خميس الأسرار يكون فيه منذ الساعة الثامنة صباحاً ولغاية يوم الجمعة التالي الساعة العاشرة صباحاً، يترك كل رجال الدين الشرقيين القبر وساحة القبر ليدخل الكنيسة اللاتين. وفي يوم عيد الفصح يكون الروم الارثوذكس في الخارج ولا يدخلون الكنيسة للصلاة. من هذه الأمور تحصل التعقيدات بخصوص توحيد الأعياد".
ورداً على سؤال اذا كانت هناك أي امكانية، أصلاً، لتوحيد الأعياد قال د. حكيم: "على المستوى الشعبي، على الأقل في عيد الميلاد، حوالي 70-80٪ من الروم الارثوذكس  يعيّدون يوم 25/12 أي حسب التقويم الغربي. بينما على المستوى الرسمي لا زالت الكنيسة تعيّد يوم 7/1".
وبخصوص ما عيد الفصح المقبل، أنه لا يوجد ولا غربي واحد (لاتين) يعّيد مع الشرقيين، بخلاف الشرقيين (الارثوذكس) الذين يعيّد اكثر من 70٪ منهم عيد الميلاد مع الغربيين.
وبخصوص اذا كان هناك تدخّل من الڤاتيكان بهذا الشأن، قال د. عزمي حكيم:"الاشكالية موجودة في القدس وليس في مكان آخر، فعلى سبيل المثال يعيّد جميع سكان اليونان، الذين هم روم ارثوذكس، عيد الميلاد بموجب التقويم الغربي. فالمشكلة ليست موجودة على المستوى الدولي بل في بلادنا ولدى كل الرعايا التي تقع تحت سيطرة بطركية الروم الارثوذكس في القدس وبطركية  اللاتين والأرمن والموارنة، والمقصود المسيحيين الفلسطينيين وفي البلاد وفي الأردن".
ورداً على سؤال فيما إذا  التقى ممثلو كنيسة الروم الكاثوليك بممثلي الروم الارثوذكس للتباحث في هذا الموضوع قال د. حكيم:" حسب ما أعرف لم يُطرح هذا الموضوع بين الجانبين على الأقل في السنوات العشر الأخيرة. وأي خطوة تدعو الى توحيد من قبل أي جهة تبقى على مستوى التصريحات فقط، بينما حين يحين الجدّ فإنّ كل واحد يتمترس ويبقى على موقفه".
وحول ما اذا كان هذا الموضوع يخلق نوعاً من الفوضى بخصوص أماكن العمل وعطل المدارس وغيرها قال:"هذا الموضوع يخلق بلبلة كبيرة جداً بخصوص العطل ومواعيد الأعياد". 

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق